نكتة القرن.. المغرب الذي يدوس على حقوق الإنسان مُرشّحٌ لرئاسة مجلس حقوق الإنسان!!

جامعةُ الدول العربية تدعم ترشّح المغرب لرئاسة الدورة الثامنة عشرة لمجلس حقوق الإنسان لعام 2024، وبغضّ النظر عمّا إذا كان هنالك معايير موضوعية للترشيح إلى هذه المهمة الكبيرة وإذا ما كانت الجامعة العربية قد اشترطتها للترشح لها، وهل يكون المغرب قد توفّر عليها أم لا، فإنّ اختيارا كهذا من الواضح والمؤكّد جدّا أنّ من يقف خلفه هي تلك الدول المهرولة للتطبيع والتي تنسجم سياساتها الخارجية مع المغرب الذي ينصاع ويذعن دائما ودون تردد لنزواتها الدبلوماسية القائمة على السعي لصهينة المنطقة العربية وحتى جامعتها، إن أمكن لها ذلك، ولم لا!

حقّاً إنّها نكتة القرن بلا منازع، تبعث على الضحك والسخرية أكثر من كل تلك القصص الفكاهية والمشاهد الكوميدية التي مرّت على آذان البشرية وأعينها، لم نقرأ أو نسمع أو نشاهد إلى حدّ اللحظة أنه بوسع المجرم الذي لا يتوقف عن سفك الدماء ولا يشبع من امتصاصها بكل سادية ومازوشية، أن يحصل على جائزة نوبل للسلام بهذه السهولة والبساطة، هل الجامعة العربية جادة في ما أقدمت عليه وتعي ما تصنع حقّاً أم أنها تمزح؟!

المغرب.. تلك المملكة الشريرة التي تعيش في أزمنة القرون الوسطى المظلمة والمتخلفة، ينبغي لكل من يذكر ملفات حقوق الإنسان الخاصة بها أو يتذكر مواضيع الحرية والكرامة التي تخصّ شعبها الذي تقمعه أو الشعوب التي تحتلها، أن يكافئها فقط بالإدانة وبأبشع الأوصاف وأحقر النعوت، إنّها لا تعدو أن تكون سوى قبر تدفن فيه جميع معاهدات حقوق الإنسان ومواثيقها، بل وحتى صورها الناصعة التي عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ.

ومتى أضحى ممكنا لمملكة الأكاذيب وانتهاكات أبسط حقوق الإنسان أن تحظى بتقلّد هذا الدور الجسيم وتسنّم هاته المكانة الرفيعة، التي لا تحقّ إلّا لدول أثبتت بالفعل أنّها أهل لذلك، من خلال معايير واضحة تأخذ بعين الحسبان ماضيها الأبيض في احترام كرامة شعوبها والسهر على صون حرياتها الفردية والجماعية، بشتّى أنواعها السياسية والاجتماعية والدينية والعرقية والثقافية.

عن أي حقوق إنسان يتحدثون في المغرب، عندما يقتل الصقيع والجوع المغاربة في قرى جبال الأطلس الباردة والبائسة، بقممها الكئيبة التي لا تصلها طائرات المخزن بأغطية تقي سكانها العراة لفح الطقس الجليدي ومواد غذائية توقف تضورهم المتواصل لأيام وليالي طويلة، بينما تستطيع طائرات مخزنية أخرى أن تحلق بسهولة ويسر فوق مناطق شاسعة وممتدة من الأراضي الصحراوية المحتلة لتلقي على رؤوس سكانها أصنافا من القنابل والذخائر التي لا تلبث أن تبيد منهم العشرات.

عن أي حقوق إنسان يتحدثون عندما يُغتال ويُقتل كل المدافعين عن حقوق الإنسان في المغرب، إذا ما تجرّأ أحدهم على سبيل السهو أو الخطأ، غافلا عمّا ينتظره بعد إنهائه لمطالباته ودعواته لحمايتها أو حتّى مجرّد تعزيزها، إنّه المصير الأبدي المحتوم الذي سينتهي به حتما في أحد سجون المملكة بكلّ ما ينتظره داخله من تعذيب وقسوة وانتهاك لحرمات الإنسان الذي سيعاين عن قرب ظروف الاعتقال البشع، هذا إن قدّر له أن يظلّ على قيد الحياة لوقت أطول لكي يدرك ذلك.

عن أي حقوق إنسان يتحدثون في بلاد “النساء البغال” الممتهنات لأشقّ الأعمال، تلك العجائز على مشارف الوفاة، وقد اضطرهن البحث عن لقمة العيش لهنّ ولذويهنّ أن يضعن أنفسهن تحت تصرف المهربين الإسبان، فيقطعن البحر ويجتزن بوابات الجمارك في موانئ سبتة ومليلية ويغامرن بأنفسهن من أجل الحصول على دراهم معدودات، حرمتهن حكومة المخزن بسياساتها الفاشلة والفاسدة والظالمة من تحصيل أضعافها المضاعفة بسهولة ويسر وكرامة وعزة نفس أيضاً.

عن أي حقوق إنسان يتحدثون في مملكة المخدرات والدعارة والبيدوفيليا، في بلد لا يُضمن فيه الحصول على الرعاية الصحية، والحصول على السكن فيه مستحيل والتعليم موفور فقط لميسوري الحال، وكبار السنّ محكوم عليهم بالعمل حتى الموت من أجل البقاء على قيد الحياة في ظلّ انعدام نظام للتقاعد بشرف.

عن أي حقوق إنسان يتحدثون عندما تقود تغريدةً صاحبها إلى التعذيب والسجن 20 عاما، في بلد يقمع ويقتل سكان الريف المحرومين من كل شيء بما في ذلك استخدام لغتهم؟

عن أي حقوق إنسان يتحدثون في نظام ملكي يحتل إقليماً ليس له ويستولي على مقدّراته، وينهب ثروات شعبه الذي يعيش تحت نير الاستعمار وجحيمه المستعر، كيف يستحقّ المخزن أن يظفر بدور المدافع عن حقوق الإنسان وهو ينتهكها صباح مساء في حقّ المغاربة والريفيين والصحراويين.