ستكون الأنظار موجهة مساء غد الجمعة، إلى ملعب 05 جويلية الأولمبي، الذي سيحتضن الطبعة 57 من نهائي كأس الجزائر 2024، الذي سيجمع بين فريقي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، بداية من الساعة 17:00 مساء، في لقاء واعد ومثير، يصعب التكهن بنتيجته ومن سيكون له الحظ في التتويج بالكأس التاسعة والانفراد بالرقم القياسي.
ويحتضن الملعب الأولمبي مساء الغد، واحد من أكثر اللقاءات المنتظرة من عشاق الكرة المستديرة داخل الوطن وخارجه، وحتى من جماهير الفرق الأخرى، بالنظر لعدة معطيات، أبرزها الطابع المحلي للمواجهة التي ستجمع بين الجارين العاصميين، وكذا التنافس بينهما من أجل “زعامة” منافسة الكأس.
وبما أن حظوظ فريق المولودية والشباب متكافئة، فإنهما سينشطان على التوالي النهائي العاشر والثالث عشر في مشوارهما، فالفريقان العاصميان المختصين في منافسة “السيدة الكأس” لهما نسبة من الأوراق الرابحة طالما يتوفران على تعداد ثري وكرسي احتياط محترم جدا مكون من عناصر قادرة على إعطاء الإضافة اللازمة في الوقت الضروري.
وتعود آخر كأس لبلوزداد إلى سنة 2019 على حساب شبيبة بجاية (2-0)، في وقت لم يذق مولودية الجزائر طعم الكأس منذ موسم 2016، لما تغلب في النهائي على نصر حسين داي (1-0).
وبالرغم من أن الهدف سيكون واحدا ومشتركا بين “العميد” وبلوزداد في مباراة النهائي، وهو التتويج، إلا أن هناك عدة تفاصيل تخص هذا اللقاء، وجب تسليط الضوء عليها، حيث يدخل مولودية الجزائر المواجهة وعينه على تحقيق الثنائية بعد التتويج بلقب البطولة بكل جدارة وبفارق كبير عن الوصيف شباب بلوزداد، حيث يسعى رفقاء النجم يوسف بلايلي لتأكيد سيطرتهم على المشهد الكروي الجزائري وختام الموسم بأفضل طريقة ممكنة، لتخليده في التاريخ كأول تشكيلة لـ”العميد” تفوز بالثنائية بعد ثلاثية 1976 والجيل الذهبي للنادي العاصمي، في حين يريد أبناء “العقيبة” الثأر كرويا من منافسه بعدما أزاحه من عرش البطولة الذي تربعه بلوزداد لأربع مواسم متتالية، وكذا عدم الخروج بموسم صفري عقب تضييع هدفي البطولة ورابطة الأبطال للموسم الحالي، كما يسعى أشبال المدرب ماركوس باكيتا لتعويض خسارة نهائي كأس الجمهورية الموسم الماضي أمام جمعية الشلف وتضييع الفوز بالثنائية.
معركة فنية وتكتيكية بين بوميل وباكيتا
ودون شك ستكون معركة تكتيكية وفنية بين مدرب المولودية أمير بوميل ومدرب الشباب ماركوس باكيتا، حيث يمثل الرجلان معركة مصغرة بالنظر لرغبة كل مدرب في تحقيق الفوز واعتلاء عرش “السيدة الكأس”، خاصة وأن مواجهتي الذهاب والإياب بين الفريقين انتهت على وقع التعادل السلبي ولم يحقق أي مدرب الفوز على نظيره هذا الموسم، ما يجعل لقاء الغد فرصة لإثبات الذات بين التقني الفرنسي والتقني البرازيلي.
ويواجه ماركوس باكيتا مستقبلا غامضا في شباب بلوزداد بالنظر للانتقادات التي طالته هذا الموسم بعد تضييع هدفي البطولة ورابطة الأبطال، ليكون أمام حتمية تحقيق لقب الكأس لتفادي الموسم الأبيض وتجنب الانتقادات وكذا الإقالة التي ستكون مؤكدة في حال الإخفاق. وعكس ذلك، يتواجد المدرب أمير بوميل في وضعية مريحة بعدما قاد “العميد” للفوز بلقب البطولة الأول منذ 14 سنة، ليكون بعيدا عن الضغط والحسابات الضيقة، لاسيما وأنه باق في منصبه دون أي شك بعد المشوار الكبير الذي قدمه رفقة طاقمه الفني هذا الموسم.
ولعل النقطة الإيجابية بالنسبة لتشكيلة الفريقين وطاقمهما الفني، هو جاهزية جميع اللاعبين لهذه المواجهة، حيث لا يعاني أي فريق من شبح الغيابات، بعد تفادي العقوبات وكذا تجنب الإصابات، علما بأن يوسف بلايلي سيكون حاضرا من جانب المولودية بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها على مستوى الكتف يوم 14 جوان أمام مولودية وهران في آخر جولة من الرابطة الأولى، ما يجعل بوميل وباكيتا أمام فرصة توظيف جميع الأوراق ودخول اللقاء بتعداد مكتمل.