هكذا علق الوزير الأسبق رحابي حول قرار إسبانيا الأخير

اعتبر الوزير والدبلوماسي السابق، عبد العزيز رحابي، إعلان إسبانيا الأخير حول أولوية الحكم الذاتي على تقرير المصير قطيعة ثلاثية الأبعاد في موقفها من القضية الصحراوية وفي بنية علاقاتها مع شمال إفريقيا.

وفي مقال نشره عبر صفحته الرسمية، أشار إلى أن القطيعة الأولى نهاية الإجماع الاجتماعي والسياسي الداخلي في اسبانيا و الذي تم تشكيله لمدة 47 عامًا حول المسؤولية التاريخية لإسبانيا الجنرال فرانكو في التخلي عن الساقية الحمراء وواد الذهب والتزام إسبانيا الديمقراطية بدعم تقرير مصير الشعب الصحراوي دون تفضيل لا الحكم الذاتي ولا الاستقلال ، بل الإاتفاق بين المغرب والبوليساريو في إطار الأمم المتحدة . كما إنها استثمرت في المساعي الحميدة لصالح الحلول التفاوضية معتبرةً بحق أن التاريخ جعلها أكثر استعدادًا من فرنسا أو الولايات المتحدة أو ألمانيا لممارسة الوساطة هذه بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وأضاف:” زباتيرو رئيس الحكومة الاسبق تحالف مع فرنسا ، المؤلف المادي لخطة الحكم الذاتي لعام 2007،و انضم إلى هذه العملية دون أن ينجح في إقناع الطبقة السياسية الإسبانية أو الصحراويين كما واجه معارضة شديدة من عدة مئات من لجان الدعم للشعب الصحراوي الناشطة بشكل خاص في البلديات الاشتراكية الإسبانية.”

ويرى الدبلوماسي السابق، أن إسبانيا ، في قطيعة مع موقفها التقليدي ، تعول اليوم على التأمين الذي تأخذه من المغرب لضمان السيادة الترابية لمدنتي سبتة ومليلية ، وبالتالي رفع ابتزاز تدفقات الهجرة المنظمة والضائقة الإنسانية ، إلى مرتبة السلاح الدبلوماسي المفضل في العلاقات بين الدول، وكتب في هذا الصدد:” إنه رهان محفوف بالمخاطر لأنه لا يوجد كيان في العالم قادر على احتواء تدفقات الهجرة الاقتصادية في إفريقيا. يجب أن نتذكر أن الجزائر التي لديها سبع حدود مشتركة في إفريقياتستقبل يوميًا و منذ عشر سنواتأكبر عددًا من المهاجرين من جنوب الصحراء مقارنة بجميع بلدان المغرب العربي وأوروبا مجتمعة ، لم تفكر أبدًا في تنفيذ عمليات من هذا النوع من الإبتزاز بحكم أخلاقياتها وعقيدتها الدبلوماسية.”

أما فيما يخص القطيعة الثالثة -وفق الدبلوماسي السابق- فتتعلق بفقدان التوازن في المصالح الدبلوماسية الذي سيؤثر بشكل دائم ونوعي على العلاقات الجزائرية الإسبانية التي تتميز بالثقة والاعتبار المتبادلين.

ولفت إلى أنه “من خلال تبني هذا الموقف الأخير ، فإن إسبانيا التي كانت يسمع إليها تستشار وتحترم من قبل جميع الأطراف في المنطقة ، فقدت مكانتها التاريخية كمحور في البحث عن حل عادل ودائم لنزاع الصحراء لتصبح صاحبة مصلحة منحازة . وبالتالي ، تفقد الوزن الذي منحه التاريخ ومزايا الحياد النشط في منطقة تمثل ، إلى جانب أمريكا اللاتينية وأوروبا ، إحدى ركائز نفوذها الدولي”.

وأكد رحابي أن قرار رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز ، بقدر مقامرة رونالد ترامب أومؤازرة فرنسا غير المشروطة للأطروحات المغربية لن يغير شيئًا جوهريًا في الوضع في الصحراء الغربية ، الذي استمر لمدة 47 عامًا وآفاقه للتوصل إلى حل تبدو غير مؤكدة أكثر فأكثر لأن مسائل إنهاء “الاستعمار وتقرير المصير للشعوب هي جزء من الزمن التاريخي أكثر من الأحداث الجارية في أوروبا أو في الحسابات جيواستراتيجية الظرفية”.