أبدى الإعلامي المصري والناقد الرياضي هيكل شادي انبهاره الكبير بالمنشآت الرياضية العالمية التي تزخر بها الجزائر، مؤكّدا قدرتها على احتضان كأس أمم إفريقيا وحتى كأس العالم في ظل البنية التحتية التي تتمتع بها.
وقال هيكل شادي لدى نزوله ضيفا على برنامج “دزاير سبور” على قناة “دزاير توب” الإلكترونية: “أنا أرى أنّه في الفترة الأخيرة هناك تطور كبير ملحوظ في البطولة الجزائرية، وخاصة في ظل القفزة الكبيرة في المنشآت الرياضية، أعجبت كثيرا بها خصوصا بالملاعب الجديدة التي شيّدتها الحكومة الجزائرية ومنحتها للأندية حتى تساعدها في تطوير كرة القدم في الجزائر، وتنمية المواهب الكروية”.
مضيفا أنّ تواجده بالجزائر سمح له بالوقوف على المنشآت الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر، والتي تسمح لها بتطوير كرة القدم مستقبلا وتابع “بلدان شمال إفريقيا تعاني من ندرة في المواهب، لكن قدومي إلى الجزائر سمح لي بالإطلاع على عمل كبير في هذا الاتجاه خاصة في ظل جهود الدولة في تنمية المواهب وتطوير صناعة كرة القدم في الجزائر”.
“رئيس جمعية الأندية الإفريقية انبهر من تطور المنشأت الرياضية بالجزائر”
وكشف ذات المتحدث، بأنّ رئيس جمعية الأندية الإفريقية هرسي علي، انبهر من تطور المنشأت الرياضية، وذلك خلال زيارته للجزائر مطلع شهر ديسمبر الجاري أين التقى برئيس الاتحاد الجزائري ووليد صادي، قائلا : “كنت مرافقا للسيد هرسي علي رئيس جمعية الأندية الإفريقية، وكان لديه انطباع أكثر من متميز بالنسبة للملاعب وحتى المسؤولين الجزائريين، تحدثت معه وأعرب لي عن سعادته الكبير بما وجده هنا في الجزائر، وخاصة المنشآت الرياضة والملاعب وحتى الفكر الخاص بالتنمية”.
واعتبر الإعلامي المصري بأنّ الثورة التي قامت بها الدولة الجزائرية خلال السنوات الماضية بتشييد ملاعب عالمية، في صورة ميلود هدفي بوهران، نيلسون مانديلا وعلي لابوانت بالعاصمة، وكذا ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، قد أعطت ثماره بعدما تحوّلت الجزائر إلى عاصمة حقيقية للرياضة، وتابع “الجزائر بإمكانها تنظيم كأس أمم إفريقيا في ظل التطور الكبير في بنيتها التحتية ولم لا كأس العالم مستقبلا”.
“المنتخب يحقق نتائج جيّدة والبطولة الجزائر تزخر بالمواهب”
وعلى صعيد آخر، أكّد ضيف “دزاير توب” بأنّ المنتخب الجزائري تمكّن من استعادة هيبته منذ قدوم الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، غير أنّه بالمقابل تمنى استغلال المواهب الكروية التي تمتلكها الجزائر في صورة الثنائي عادل بولبينة ولحلو أخريب، وأردف :”نتائج المنتخب جيّدة، ولكن كنت أتمنى منح الفرصة لبعض المواهب في الدوري الجزائري، وخاصة لاعبين لديهما مستقبلا كبيرا وهما عادل بولبينة نجم أتلتيك بارادو، اللاعب الصاعد الذي تابعته شخصيا خلال البطولة الإفريقية الأخيرة لأقل من 20 سنة بمدينة الإسماعيلية المصرية لحلو أخريب لاعب شبيبة القبائل”.
“ما فاجأني في هزيمة شباب بلوزداد في القاهرة هو الأداء …”
وعرّج هيكل شادي، للحديث عن الخسارة القاسية التي تعرّض لها نادي شباب بلوزداد أمام الأهلي المصري الأسبوع الماضي بسداسية كاملة مقابل هدف وحيد، ضمن فعاليات الجولة الثالثة من دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا قائلا :”ما فاجأني كثيرا ليس النتيجة الثقيلة، بل هو الأداء، الأهلي المصري معروف بأنّه حينما ينهزم في بطولة أو لقاء مهم فإنّ المباراة التي تليها تكون أكثر من رد الاعتبار”، وتابع “رغم أنّ الأهلي ليس في أحسن أحواله، وهو يمر بفترة شك كبير، والكل لاحظ الهجوم غير الطبيعي من الجماهير على إدارة الفريق واللاعبين”، وواصل الناقد المصري “شباب بلوزداد كان متقدما في الشوط الأول، وفي رأيي لو أنّه حافظ على التقدم، لما حدث ما حدث، ولو عدل الأهلي أو فاز ليست بتلك النتيجة ، لم أكن أتخيل أن يخسر بتلك النتيجة لأنني لا أرى فرقا كبيرا من ناحية التعداد بين الفريقين أو حتى المواهب الموجودة فيهما”.
واعتبر نفس المتحدّث بأنّ شباب بلوزداد كان قادرا على العودة بنتيجة إيجابية من القاهرة، وأوضح:”الهزيمة منطقية لكن الطريقة التي خسر بها الفريق ليست منطقية، شباب بلوزداد كان الأفضل في الشوط الأول، وأخطؤوا حينما لم يكملوا بنفس الريتم ونفس النهج، لم يكن من المفترض أن يتراجع الفريق ويترك المجال لأهلي لأنّ تلك هي نقطة قوة الفريق مهما كان اسم النادي الذي يواجهه”.
“الجزائر تستحق مكانة كبيرة في الكرة الإفريقية”
ومن جانب آخر، أكّد الناقد الرياضي والإعلامي المصري، أنّ الأندية الجزائرية مطالبة برفع طموحاتها في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، من خلال المنافسة على اللقب، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل الدولة الجزائرية، وأبرز: “هناك أمر اسمه التقاليد والهوية تتماشى مع الطموح، كل المبالغ التي تمّ صرفها ويكون أقصى طموح هو البطولة المحترفة أمر غير معقول، خصوصا وأنّ المسؤولين على الرياضة في البلد رفعوا عدد اللاعبين الأجانب إلى 5 لاعبين، وتصرف عليهم مبالغ كبيرة، وبالتالي فالهدف دائما ما يكون أعلى”، وواصل “لا يوجد فرق كبير بين ميركاتو شباب بلوزداد وميركاتو الأهلي المصري، المفروض الطموح يتوازى مع الإمكانيات المادية والبشرية ولا يكون التركيز على البطولة المحلية فقط، أن تصرف أموالا كبيرة فذلك من أجل إعلاء راية البلد”.
وتابع حديثه في ذات الصدد “كل الأندية الجزائرية يجب أن يكون لها طموح كبير في المنافسة الإفريقية، ما دام هناك دعم الدولة ودعم وزارة الرياضة، ووقفت على أمر ممتاز هذا الموسم وهو أنّ أغلب الأندية ليس عليها ديون، وهذا شيء رائع، وبالتالى فالفرق تمتلك إمكانية الاستثمار وبناء قاعدة صحيحة تسمح لك بردّ الدين للدولة، وترفع العلم الجزائري عاليا في المحافل الدولية”. مشيرا أنّ الجزائر تستحق مكانة كبيرة في الكرة الإفريقية “آخر بطولة في رابطة أبطال إفريقيا كانت من نصيب وفاق سطيف في سنة 2017، لا يوجد هناك فريق آخر وصل إلى النهائي، دوري أبطال إفريقيا له معيار ثاني مقارنة بكأس الكاف، وأنا أرى بأنّ الجزائر تستحق مكانة كبيرة خاصة وأنّها تعتبر الرقم واحد في إفريقيا من حيث المواهب”.