في موقف مفضوح يكشف مدى وضاعة وسفالة المخزن، أقدم السفير الصهيوني لدى الرباط وبكلّ ما لديه من وقاحة سمح له باقترافها النظام العلوي المفلس، على تهديد المقاومة الفلسطينية وإعلان الحرب ضدها انطلاقا من الأراضي المغربية.
سفير الكيان الغاصب ديفيد كوفرين أصدر قبل يومين بياناً صحفيا، وصف ما قامت به المقاومة الفلسطينية بـ “جرائم حرب فظيعة” في حقّ العديد من “المواطنين الإسرائيليين” خاصة التجمعات السكنية بمدن الجنوب، محمّلا حماس كامل المسؤولية على هذا “الهجوم الإجرامي” وعل تدور الأمن بالمنطقة.
كوفرين مضى في تهديده الوقح، الذي صاغه في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، بعيداً واستخدم عبارات أشدّ في التهديد والوعيد، حيث أخذ أريحيته دون اعتبار لكونه يكتب بيانه على أرض من المفترض أن ملكها هو “رئيس لجنة القدس”، فراح يتوعّد المقاومة الفلسطينية الباسلة بأنّ من أسماه بـ “جيش الدفاع الإسرائيلي سيقوم بردّ قاسٍ على هذا العمل الإرهابي الشنيع!!
وقاحة سفير الكيان الصهيوني لدى المخزن العميل لم تقف عند هذا الحدّ، حينما ذكر بأنّ سلطات كيانه “أعلنت الحرب ضدّ المنظمات الإرهابية” وأنّها لن تدّخر جهدا في حماية من وصفهم بـ “المدنيين الإسرائيليين” بالإضافة إلى إطلاق 150 رهينة ممن اختطفوا في قطاع غزة.
ودون أن يشعر هذا الدبلوماسي الصهيوني الحاقد الذي وجد كلّ التواطؤ والعمالة والخيانة من جانب نظام المخزن، أكّد أنّ الهدف من وراء هذه الحرب هو “تدمير القدرات الهجومية لمنظمة حماس الإرهابية بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة ببنيتها التحتية العسكرية والعودة إلى وضع لن تتمكن فيه أي جماعة إرهابية في قطاع غزة من إيذاء المواطنين الإسرائيليين مرة أخرى.”
ثمّ وبعد أن شرّق في تهديداته، مضى هذا الحقير مغرّباً في وعيده، بأنّ “أيّ هجوم من هذا القبيل ضدّ دولتنا سيؤدي إلى الرّد بشكل مؤلم للغاية.”، داعيا المجتمع الدولي إلى “إدانة صريحة لهذا الهجوم الإرهابي المروّع على المواطنين الإسرائيليين”، والتعبير عن دعم واضح لـ “حق إسرائيل الكامل في الدفاع عن نفسها”.
السؤال المطروح بعد كلّ هذه الإمكانية التي أتاحها نظام المخزن لمسؤول صهيوني، كي يعلن الحرب ويهدّد ويتوعّد، انطلاقا من أراضي عربية وإسلامية، أشقاء في الدين والعرق واللغة والتاريخ والجغرافيا، هو ما الدّافع من وراء هذا البيان التهديدي لسفير الكيان في المغرب البعيد جدّا عن منطقة الصراع وعن ساحة المعركة؟!
الجواب طبعاً وبكلّ تأكيد هو استفزاز الجزائر الجارة المناصرة للقضية الفلسطينية، كما حدث وأن استفزها المخزن حينما سمح لوزير صهيوني أن يطلق تصريحات عدائية وتهديدية في حقّ الدولة الجزائرية، خلال تواجده على الأراضي المغربية، وهو الأمر الذي يؤكّد انسياق المخزن وراء أجندات صهيونية تسعى لشنّ أعمال عدائية ضدّ الجزائر ودول عربية.
وبناء على هذا، فإنّ انغماس المخزن في التطبيع مع الكيان المحتلّ على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والثقافية، يهدف في ما يهدف إليه تهديد المصالح الجزائرية وسيادة مؤسساتها بعدو الأمتين العربية والإسلامية، وهو ما لن تسكت عليه الجزائر التي سيقطع جيشها الباسل كلّ يد تسول لها نفسها أن تمتد إلى ذرّة من ترابها المقدّس والمرويّ بدماء شهدائها الزاكيات الطاهرات.