الثلاثاء 15 جويلية 2025

وزير الاتصال بلحيمر حذر من عمليات التجسس السيبراني التي يقودها الكيان الصهـ يوني وأعوان النظام المغربي ضد الجزائر قبل 5 أشهر

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
وزير الاتصال بلحيمر حذر من عمليات التجسس السيبراني التي يقودها الكيان الصهـ يوني وأعوان النظام المغربي ضد الجزائر قبل 5 أشهر

في مقال له نشرته جريدة الشروق، عاد وزير الاتصال إلى مقال سابق له بجريدة “Le Soir d’Algérie”، تحت عنوان “عين الموساد”، حيث ذكّر الوزير أنه حذّر بتاريخ 29 نوفمبر 2019، من ما أسماه “عمليات التجسس السيبرانية التي يمارسها الكيان الصهيوني”، مشيرا في المقابل إلى تأخر الصحافة الفرنسية بزمن كبير في اكتشاف وقوعها تحت مراقبة صهيونية محكمة على وقع التحكم في التكنولوجيا الإلكترونية.

عمار بلحيمر، وفي فرصة لاحقة، تحديدا بتاريخ 15 فيفري 2021، أي قبل حوالي 5 أشهر عن افتضاح المغرب بقضية بيغاسوس، كان قد قدم تفاصيل مثيرة عن الحرب السيبرانية التي يقودها الكيان الصهيوني وأعوان النظام المغربي ضد الجزائر، لجريدة الشروق، حيث تحدث عن حالة موقع “الشروق أون لاين” الذي يتعرض إلى هجوم مكثف في الفترة الأخيرة منذ تجدد التوتر في منطقة الكركرات.

وبهذا الخصوص كشف الوزير في حوار له مع “الشروق”، بالأرقام والمؤشرات، عن ما يقوم به الكيان الصهيوني من أبحاث عسكرية في البرمجيات الهجومية وتطبيقاتها المدنية في الفضاء السيبيراني، والتي يتم بيعها للدول التي ترغب في التجسس على مواطنيها وكذا للدول المتنازعة، وفي مقدمتها المغرب.

بلحيمر أكد، في وقتها، بأن الجزائر تعمل بجد على مواجهة هذه الظاهرة، عبر تصديها لمثل هذه الاختراقات وكافة المخاطر والتهديدات، لاسيما من خلال إنتاج محتوى وطني نوعي على المواقع الإلكترونية الإعلامية والأرضيات العلمية، ويشمل هذا المسعى أيضا تأمين الشبكة تكريسا لسيادة الدولة على مجال الرقمنة.

وزير الاتصال، عاد بعد فضيحة بيغاسوس، ليكتب عن موضوع الجوسسة والأمن السيبراني، من خلال مقال نشرته الشروق اليوم 23 جويلية 2021، بعنوان “عين الموساد”، مستندا إلى دراسة تحليلية أصدرها Jonathan Cook تحت عنوان “كيف تتدخل تكنولوجيات الجوسسة الإسرائيلية في حياتنا”، والتي تركز على التعرض لجهاز خطير ينتج نوعا جديدا من الأسلحة السيبرانية المدمجة سريعا في الأرضيات العالمية للرقمنة، يستعمله الإسرائيليون ضد الفلسطينيين.

بلحيمر ذكر في قراءته للدراسة أنها تثير مخاوف وانشغالات مبررة بسبب المخاطر والأضرار المترتبة عن استعمال جهاز التجسس المذكور والتي تمتد إلى الأشخاص المقيمين خارج الكيان الصهيوني، مستدلا في هذا الإطار بكلام صاحب الدراسة: ”فأسلحة عهد الرقمنة التي طورتها إسرائيل  لقمع الفلسطينيين تتم إعادة استعمالها سريعا في تطبيقات أوسع وأكثر انتشارا ضد مواطني البلدان الغربية الذين اعتقدوا طويلا أن حرياتهم تعد من الحقوق المكتسبة”.

بلحيمر أكد أن العالم يشهد اليوم تجسيد عملية دمج التكنولوجيات الجديدة للرقمنة في صناعة الأمن الداخلي، التي حذر منها منذ مدة المحلل الإسرائيلي Jeff Halper، مع ما يشكل هذا التوجه من خطورة “تجعل الجميع كالفلسطينيين تماما”، بعد أن تبيع إسرائيل للأنظمة الاستبدادية عبر العالم أنظمة أسلحة مجربة ضد الفلسطينيين.

الناطق الرسمي باسم الحكومة، أوضح بإن المخابر الإسرائيلية التي تنتج بمطلق الحرية هذه الأسلحة تجعل من “ملايين الفلسطينيين فئران تجارب يخضعون للنظام العسكري غير المسؤول” الذي يستعمل الفلسطينيين في تجاربه الرامية إلى تطوير الأسلحة التقليدية وكذا وضع أجهزة جديدة لمراقبة الجماهير والتحكم فيها.

ويضيف الوزير بأنه وضمن هذا المشهد تقام تحالفات بين الشركات التكنولوجية الإسرائيلية و Silicon Valley “وادي السيليكون بكاليفورنيا الأمريكية”، التي تسعى بدورها إلى السيطرة على هذا المجال، مستدلا في هذا السياق بحادثتين متباينتين وقعتا مؤخرا:

الدعوى القضائية التي رفعتها WhatsApp  ضد NSO وهي أكبر شركة إسرائيلية للجوسسة أسسها سنة 2010 كل من Omri Lavie وShalev Hulio وهما من خريجي وحدة  الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة وهي الوحدة 8200، وقد اتهمت WhatsApp شركة NSO بتنفيذ هجمات سيبيرانية  “لمدة أسبوعين انتهت في مطلع ماي مستهدفة الهواتف المحمولة لأكثر من 1400 مستعمل من 20 دولة. وقد استخدمتNSO  في العملية جهازا يسمى Pegasus  للتجسس على مدافعين عن حقوق الإنسان، محامين، زعماء دين، صحافيين ونشطاء في مجال المساعدات الإنسانية”.

وفي هذا السياق يضيف الوزير ” كما منحت NSO رخصة استغلال جهاز التجسس Pegasus لعشرات الحكومات لاسيما الأنظمة المعروفة بخرق حقوق الإنسان كالمغرب”.

بلحيمر ختم تحليله بأن الشركات السيبيرانية الإسرائيلية، وهي القوة الضاربة للموساد بالخارج، تخضع باستمرار للتدريبات الموجهة لدعم عملية التأثير على الخطاب العام الخاص بالكيان الصهيوني لاسيما عن طريق التدخل في سريان عمليات الانتخاب التي تجرى بدول أجنبية، ضاربا مثالا بشركة Black Cube، التي تمت إدانتها، السنة الماضية، بممارسة مراقبة عدائية على أبرز أعضاء الإدارة الأمريكية السابقة، برئاسة باراك أوباما، وترتبط هذه الشركة ارتباطا وثيقا بالاستعلامات الإسرائيلية حيث اتخذت من إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية مقرا لها لفترة من الزمن”.

أحمد عاشور

 

 

رابط دائم : https://dzair.cc/agvt نسخ