السبت 21 جوان 2025

وزير الخارجية: مسار وهران أثبت أهميته وفعاليته ودوره المحوري في تقوية صف الدول الإفريقية

تم التحديث في:
بقلم: صوفيا بوخالفة
وزير الخارجية: مسار وهران أثبت  أهميته وفعاليته ودوره المحوري في تقوية صف الدول الإفريقية

أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، اليوم الإثنين، أن مسار وهران أثبت وهو يطفئ شمعته العاشرة أهميته وفعاليته ودوره المحوري في تقوية صف الدول الإفريقية وفي إعلاء كلمتها تحت عنوان قارة موحدة، وقارة قوية.

وأوضح الوزير عطاف في كلمته الختامية خلال أشغال الدورة العاشرة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، أن هذا الاجتماع كان تعبيراً حياً عن التضامن الإفريقي في ظل ظرف عالمي شديد التأزم يملي علينا جميعاً الالتفافَ حول القيم والمبادئ والمثل التي قامت عليها ومن أجلها مُنظمتنا القارية وحشد قدراتنا في إطارها لمواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها الأوضاع المضطربة إقليمياً ودولياً.
وقال في البداية: ” يشرفني أن أنقل لكم تهاني رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يبارك نجاح هذه الدورة، وهو الذي تابع مختلف أطوارها وأحاطها بعناية خاصة بالنظر لأهميتها ودورها في تنظيم العمل الافريقي الجماعي”.

كما أكد عطاف أن مسار وهران جدد التأكيد أن إفريقيا قارة سيدة في مواقفها وقراراتها، وقارة مؤثرة في صنع القرارات الدولية، وبالدرجة الأولى تلك التي تعني استتباب السلم والأمن في مختلف مناطقها وفضاءاتها الرحبة.
وفي هذا الصدد، رحب الوزير بالنتائج العملية التي أفضت إليها النقاشات الثرية لتقييم هذا المسار الواعد بعد انقضاء عَقْدِه الأول، معتبرا أن هذه النتائج من شأنها أن تعزز ما تم تَحْقِيقُه من مُكتسبات وإنجازات والبناء عليها لتقوية وتحصين الكتلة الافريقية بمجلس الأمن وبلوغ مستويات أعلى من التنسيق والتعاون خدمة لأهداف وأولويات قارتنا.
وتابع قائلا:” ويكفينا فخراً أن مجموعة الأعضاء الأفارقة بمجلس الأمن أضحت اليوم من أبرز الكتل السياسية بالمجلس ومن أكثرها تجانساً وتآزراً وترابطاً، ويكفينا فخراً أيضاً أن قارَتنا الافريقية باتت تَتَفَرَّدُ عن غيرها من التكتلات الإقليمية الأخرى بتمكنها من تحديد عهدة قارية يلتزم بها ممثلوها بهذه الهيئة الأممية المركزية”.
وفيما يخص توسع المجموعة الافريقية بمجلس الأمن لتشمل في عضويتها دولاً قررت الانضواء تحت رايتها، على غرار جمهورية غويانا، اعتبره وزير الخارجية أهم مؤشر على المصداقية والجاذبية التي صارت تحظى بها مجموعة الأفارقة الثلاث في مجلسٍ بات مُكَبَّلاً بتناقضاته، وشِبْهَ مشلول بانقساماته، ومنعدم الفعالية والتأثير على مجرى الأحداث نظير استفحال الاستقطاب بداخله وإطلاق العنان لمنطق القوة والصراع في إطاره.
وفي ذات السياق، ثمن المتحدث التوافقات والالتزامات والتوصيات التي تمت بَلْوَرَتُها في إطار هذه الدورة وفق نظرة واقعية واستشرافية ترمي أساساً إلى تكثيف الجهود الجماعية من أجل الاستجابة الهادفة والناجعة للتحديات الأمنية والسياسية في القارة، ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بظاهرة التَغْيِيرات غير الدستورية للحكومات التي بلغ اِنْتِشارُها مُستوياتٍ مقلقةً فرضت تخصيص جلسة كاملة لمناقشتها وتدارس السبل الكفيلة بالتصدي لها والوقاية منها.
من جهة أخرى، كشف الوزير أنه تم خلال هذه الجلسة التطرق إلى خطورة تفشي آفتي الإرهاب والجريمة المنظمة التي باتت تلقي بكل ثقلها على مقومات السلم والأمن والتنمية والرخاء في قارتنا، ، وواصل قائلا:” وبذات القدر، كان في التئامنا الحظ الأوفر لتبادل التحاليل والرؤى والاستنتاجات حول آفاق التعامل، بكل حكمة وبكل مسؤولية وبكل صرامة، مع تداعيات وإفرازات السياق الدولي الراهن المشحون بالاضطرابات والتوترات والاستقطابات”.
وأضاف الوزير” لا شك أن استعداد قارتنا للمساهمة في بلورة ملامحَ جيلٍ جديد من عمليات بناء وحفظ السلام في إفريقيا، وفق مبدأ الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية، يُمثل وجهاً بليغاً من أوجه التزام قارتنا بالعمل الدولي متعدد الأطراف وحِرْصَها على الاضطلاع بالشطر المنوط بها من المسؤولية في إحياء وتفعيل منظومة الأمن الجماعي على النحو المنصوص عليه في ميثاق المواثيق، وهو ميثاق الأمم المتحدة”.
كما جدد عطاف التأكيد أن هذه الدورة مكنت من تحقيق نتائجَ طيبة في هذا الإطار والتطلع لإحراز المزيد على درب الدفع بهذا الهدف الاستراتيجي المتمثل في توحيد صوت القارة وتعزيز تأثيرها الإيجابي في أعلى هيئة أممية مختصة بالسلم والأمن الدوليين وفي باقي الهيئات والمحافل الدولية.
مشيرا في حديثة، إلى استعداد الجزائر التام لتولي العهدة المنوطة بها في مجلس الأمن ملتزمةً تمام الالتزام بالتنسيق والتعاون والتضامن مع أشقائها الأفارقة، ومتمسكةً تمام التمسك بالنهج القويم الذي أرساه مسارُ وهران الخالص والمخلص لوجه إفريقيا، والراسخ والمترسخ في القيم والمبادئ الافريقية، والفريد والمتفرد بمقاصده وأهدافه ومراميه.
وفي هذا السياق قال:”ومثلما أكد على ذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة، فإن الجزائر تتطلع بكل صدق وبكل إخلاص وبكل أمانة لرد جميل القارة الافريقية التي تبنت ترشيحها لهذا المنصب الهام وأحاطته بكافة سبل الدعم والعناية في جميع محطاته ومراحله الحاسمة”.

رابط دائم : https://dzair.cc/wien نسخ