وليد صــــادي في حوار حصـري لدزاير توب: “الفاف” لم تلعب دورها في الكواليس وحظوظها ضئيلة في ملف كان 2025 “

 خصّ وليد صادي، عضو المكتب الفدرالي السابق، قناة “دزاير توب” الإلكترونية، وجريدة “دزاير سبور” بحوار حصري تحدّث فيه عن العديد الأمور المهمّة في الكرة الجزائرية، وعن الدور الضعيف الذي تلعبه “الفاف” على المستوى القاري.

بداية، الشارع الرياضي يتساءل أين هو وليد صادي منذ مغادرته للمكتب التنفيذي للفاف؟

أنا أقطن بمدينة سطيف ومتابع لشؤون الرياضة، وأنا متتبع لكرة القدم وكل الرياضات، الذي يعرفني جيدا يعلم بأني قليل الظهور وهذا لا يعني أني غائب عن الساحة.

الكرة الجزائرية بعد رحيل روراوة تدهورت كثيرا، رغم تعاقب عدّة رؤساء على “الفاف” لكن دائما نفس المشكل، البعض يرجع ذلك إلى نقص الكفاءة والبعض الآخر للمشاكل الداخلية، ما هو رأي وليد صادي؟

حسب نظري، فإن السبب الرئيسي هو عدم تشخيص الداء الكرة الجزائرية مريضة حتى من عهد روراوة فقد كانت فيه بعض الإيجابيات وبعض السلبيات، لكن لا يوجد تشخيص للداء، والرؤساء الذين توافدوا على الاتحادية كان همهم الوحيد المنتخب الأول وفقط، لا يوجد فيه بناء أو مخطط، وعلى سبيل المثال، لما نتكلم عن التكوين، نجد بأنّه غائب تماما ونتائج الفئات الشبانية دليل على ذلك.

خلال تواجد في المكتب التنفيذي للفاف، لم تكن الأخبار والفضائح بهذه الحدّة التي هي عليها الآن، ما السبب في ذلك؟

الشخصية تلعب دورا كبيرا شخصية الرئيس هي التي تفرض النظام، في وقت روراوة كان البعض يلقبه بالغول وهو ليس كذلك والبعض يقول عنه أنّه دكتاتوري،لكن الحقيقة من الأفضل أن تكون دكتاتورية في الرياضية، لو كانت دكتاتورية وتأتي بنتيجة مرحبا بها أفضل من الواقع المر الذي نعيشه حاليا، أنا اليوم، كشخص سبق له وأن عمل في المكتب التنفيذي أشعر بالأسف لما آلت إليه الأمور في بيت الاتحادية.

المنتخبات الوطنية في تراجع كبير خلال الفترة الماضية، ما هو السبب في ذلك ؟

عامل الاستقرار مهم جدا في المنتخبات الوطنية الأمر الذي حققنا في وقت سابق كان بفضل الاستقرار، لأنني كنت مديرا للمنتخبات الوطنية من سنة 2009 إلى 2017، أما الأمر الثاني فهو الشخصية والكاريزما، هي التي تسمح لك بالتكيّف مع كل الأحداث، مررنا بأحداث عصيبة لكن لم تخرج للعلن واستطعنا التحكم بها، أما في الفترة الماضية، فقد طغت الصراعات الداخلية، على كل شيء، وحتى الصحافة سارت مع بعض الأشخاص على حساب آخرين، يجب علينا ترتيب بيت الفاف والعودة لما كنا عليه خلال العهدة من 2009 إلى 2017.

منذ سنوات نرى بأنّ الجزائر غائبة تماما بسبب الضعف على مستوى المكتب التنفيذي للكاف، إذ لا يوجد أي ممثل لها على الصعيد القاري، هل ترى بأنّ الجزائر تدفع ثمن غياب التمثيل قاريا؟

لأننا انشغلنا بالصراعات الداخلية أكثر من الخارجية، ولما نتذكّر في 2017 كانت هناك فرصة للجزائر حتى تنال منصب في المكتب التنفيذي للكاف، لكن مع الأسف كانت هناك بعض الخلافات وتدخل من بعض الأشخاص لحرمان أي جزائري من الفوز بمقعد في المكتب التنفيذي، صحيح أنّ الكرة تلعب داخل المستطيل الأخضر، لكن هناك كرة أخرى تلعب في الكواليس، لنعود إلى الوراء، من 2009 إلى 2017، كان هناك 5 جزائريين متواجدين في لجان الكاف وأنا من بينهم، وكنا أيضا في لجان الإتحاد العربي، الجزائر كانت قوية آنذاك ويحسبون لها ألف حساب، أما اليوم للأسف فنرى غياب كلي للجزائر”.

ما هي السبل حسب رأيك لاستعادة هيبتها في الكاف؟

كي نستعيد هيبتنا، يجب أولا أن نتخلى عن الصراعات، لأن هناك بعض الرؤساء راسلوا الكاف يمنعوا الجزائريين من التواجد في اللجان، هذه حقيقة وشيء نتأسف عليه علينا فتح صفحة جديدة، من خلال فتح ورشة كبيرة في الفاف، ونبذ الخلافات وكل جزائري يقدّم الإضافة للجزائر خارج الوطن مرحبا به، وأغتنم هذه الفرصة مع ترشح جهيد زفزاف للمكتب التنفيذي للكاف، لأتمنى له التوفيق من كل قلبي لأن الجزائر هي من ترشحت وليس جهيد.

الجزائر تقدمت بملف الترشح لاحتضان كان 2025 وكان 2027، هل ترى بأنّها قادرة على تنظيمها، وهل لعبة الكواليس لها دور كبير في تحديد هوية المنظمين؟

الجزائر قادرة على تنظيم أكثر من كأس أمم أفريقيا، لأنه حقيقة بالمنشآت الرياضية المتواجدة، وبفضل القيادة الرشيدة في البلاد، اليوم كل العالم يدري أن الجزائر تمتلك قوة خاصة في المنشآت الرياضية، لكن أيضا الكواليس تلعب لعبتها وخاصة في أفريقيا، للأسف أنا عشت في بعض اللجان ورأيت بعض الأمور خارج الإطار الرياضي، الاختيار لن يكون حسب المنشآت بل لعبة الكواليس هي الفيصل، كمتتبع أظن أنّ الاتحادية لم تلعب دورها جيدا حتى تفوز الجزائر بملعب 2025 وحظوظنا ضئيلة جدا.

ولذلك فضلنا الترشح لـ كان 2027؟

بطبيعة الحال، الجزائر بفضل المنشآت تستطيع أن تفوز بها، لكن ما يحاك حاليا في الكواليس أنّ بعض الأطراف تشتغل حتى تحرم الجزائر من “كان” 2027 أيضا، لأن الشيء وصلت إليه الجزائر أزعجت الكثير من الدول، أصبحت الجزائر الهدف رقم واحد لذلك هم يعملون على حرمانهم من تنظيم نسختي 2025 و2027.

وهنا لابد من الفطنة وأخذ احتياطاتنا جيدا لمثل هذه الأمور أليس كذلك؟

بطبيعة الحال، نحن في موقع قوة بفضل القيادة الرشيدة بداية من رئيس الجمهورية الذي دعم كثيرا لقطاع الشباب والرياضة، والحكومة الجزائرية التي تقوم بدورها في دعم الرياضة، لكن ليس وزير في الحكومة هو من يلعب دوره في الكواليس، رئيس “الفاف” من المفترض عليه القيام بذلك، لا توجد اتحاديات في أفريقيا تحظى بالدعم من حكومتها مثل الجزائر، لذلك على الفاف أن تتحرك وتستعيد مكانتها القارية.

اسمك كان متداولا بقوة في 2022 حتى تكون على رأس الإتحاد الجزائري، لكن انسحبت من السباق، لماذا؟

بكل صراحة كان عندي طموح بعد رحيل زطشي، لكن حدث ما حدث طوينا الصفحة، وعادت نفس الحكاية قبل ترشح زفيزف، أنا كنت متواجد في مكتب روراوة الذي كان ينوي أن يترشح حتى يعود للإتحاد، لكن حدثت بعض الأمور، ونحن لسنا من الأشخاص الذين يدخلون في الصراعات، ما يهمنا هو مصلحة البلاد ومصلحة الفاف، واستقرار المنتخب الوطني قبل كل شيء، لكن مع ذلك مازلت أطمح لرئاسة الاتحادية مستقبلا،اشتغلت فيها على عهدتين، وأملك الخبرة اللازمة في الميدان، وحتى لا نشوش على الرئيس، حينما تنتهي العهدة الحالية سيكون هناك كلام آخر.

هل هناك مخطط مستقبلي للنهوض بكرة القدم الجزائرية على جميع الأصعدة؟

أعطيك بعض النقاط فقط بالنسبة لي العمل القاعدي ضروري جدا، لما نرى اليوم فريق الإتحاد الرياضي لواد سوف بعد 5 سنوات وهو يحقق الصعود المتتالي، ندرك بأنه يجب علينا النزول إلى الميدان والتركيز على العمل القاعدي، وتكون مديرية فنية قوية مع تخطيط على 4 أو 5 سنوات حتى تكون عندنا منتخبات قوية وكرة وطنية قوية، تتماشى مع المنتخب، لأنه من غير المعقول نتائج المنتخب الوطني في تصاعد ونتائج الأندية في تراجع، لا يوجد فريق في الجزائر قادر على التتويج برابطة الأبطال الأفريقية.

تمّ تكريمك اليوم بمناسبة حضورك لاحتفالية واد سوف لتحقيق الصعود ماذا تقول عن ذلك؟

تشرفت بدعوة رئيس نادي أخي يوسف، كنت من بين الأشخاص الذين شجعوه كثيرا، ولأن أصولي من واد سوف كنت المشجع رقم واحد في الفريق، والحمدلله الفريق قام بإنجاز كبير بتحقيقه الصعود لأول مرة في تاريخه.

لنتحدث عن فريقك السابق وفاق سطيف، شركة “سونلغاز” تستعد لشراء أسهم الفريق، الكثير استبشر خيرا بنهاية عهد البريكولاج، ما هو رأيك؟

نحن نستبشر خيرا، رغم أنّ الخطوة متأخرة، ففريق مثل وفاق سطيف كانت له الأفضلية على الكثير من الأندية الجزائرية، من المفروض أن يكون الوفاق أول ناد يستفيد من هذه المزايا، لكن الحمد لله جاءت ساعة الفرج، وسونلغاز تسير بخطى ثابتة للاستحواذ على أسهم النادي، أظن أنه إذا كان النادي السطايفي بدون أموال ويتواجد دائما في البوديوم، بقدوم الشركة سكون هناك فريق عالمي.

ماذا عن تتويج إتحاد العاصمة بكأس الكاف؟

هذه إضافة للجزائر، بمناسبة أهنئ فريق إتحاد العاصمة بهذا الإنجاز، وأهنئ أخي عبد الحق، لأنه حقيقة من الأشخاص الذين أحبهم كثيرا، لأنه لديه طموح، حتى بن شيخة لو تتكلم معه تجده دائما إيجابي حتى ويكون خاسر، لمسته كانت واضحة في الإتحاد وهذا شيء يفرحنا، وان شاء الله المزيد من النجاحات لكل الأندية الجزائرية.

كلمة أخيرة؟

أنا متابع وفي لمنبر “دزاير توب”، حقيقة أشكر كل فريق العمل في هذا المجمع، ماتقومون به شيء احترافي، وبأسلوب راقي، الشيء الذي تقدمونه هو إضافة كبيرة للعائلة الإعلامية، وان شاء الله سنتعاون ونضع اليد في اليد حتى تتحسن صورة الجزائر.