أعلن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، ترشّحه لعهدة جديدة على رأس “الفاف”، وذلك على هامش انعقاد الجمعية العامة الاستثنائية بفندق الجيش ببني مسوس، والتي خصصت أساسًا للتصديق على تعديل وتكييف لوائح “الفاف”، وفق رزنامة وتوصيات الاتحادية الدولية لكرة القدم. وكان صادي قد تولى رئاسة الاتحادية الجزائرية شهر سبتمبر من عام 2023، لاستكمال العهدة الأولمبية 2021-25 التي عرفت الكثير من الجدل والتغييرات، من خلال مرور ثلاثة أسماء على منصب الرئاسة، شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف ثم وليد صادي.
وأدلى وليد صادي بتصريحات، أعلن فيها عن رغبته في الترشح لعهدة جديدة، باعتبار أن عهدته الحالية تأتي في إطار استكمال عهدة الرئيس السابق والمستقيل جهيد زفيزف، قائلا: “أعتقد أن الجميع يهدف إلى الاستقرار، بمن فيهم أعضاء الجمعية العمومية، لا أخفي رغبتي في الترشح لولاية ثانية في الانتخابات القادمة، وكما تعلمون تأخُّرنا في تكييف قوانين اتحاد الكرة أضرّ بسمعتنا على المستوى الدولي”. ويجمع المتتبعون أنّ رئيس “الفاف” وليد صادي سيكون في أحسن رواق لمواصلة مهامه على رأس الاتحادية الجزائرية وذلك بفضل الدعم الذي يحظى به من قبل أعضاء الجمعية العامة، بناء على الإنجازات المحققة خلال توليه المنصب، خلفا لسابقه جهيد زفيزف.
صادي يطمــــح لاستكمال مســــار الإصلاح الرياضي
ومن خلال إعلان رغبته في الترشح لعهدة جديدة، يطمح الرجل الأول في مبنى دالي براهيم لمواصلة مسار الإصلاح الرياضي الذي بدأه من تولي زمام الأمور شهر سبتمبر 2023، في وقت كانت فيه الكرة الجزائرية تعاني على جميع الأصعدة، سواء فيما يتعلٌّقّ بالهيئة الكروية التي كانت غارقة في الديون بسبب سوء التسيير من قبل الرؤساء المتعاقبين، وهي الأزمة التي كانت بمثابة تحد بالنسبة لرئيس “الفاف” الذي نجح إلى حد بعيد في تحقيق التوازن المالي، فضلا عن الثورة الكبيرة التي قام بها على مستوى الكرة المحلية، منذ الموسم الماضي من خلال طي صفحة الديون التي كانت تهدّد الأندية الجزائرية بالإفلاس من جهة وكذا الرفع من مستوى البطولة المحترفة الأولى وتقديم أحسن صورة عنها من جهة أخرى، فضلا عن اعتماد تقنية “الفار” لأول مرة في الدوري الجزائري. ولم تقتصر إنجازات وليد صادي على الصعيد المحلي فقط، حيث كان المنتخب الوطني الجزائري هو الآخر ضمن أبرز اهتماماته، وذلك بالتعاقد مع المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش لتولي زمام العارضة الفنية خلفا للناخب الوطني السابق جمال بلماضي إثر الإخفاقات المحققة في كأس أمم إفريقيا في نسختي 2021 و2023، حيث تمكّن المدرب الحالي لـ “الخضر” من إعادة بريق “المحاربين” على الصعيد القاري من خلال النتائج الإيجابية وتحقيق التأهل مبكرا لنهائيات كأس أمم إفريقيا، في انتظار حسم التأهل إلى مونديال 2026 خلال العام الجاري.
هذه أبرز التحديات التــــي تنتظره في 2025
وسيكون وليد صادي خلال الفترة المقبلة على موعد مع كثير من التحديات على مستوى مختلف الهيئات الدولية والقارية، فإضافة إلى أنه أصبح وزيرا للرياضة منذ شهر نوفمبر الماضي، سيسعى كذلك في شهر مارس المقبل للفوز بعهدة ثانية، إضافة إلى دخول المكتب التنفيذي للاتحادية الأفريقية للعبة خلال الانتخابات المقررة في الفترة نفسها، مع التذكير بأن حصوله على هذا المنصب يحتاج لتزكية فقط من قبل أعضاء “كاف”، باعتباره المرشح الوحيد عن منطقة شمال أفريقيا في هذا السباق، في خطوة من شأنها أن تعيد للجزائر مكانتها داخل الهيئة الإفريقية بعدما غابت عنها منذ سنة 2017.