يسعى من ورائها إلى ربط أمن الجزائر واستقرارها بالأحداث الجارية في سوريا..المخزن يشنّ حملة مغرضة ضدّ الجزائر منذ سقوط نظام الأسد 

استغلت الدوائر المعادية للجزائر، تهاوي نظام بشار الأسد في سوريا، لشن حملة مركّزة تستهدف الأمن المجتمعي للجزائريين وممارسة أعنف الحروب النفسية عليهم، حيث يعمل المخزن منذ السابع ديسمبر الجاري، على توجيه حملة مركّزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يسعى من ورائها إلى ربط أمن الجزائر واستقرارها بالأحداث الجارية في سوريا.

وفي هذا السياق، ذكرت جريدة “الخبر” في مقال للصحفي أحمد حمداني أن متابعين للشأن الرقمي والشبكي في الجزائر، أكدوا أن حملة التخويف بانتقال الفوضى من سوريا إلى الجزائر، بلغت ذروتها خلال الأيام العشرة الماضية.

وأشارت “الخبر” إلى أنّ وحدة إلكترونية مشتركة بين عواصم التآمر العربية والأجنبية ركّزت نشاطها ضد الجزائريين بهدف شيطنتهم أمام السلطة الجديدة في دمشق ومحاولة الوقيعة بينهم وبين مكونات الشعب السوري، مضيفة أنّ مخابرات المخزن عمدت إلى تحريك ذبابها وضخّ أعداد مهولة من التعليقات وحتى التهديدات ضد أمن الجزائر ووحدتها ومستقبلها.

وتابعت الصحيفة أنّ المخبر المعادي للجزائريين، قام بتوظيف مقاطع صور متطرفين وحتى إرهابيين مغاربة من جبهة النصرة ومن متعددي الجنسيات ضد الجزائر، بالموازاة مع إظهار تعاطف مجموعات من حاملي السلاح مع ملك المغرب.

وقد أكدت المعلومات التي تحصلت عليها “الخبر” أن النظام المغربي لا يتوانى في استخدام أقذر الأساليب في سبيل الإضرار بأمن واستقرار الجزائر، من خلال ترهيب الجزائريين، لاسيما رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج لضرب معنوياتهم ووعيهم بالتحديات.

وعاد المقال بالذاكرة إلى الوراء، مشيرا إلى أن العملية ليست جديدة، بل كانت قد سجلت في وقت سابق، غداة سقوط نظام معمر القذافي، حيث نشّطت جميع الجهات المعادية أذرعها الإلكترونية والإعلامية لممارسة الحرب النفسية على الجزائريين وإيهامهم أن بلدهم سائر نحو الفوضى، وذلك باستغلال مواقف الجزائر الرافضة للتغيير الذي ترعاه القوى الاستعمارية الخارجية.

كما لفت الصحفي حمداني إلى لهجمة الشرسة التي تعرضت لها الجزائر، خلال الثلاث سنوات المنصرمة، من قبل تلك الدوائر التي تآمرت لتبرير التطبيع والتقارب الصهيوني- المخزني- العربي، بغرض تأجيج الفتن ونشر سمومها العنصرية بين الجزائريين والمغاربة، وحتى بين الجزائريين والسعوديين (باعتراف السفير السعودي في الجزائر العام الماضي).

وفي هذا السياق، أشارت “الخبر” إلى سلسلة من التغريدات والمنشورات قامت تلك الدوائر بنشرها عبر منصة إيكس وفايسبوك ويوتيوب وتيك توك، والتي لفتت الانتباه من خلال تداول تعليقات ومنشورات تركّز على قلب المفاهيم وتشكيل رأي عام عربي وسوري مناهض للجزائر.

ومن خلال تتبّع عيّنات من الحسابات الإلكترونية والتركيز على تحليل ورصد العبارات والجمل التي تردّدها تلك الحسابات عبر مختلف الصفحات والمجموعات الجزائرية، سواء التابعة للمؤسسات الإعلامية وحتى الرسمية، وجدوا أن مصدرها واحد تنشر السردية المخزنية التي أطلقت عشرات المواد الإعلامية المنادية بضرب استقرار الجزائر وحتى التحريضية على مقر البعثة الدبلوماسية الجزائرية في دمشق (قبل أن تخيب هذه المساعي، حينما سارعت إدارة الشؤون السياسية في سوريا، وهي السلطة الجديدة، إلى شكر الجزائر على استمرار عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، وتأكيد هذه الأخيرة توفير كل التسهيلات لاستمرار أعمالها).