29 سبتمبر، 2025
ANEP الاثنين 29 سبتمبر 2025

أحرار الشعب المغربي ينهضون للدفاع عن “جيل زد” ضدّ القمع ويصرخون رفضًا للاعتقالات وسطوة “المخزن”

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
أحرار الشعب المغربي ينهضون للدفاع عن “جيل زد” ضدّ القمع ويصرخون رفضًا للاعتقالات وسطوة “المخزن”

في الشوارع، داخل الجامعات، على واجهات مواقع التواصل، وبين منابر المنظمات الحقوقية والنقابية، ارتفعت أصوات تقول: لا مزيد من الصمت. احتجاجات شباب “جيل زد” لا يراها حكّام “المخزن” مجرد زوبعة عابرة، لأنها تجسيد لغضب شعبي شامل. وعلى نحو تاريخي، تجمّعت شرائح واسعة من المغاربة—طلبة، حقوقيون، جمعيات مدنية، تنظيمات الشباب—لتدعو إلى التضامن، وتستنكر القمع والاعتقالات، وتطالب بتحرير الأصوات المكمّمة.

من قلب الحراك، برز ارتباط غير مسبوق بين الشباب والمجتمع المدني. مراسيم التضييق لم تنجح في كبت صرخات الحقوقيين الذين اعتبروا أن توقيف بعض المشاركين في التظاهرات بمثابة عدوان على الكرامة والحرية، وأن القمع ليس علاجًا بل حافزًا لاستمرار الاحتجاج. كما أصدرت جمعيات طالبت بوقف الملاحقات الفجّة، وأعلنت دعمها للمتظاهرين الذين وجّهوا نداءات عبر الإنترنت تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة.

حتى في الأحياء الشعبية، حيث يُفترض أن صوت المخزن هو المهيمن، لوحظت رسائل تضامن وانتفاضات رمزية ضد الاعتقالات العنجهية، كتلك التي شهدتها بعض المدن حيث انتقل التأييد من التلاقي الافتراضي إلى الميدان، بوقوف مواطنين أمام مراكز الأمن احتجاجًا على التوقيفات. كان ذلك بمثابة بيان أن الحراك ليس حصريًا للشباب المحتجّ، بل أنه يُلامس وجدان مجتمع بأكمله.

من جهة أخرى، تحرّكت أصوات إعلامية مستقلة ومواقع إخبارية مواطِنة لتُضيء على حالات التوقيف التعسفي، على تجاوزات الأجهزة الأمنية، وعلى قصص شباب صدّرت أرواحهم بين الليالي الباردة في الزنازين. هذه التغطية لم تكن مجرد نقل للأحداث، بل كانت سيفا يُقاس على أيدي القمع، إذ أسقطت الحائط الإعلامي الرسمي وفتحت نافذة للمساءلة والمواجهة.

في مقابل هذا الحراك المتصاعد، تُرِكَ المخزن في عزلته المعروفة: ردّ بعنف، اعتقال، ترهيب، محاكمات أمام القضاء العاجل. وللأسف، تعامل مع صوت المحتجين كما لو أنهم أعداء أمن وليسوا مواطنين يطالبون بالعدالة. لكن ما لم يفهمه النظام بعد، هو أن كل محاولة لإخماد الصوت تُحرّك صوتًا آخر أقوى.

في النهاية، هذا التضامن الاجتماعي والمؤسسي مع الشباب هو رسالة قوية تقول: «لستم وحدكم». وأن شرائح كبيرة في المغرب لم تعد تقبل أن يُقمع أبناؤها في الشوارع أو تُسجن أصواتهم في الزنازين. الحراك يتغذى على هذا التضامن، ويكبر بهذا الائتلاف بين الشارع والمجتمع المدني، ليصبح معركة وجود أمام قوى الحكم التي راهنت على السكوت.

رابط دائم : https://dzair.cc/mh4w نسخ