7 سبتمبر، 2025
ANEP الأحد 07 سبتمبر 2025

أصدقاء الأمس خصوم اليوم: أزمة تتفجر بين المغرب والإمارات

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
أصدقاء الأمس خصوم اليوم: أزمة تتفجر بين المغرب والإمارات

في سابقة لافتة، كشف “معهد الجيوبوليتيك أوريزون” المغربي في دراسة مطولة عن دخول العلاقات المغربية–الإماراتية مرحلة جديدة، تتجاوز الخلافات التقليدية لتصل إلى ما وصفه بـ”الحرب المعرفية”، تقودها أبوظبي عبر أذرع إعلامية واستخباراتية بهدف “زعزعة” استقرار المملكة و “التشكيك” في شرعيتها.

اتهامات غير مسبوقة

التقرير يضع مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، في قلب هذا المشروع، مشيراً إلى أنه يقود شبكة منظمة تستثمر في نشر الأخبار المضللة، وتغذية حملات رقمية، وتوظيف نفوذ اقتصادي في إفريقيا والساحل لتطويق المغرب. ويؤكد أن الهدف ليس فقط الضغط على الرباط في ملفات استراتيجية، مثل الصحراء الغربية، وإنما أيضاً إضعاف صورتها كحليف إقليمي موثوق لدى الولايات المتحدة وأوروبا.

سياق إقليمي متوتر

الخلاف بين الرباط وأبوظبي -وفق التقرير- ليس وليد اللحظة. فالعلاقات بين البلدين شهدت على مدى السنوات الأخيرة تذبذبات متكررة، خاصة بعد توقيع المغرب على اتفاقيات تعاون متقدمة مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية، وهو ما اعتبرته الإمارات تهميشاً لدورها في هندسة التطبيع الإقليمي. كما غذّى التنافس الاقتصادي والدبلوماسي في إفريقيا هذا التباين، حيث تتسابق العاصمتان على النفوذ في الموانئ، الاستثمارات، والملفات الأمنية الحساسة.

أدوات الحرب الناعمة

يصف التقرير الإمارات بأنها توظف أدوات “الحرب الناعمة” في إدارة خلافها مع المغرب، عبر تمويل منصات إعلامية، وتوجيه حملات على شبكات التواصل، وحتى الاستثمار في مراكز أبحاث تهدف لإضعاف الرواية المغربية حول قضايا محورية كملف الصحراء الغربية. ويرى محللون أن هذا النوع من الصراع “غير التقليدي” يعكس انتقال الخصومة إلى مستويات جديدة، لا تعتمد على المواجهة العلنية بقدر ما ترتكز على الاختراق والضغط النفسي والسياسي.

موقف الرباط: الصمت الحذر

رغم خطورة ما ورد في تقرير “أوريزون”، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المغربية. هذا الصمت فسّره البعض برغبة الرباط في تجنّب مواجهة مباشرة مع أبوظبي، خاصة في ظل الحاجة إلى التوازن في علاقاتها الخليجية، بينما قرأه آخرون كإشارة إلى أن المغرب يفضل “تأديب” الخلاف عبر القنوات السرية والدبلوماسية.

معركة مفتوحة على المستقبل

يشير التقرير إلى أنّ “ما يثير القلق” أن هذا التوتر يأتي في وقت دقيق يواجه فيه المغرب تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، من أزمة الصحراء الغربية إلى تداعيات الحرب على غزة. وإذا صحّت مزاعم “أوريزون”، فإن دخول الإمارات على خط زعزعة الاستقرار يضع المنطقة أمام مشهد أكثر تعقيداً، قد يعيد تشكيل التحالفات التقليدية ويكشف عن وجه جديد للصراع الخليجي–المغربي.

رابط دائم : https://dzair.cc/hbyk نسخ