الخميس 19 جوان 2025

إيران بعيون جزائرية 1… السياحة الطبية بأسعار تنافسية

تم التحديث في:
بقلم: دزاير توب
إيران بعيون جزائرية 1… السياحة الطبية بأسعار تنافسية

بقلم: د. هناء سعادة

حط وفد إعلامي جزائري، يضم المدير العام ومالك القناة الإلكترونية دزاير تيوب، السيد معمر قاني، الرحال بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوة من السفارة الإيرانية بالجزائر، والغاية من هذه الزيارة الوقوف على إنجازات هذا البلد على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية بالرغم من الحصار الاقتصادي الجائر الذي يعاني منه بسبب الغطرسة الأميركية، حيث أبت الأمة الإيرانية إلا أن يسطع نجمها عاليا بفضل عزمها الراسخ وثوابتها السياسية والفكرية، محدثة نقلات علمية وتکنولوجیة هامة، فاستطاعت بذلك غزو المراتب الأولى عالميًّا في العديد من المجالات، وتحقيق الإكتفاء الذاتي في المواد الأساسية الذي تعجز عن تحقيقه دول تعيش الرفاهية الاقتصادية، وبناء شبكة علاقات تجارية واقتصادية مع عدد كبير من الدول معتمدة على تطوير قطاعاتها الإقتصادية الإنتاجية، وأيديها العاملة، ورؤيتها العلمية في الإستفادة من مواردها الطبيعية والبشرية، فورقة الضغط التي تعتمدها أميركا أثبتت فشلها في تحطيم البلد أو ثنيه عن مواقفه المشرفة.

لقي الوفد استقبالا حارا وحفاوة منقطعة النظير من الجانب الإيراني، حيث عقد لقاءات وجلسات عمل مع مسؤولين كبار، منهم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، السيد ناصر كنعاني، والوزير السابق ومدير جريدة إطلاعات، السيد عباس صالحي، ومدير وكالة إيرنا ورئيس منظمة وكالات أنباء أسيا والمحيط الهادئ “اوأنا”، السيد علي نادري. وقد أتيحت للوفد فرصة التعرف عن قرب على الإنجازات الإيرانية في كافة المجالات، وتبادل الأراء والخبرات مع زملائهم الإيرانيين في حقل الإعلام.. ففاق نجاح الزيارة ما كان متوقعا.

أثنى الضيوف الجزائريون على العزيمة الفولاذية للشعب الإيراني تحت ظل قيادته الرشيدة التي مكنت البلد من أن يرسم مستقبله بطريقة مختلفة، معتمدا على قدراته وإمكانياته الذاتية بما في ذلك الثروة البشرية من علماء وأساتذة ومهندسين وأطباء وغيرهم. حيث استغنت طهران عن الخبرات الأجنبية، وأنجزت بسواعد أبنائها ما لم تستطع غيرها من الدول المتقدمة إنجازه.

ومن هذا المنطلق، تولدت فكرة نشر سلسلة خاصة موسومة ب: “إيران بعيون جزائرية”، الهدف منها تسليط الضوء على إنجازات الجمهورية في مختلف القطاعات بفضل تطويرها لمفهوم الإقتصاد المقاوم الذي جنبها الوقوع في هوة عميقة من العجز الاقتصادي والتأخر في النمو بكافة المجالات، كما تشهد إيران تفوقا علميا وتكنولوجيا وأكاديميا، حيث إحتلت جامعة “شريف” للهندسة والتكنولوجيا والمعترف بشهادتها دولياً المرتبة التاسعة عالميا بحسب تصنيف “الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية”.

وعلى صعيد المنتجات الزراعية، تتمتع إيران باكتفاء ذاتي في مختلف المنتجات كالقمح والأرز والفستق والزعفران والشعير والذرة والقطن والشاي والفواكه والبطاطا والتوابل والحمضيات والفول والكمون والزبيب والجوز. وعلى صعيد الإنتاج الصناعي، تبين بحسب الدراسات أنّ الإقتصاد الإيراني يمتلك جميع المواد الأولية التي تحتاجها الصناعة.

وبجانب ذلك، لم تغفل الجمهورية العدالة الاجتماعية التي تتجلى من خلال تأمين التعليم والطبابة، فهما مجانيان، فالوزارات والمؤسسات المعنية بالصحة توفّر الطبابة بشكل مجاني للإيرانيين، وتدعم تطوير القطاع الصحي بشكل كبير جداً، مما تولد عنه خصوبة في الإنتاج العلمي في قطاع الصحة وصل إلى نسب مرتفعة جدا خاصة أن إيران حققت تقدما كبيراً على صعيد الأمراض المستعصية، والسرطان، وزراعة الأعضاء، وجراحة العيون. وهذا ليس طارئا ولا مستغربا، فلطالما كانت إيران وما زالت رائدة في مجال الطب، وكتاب القانون الذي ألفه الطبيب والفيلسوف الإيراني ابن سينا، تم تدريسه في أكبر المراكز العلمية في أوروبا منذ ما يقرب من سبعمائة عام.

نستهل سلسلتنا بالمجال الطبي الذي عرف تطورا على مستويات مختلفة، کإنتاج الأدوية وعلاج العقم وزرع الأعضاء والخلایا الجذعیة وإنتاج المعدات الطبیة، مما مكن طهران من حجز مكانة عالمية بعد أن أصبحت قطباً علمياً في المنطقة، تُقدم الخدمات الطبية إلى ملايين المرضى الإيرانيين وغيرهم من الذين يأتون من كل حدب وصوب في إطار ما يُطلق عليه بالسياحة الطبية أو العلاجية التي تجني الدولة من خلالها نحو مليار دولار سنويا من النقد الأجنبي.

ووفقا لوزير الصحة الإيراني، فقد بلغ عدد السياح العلاجيين خلال عام 2023 م نحو مليون و200 ألف سائح صحي من 64 جنسية مختلفة. وإلى جانب المواطنين العاديين، تستقطب هذه السياحة أبرز رجالات السياسة من مختلف البلدان، كما أن تكلفتها زهيدة مقارنة بالدول الأخرى، فوفقاً لتقرير لموقع طب طهران، المتخصص بنشر معلومات في مجال السياحة الطبية، فإن النفقات الطبية في إيران مقارنة مع الدول الغربية، تمثل 5% فقط من النفقات في أوروبا وتركيا. ولمعرفة تكاليف العمليات المتنوعة أو حتى تكاليف الرحلة العلاجية إبتداء من الإستشارات قبل السفر وصولا إلى إجراء العملية ومن ثم المتابعة ومغادرة البلد، يمكنكم تصفح مواقع وصفحات المستشفيات والمراكز الطبية على الأنترنت، حيث تقدم هذه المرافق الطبية باقات متنوعة من الخدمات، تشمل الإستشارات وطلب التأشيرة والإستقبال في المطار وخدمة الترجمة وتوفير النقل والمبيت في الفندق على حسب إختيار المريض، فضلا عن إجراء الأشعة والفحوصات الأولية ومن ثم العملية والمتابعة ثم المرافقة إلى المطار.

تشمل السياحة الصحية في إيران ثلاثة قطاعات هي:

– سياحة طبية

– سياحة العلاج الطبيعي

– سياحة الاستجمام

كما أن خطوات طلب التأشيرة الإيرانية سهلة جدا، وبمجرد وصول المسافر، يجد طاقم المستشفى في انتظاره، فيتكفل به أحسن تكفل، ويوفر له كل الخدمات بما في ذلك الترجمة والمبيت والنقل.

وقبل الحديث عن الإنجازات الإيرانية في المجال الطبي والتي خولتها بأن تصبح رائدة في مجال السياحة العلاجية، نُشير إلى أن الوفد الجزائري زار مستشفى نيكان التخصصي أين عاين عن قرب ما سنأتي على ذكره من تفوق طبي مبهر.

يُغطي هذا الصرح الطبي الذي تم تشييده في عام 2010 م، مساحة تبلغ حوالي 35000 متر مربع في شمال شرق طهران. يتكون المستشفى من ستة عشر طابقاً، مجهزا بأحدث الأجهزة العلمية والطبية القياسية، ووسائل الإتصال الحديثة (هاتف، إنترنيت، قنوات تلفاز للأفلام والأخبار)، وتكييف مركزي (حرارة وتبريد) متطور.

لم يكن إختيار موقع المستشفى التخصصي ذو الخدمات الفندقية على سفح جبال البرز شمال شرق طهران إعتباطيا، حيث تتميز هذه المنطقة بطبيعة خلابة، وهواء نقي يرد الروح للمرضى الذين يطلون مباشرة على جبال طهران الشامخة، وتحتها المناظر البانورامي للمدينة، فضلا عن خصائص الموقع الإستراتيجية، مما يجعل الوصول إليه سهل المنال وأمرا يسيرا.

يُقدم المركز الطبي خدماته على مدار الأسبوع و24 ساعة يوميا، كما يتوفر على خدمات اجتماعية كالمطاعم والكوفيات ومواقف للسيارات. تضم الجمهورية إلى جانب هذا المستشفى عدد كبير من المرافق الطبية كمستشفى نور لأمراض العيون، ومستشفى مرتا، ومستشفى باستورنو التخصصي، والمستشفى الرضوي، والمركز التخصصي في علاج العقم وأطفال الأنابيب، فهي تحتل المرتبة العاشرة عالميا في هذا التخصص.

إلى جانب ذلك، تتصدر طهران منطقة الشرق الأوسط، وتحتل مراتب متقدمة عالمياً في زراعة الأعضاء وزراعة الكبد والعظام والرئة، وزراعة القرنية وأطفال الأنابيب وعلاج العقم، وجراحة الأعصاب وجراحات العمود الفقري وعمليات الأذن والأنف والحنجرة مثل زراعة القوقعة وجراحات الرأس والرقبة، إضافة لعمليات التجميل بكل أشكالها وتجديد وترميم الأنسجة.

كما أنها احتلت المرتبة 15 في العالم والأولى بالشرق الأوسط في عملية توليف شبكة العين، ونذكر هنا العملية التي أجريت للمريضة فرحناز جوليده فطرت والتي تمكنت بفضلها من رؤية ابنتها بعد 12 عاماً من العمى، حيث أشار الطبيب الجراح المشرف على العملية أنه يمكن إجراءها أيضا على الأشخاص الذي يعانون من مرض العمى المطلق، جراء تعرض شبكية العين للتلف بسبب الحوادث المختلفة كحوادث السير.

ويذكر موقع الخنادق كيف تُنافس إيران دول العالم في مجال الخلايا الجذعية، أين تحتل المرتبة الثانية عالميا، وعلاج الأمراض المستعصية، فأصبحت بذلك رائدة في إنتاج العظام الإصطناعية عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تشبه العظام الحقيقية من حيث الشكل والخصائص الفيزيولوجية بنسب كبيرة جداً.

ومع إنتشار وباء كورونا، لم تقف الجمهورية مكتوفة اليدين، تنتظر الخلاص من الدول الأخرى، حيث استطاعت إنتاج لقاح فعال ضد الفيروس القاتل، أُنتجت منه حوالي 16 مليون جرعة، وإحتلت المركز 12 عالمياً بإنتاج المقالات العلمية حول هذا الفيروس. كما تتفرد الجمهورية بإمتلاكها لبنك خلايا جذعية لدم الحبل السري باحتياطي هو الأكبر على مستوى المنطقة، والذي يبلغ حوالي 170 ألف عينة في مدينة كرج غرب طهران، متفوقة بذلك على الكيان الصهيوني، ودارجة إسمها ضمن قائمة العشر دول الممتلكة لهذا العلم، وتمكنت أيضا من إنتاج جهاز لقياس حاسة الشم عبر إشارات الدماغ، وتجهيز أكبر مركز طبي للعلاج الأيوني في منطقة غرب آسيا، وتصدير تقنية النانو إلى أكثر من 49 دولة، وإنتاج أدوية تستخدم في زراعة الأعضاء توفر لها ما يقارب 20 مليون دولار سنوياً.

كما تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغما عن أنف حصار الأربعين سنة من بناء أول مدينة دوائية في الشرق الأوسط بمدينة آراك وسط البلاد، وحققت إكتفاء ذاتيا بنسبة 97% من إحتياجاتها في مجال الأدوية، مستغنية عن العقاقير الأجنبية، وبذلك تحوز الجمهورية على المركز الأول في الشرق الأوسط، والسابع عالميا في مجال صناعة الأدوية.

ليس هذا فحسب، بل باشرت الدولة عملية تصدير أدويتها ومنتجاتها الطبية إلى أكثر من 55 دولة. أدى الإهتمام بهذا المجال إلى ميلاد أكثر من 860 شركة منتجة للأدوية والمعدات الطبية، مسجلة الآن نموا بنسبة 60 بالمئة في عدد المنتجين مقارنة بعام 2019م. حققت، في عام 2020م، صادرات المعدات الطبية إلى القارات الخمس قيمة 30 مليون دولار.

كما نجحت إيران في إنتاج وتصدير العقاقير النانوية إلى مختلف الدول الأسيوية، ووقعت العديد من الإتفاقيات ومذكرات تفاهم لبدء التصدير إلى البلدان الأوروبية. كل هذا لم يكن ليتحقق لولا جهود الكوادر الطبية الإيرانية التي فاق عددها 140 ألف طبيبا إيرانيا، مقابل 14 ألفا إبان حكم الشاه، من ضمنهم 6 آلاف طبيب أجنبي ينشطون في ثمان تخصصات فقط.

والجدير بالذكر أن الإحصائيات تشير إلى أن النساء الإيرانيات تُشكل ما نسبته 60% من خريجي درجة الماجستير في الحقل الطبي، كما أنّ 52٪ من خريجي الدكتوراه هم من النساء أيضا. وفي الوقت الحالي، ارتفع عدد الطبيبات في إيران إلى 71 ألفًا، وهو ما يزيد 35 مرة عما كان عليه الوضع في بداية الثورة الإسلامية. كما أنه وفي عام 1983م، لم يتجاوز عدد الطبيبات الاستشاريات 3، أما الآن فيبلغ عددهن حوالي 1600 طبيبة.

إلى جانب ذلك، تمتلك الجمهورية العديد من الشركات الصانعة للمنتجات النانوية المختبرية الإيرانية، فضلا عن أكبر معمل لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان في الشرق الأوسط. ونجحت وبجدارة في إنتاج خلايا الكبد والقلب والأوعية على مستوى المختبر وعبر الخلايا الجذعية التي تستخدم من أجل ترميم وإعادة بناء الكبد والقلب، وهذا إنجاز رائد في الشرق الأوسط.

وكأمثلة عن التميز الطبي في إيران، نذكر خدمات زرع الأعضاء التي فاقت 53880 عملية زرع، وفق ما أعلنته رابطة زرع الأعضاء الإيرانية، مما جعلها الأكثر تطوراً إقليمياً في هذا المجال.

وأحرز مستشفى ‘نمازي’ في مدينة شيراز للسنة الثالثة على التوالي الرتبة الأولى في العالم في عمليات زرع الكبد. ويعتبر قسم زراعة الأعضاء التابع له أول وأكبر المراكز على مستوى إيران، والثالث على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وإسبانيا. كما تُعد إيران من الدول الأوائل الثلاث المتقدمة في العالم في مجال زرع مخ العظم بحیث أُجريت أكثر من ثلاثة آلاف عملية في هذا المجال في البلاد.

کما تُعتبر إيران من أكثر البلدان نجاحا في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا من حيث عدد عمليات زرع الرئة ومعدل البقاء على قيد الحياة، و تُجری سنویا أكثر من 2000 عملية لزرع الکلی، و1500 عملیة لزرع القلب في المراكز الطبیة والجراحیة الإیرانیة.

الشيء ذاته بالنسبة لعمليات زراعة القرنية، إذ تعتبر إيران من أفضل الدول عالميا في هذا التخصص، ويتم إجراء 6000 عملية لزراعة القرنیة سنوياً في البلاد، يُجريها أفضل أطباء العيون الإيرانيين والمعترف بهم دوليا، حيث طوروا من هذه العمليات متفادين إجراء الشقوق العميقة، إذ يعتمدون على عملية زراعة القرنية بالليزر متناهي القصر” فيمتوسيكوند ليزر“و” زراعة القرنية الصناعية“.

وليس ببعيد عن العين، وبالتحديد الأعصاب، تحتل إيران المركز الـ 19 عالميا من حيث عدد المقالات الصادرة بمجال علم الأعصاب المعرفي والأولى على مستوى المنطقة. وقد تم إنتخاب البروفسور الإیرانی مجید سمیعي باعتباره أفضل عالم وجراح للدماغ والأعصاب على مستوی العالم من قبل الأکادمیة العالمية لجراحة الدماغ والأعصاب في عام 2014م.

وبالعودة إلى السياحة الطبية، تعد مدينة شيراز الأولى في العالم في تخصص الكبد، ويرجع الفضل في ذلك إلى كوادر وأطباء المستشفيات هناك، على رأسها مستشفى أبو علي سينا، أحد أكبر مستشفيات زراعة الأعضاء في العالم. يضم هذا المرفق الطبي أقسامًا لزراعة الكبد والكلى والقلب والبنكرياس، إذ يتم إجراء أكثر من 600 عملية زراعة كبد فيه كل عام.

وفي يزد، مدينة التاريخ والعلم والسياحة، أين سجلت العديد من المعالم في قائمة التراث العالمي لليونسكو، فإنها تتألق بشكل كبير في مجال السياحة العلاجية والخدمات الطبية. يعود ذلك لمستشفياتها المجهزة جيدًا، والمرافق الطبية عالية الجودة. ولمحبي سياحة العلاج الطبيعي، وجهتهم ستكون مدينة مازندران التي تقع في جبال البرز، فهي تزخر بالعديد من الينابيع الساخنة الفعالة للذين يعانون من هشاشة العظام، بالإضافة إلى سيرش – كرمان وسرعين – أردبيل وجنو – بندر عباس. وفي محافظة جيلان، يوجد مستشفى دولي شهير يدعى “قائم”، حاصل على شهادة ACI الدولية من كندا، وهو يقدم خدمات إستشفائية متنوعة.

لا يًمكننا طي صفحات هذا الموضوع دون الحديث عن الجراحة التجميلية التي تستهوي النساء خاصة في عالمنا العربي، حيث تشهد إيران، بلد أبو الطب إبن سينا، إقبالا كبيرا على العمليات التجميلية بفضل براعة جراحي التجميل الإيرانيين المشهود لهم بكفاءتهم وخبرتهم العالية في مجال العمليات التجميلية، فضلا عن تمتع المراكز الطبية بأحدث التقنيات وأكثرها تطورًا. ومن بين العمليات الرائجة في إيران، نذكر عملية تجميل الأنف وشدّ المعدة وشفط الدهون وغير ذلك.

حققت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه النتائج المبهرة بفضل سواعد أبنائها من جهة، وتمكين ومرافقة الدولة لهم من جهة أخرى، حيث مكّن سخاء الحكومات الإيرانية المتعاقبة على الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانيين من التميز في الحقل الطبي ومجال البحث العلمي فيه، حيث تُخصص سنويا ميزانيات هائلة للبحوث العلمية، فحجزت طهران بذلك المرتبة الثانية عالمياً لناحية الإنفاق على البحث العلمي بغية تطوير وبناء قدرات وطنية متفوقة في مجالات مختلقة مثل النانو تكنولوجية والخلايا الجذعية، وعلم الوراثة والهندسة الكيميائية والزراعية، والاتصال بالليزر وعلوم الفضاء.

وبذلك، افتكت الجمهورية وللعام العاشر على التوالي المرتبة الأولى في الشرق الأوسط من حيث الأبحاث العلمية متفوقة وبشكل كبير على الكيان الصهيوني الذي يولي من جهته إهتماما بالبحث أيضا. واليوم، يوجد أكثر من 400 مركز أبحاث طبي و76 مجلة طبية في البلد.

ومن باب شهد شاهد من أهلها، قالت صحيفة هآرتس العبرية في مقال نُشر في 2 أيار/ مايو عام 2018 م، ردت من خلاله على ما وصفته بـ الخطاب الدرامي الذي القاه نتنياهو في 30 نيسان/ أبريل من العام نفسه، “هناك شيء لا يرغب نتنياهو في رؤيته: إيران تتفوّق على إسرائيل في تصنيفات البحث العلمي”، مضيفة: “إيران تجاوزت إسرائيل بالفعل وبهامش كبير: على مدى العقدين الماضيين. بذلت إيران جهودًا كبيرة لتصبح قوة عظمى علمية، وارتفعت إنتاجيتها في مجال البحث والتطوير بشكل كبير، تاركة إسرائيل وراءها بما يتعلق بإجراءات البحث العلمي”.

تلت هذا التقرير تصريحات مختلفة من الجانب الصهيوني، أبدت تخوفا من هذا التفوق الكاسح، حيث علقت القناة الثانية الصهيونية قائلة “بأن البحث العلمي في إيران يثير قلق القياديين في الإستخبارات العسكرية والمؤسسة الأمنية”.

ومن جهته، قال الصحفي الصهيوني، داتئيل ليئور، نقلا عن موقع الخنادق، أنه “قبل عشرين عاما كانت إسرائيل رائدة البحث العلمي في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين تراجعت إلى المركز الرابع في الشرق الأوسط بعد إيران… تتصدر إيران الآن عدد المقالات العلمية في العديد من المجالات، مثل الفيزياء والبيولوجيا والكيمياء وإدارة الأعمال والأبحاث الاقتصادية”. مشيراً إلى أنه “في عام 1996م، نشر الإيرانيون 960 مقالاً علمياً فقط مقارنة بنحو 10 آلاف مقال إسرائيلي. منذ ذلك الحين، ارتفعت الأرقام الإيرانية إلى حوالي 41000 سنوياً”. ومؤخرا وفي سنة 2020م، إرتفع عدد المقالات المنشورة إلى 74440 مقال بحثي، مما يؤكد ما قيل عن أن الجهد العلمي الإيراني يتقدم بمعدل نمو 11 ضعف المتوسط العالمي (بناء على البيانات المأخوذة من مجلة SCImago Journal وCountry Rank استنادًا إلى قاعدة بيانات Scopus للعلوم والتكنولوجيا).

كما حذر، عام 2015م، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الصهيوني، اللواء هرتسي هليفي من التقدم التكنولوجي الإيراني قائلًا “تسألونني إن كانت الحرب ستنشب بيننا وبين إيران خلال الأعوام العشرة المقبلة، وإجابتي ستكون مفاجئة لكم، فنحن نخوض الآن حرباً مع إيران، إلا أنها ليست حرباً عسكرية مباشرة، بل هي حرب تكنولوجية، إذ أن مهندسينا يقاتلون المهندسين الإيرانيين اليوم، وهذه الحرب ستتحول إلى أكثر ضراوة لاحقاً”.

يتبع …

 

رابط دائم : https://dzair.cc/019t نسخ