الأحد 25 ماي 2025

الجنرال حسان يلبي النداء ويتولى منصب مدير الأمن الداخلي الجزائري عودة أحد أبرز رموز المخابرات في لحظة أمنية مفصلية

نُشر في:
بقلم: ربيعة خطاب
الجنرال حسان يلبي النداء ويتولى منصب مدير الأمن الداخلي الجزائري عودة أحد أبرز رموز المخابرات في لحظة أمنية مفصلية

في خضم التحديات الأمنية المتفاقمة التي تواجه الجزائر، لا سيما على جبهتها الجنوبية، قررت القيادة العليا إعادة تفعيل إحدى أبرز أوراقها الأمنية، بتعيين الجنرال آيت وعرابي عبد القادر، المعروف بالجنرال حسان، مديرًا عامًا للأمن الداخلي، أحد أهم أجهزة الاستخبارات في البلاد.

الخطوة عُدّت على نطاق واسع بمثابة عودة رجل المرحلة، نظراً إلى الرصيد المهني والعملياتي الثقيل الذي يحمله هذا الضابط، الذي راكم تجربة فريدة في مواجهة الإرهاب والاختراقات الإقليمية المعقدة منذ تسعينيات القرن الماضي.

رجل العواصف الميدانية

التحق الجنرال حسان بجهاز مكافحة الإرهاب مع بداية العشرية السوداء سنة 1992، حيث سرعان ما لمع اسمه كضابط ميداني يتمتع بالجرأة والانضباط. أُصيب في كمين إرهابي بمنطقة البليدة، لكنه واصل أداء مهامه بثبات، رافضًا مغادرة الميدان.

في عام 1993، تم تكليفه بمهام استخباراتية حساسة في مناطق مشتعلة مثل الساحل الإفريقي، وتشاد، والسنغال، وأنغولا، حيث أُصيب مجددًا في عملية خطيرة، حظي إثرها بتهنئة الأمين العام للأمم المتحدة، ما يعكس حجم الثقة الدولية التي حظي بها هذا الضابط.

العقل المدبر لـ “سكورات”

فيما بعد، أشرف الجنرال حسان على إدارة “مصلحة التنسيق العملياتي والاستعلامات المضادة للإرهاب” المعروفة باسم “سكورات”، والتي لعبت دورًا محوريًا في تفكيك خلايا إرهابية معقدة، وتحقيق اختراقات نوعية في العمق المعادي، خصوصًا في مناطق الساحل.

واحدة من أبرز محطاته العملية كانت الهجوم الإرهابي على منشأة تقنتورين في 2013، حينما هاجمت جماعة إرهابية منشأة غازية في عين أمناس جنوب شرق البلاد. وبرغم حساسية الموقف، تمكن حسان من قيادة عملية استخباراتية وعسكرية أسفرت عن القضاء على منفذي الهجوم واسترجاع أسلحة خطيرة، من بينها صواريخ مضادة للطيران كانت في طريقها إلى جماعة مختار بلمختار.

رجل المرحلة بامتياز

الجنرال حسان لم يكن يومًا مجرد منفذ للمهام، بل ظلّ دائمًا سابقًا بخطوة، حيث دقّ مبكرًا ناقوس الخطر إزاء التهديدات القادمة من الجنوب، محذرًا من تغلغل قوى إقليمية في العمق الجزائري عبر الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي.

اليوم، وبعد أن تحولت تلك التحذيرات إلى واقع ميداني يهدد الأمن الوطني، يعود هذا الضابط إلى واجهة الجهاز الأمني في توقيت لا يحتمل التهاون، مدعومًا بكفاءة استخباراتية نادرة، وشبكة علاقات إقليمية ودولية راكمها عبر مسيرته.

تحديات معقّدة في انتظار الجهاز

عودة الجنرال حسان تأتي في ظل تصاعد التهديدات على أكثر من جبهة: تصاعد النشاط الإرهابي في دول الساحل، تزايد محاولات الاختراق الإقليمي من قبل قوى أجنبية، وتراجع نسبي في فعالية بعض الأدوات الدبلوماسية في التعامل مع هذه الملفات الحساسة.

عودته إلى قيادة مديرية الأمن الداخلي لا تمثل مجرد تغيير في الوجوه، بل تعكس تحولاً في فلسفة المواجهة الأمنية للدولة الجزائرية. في ظرف إقليمي بالغ التعقيد، تتعاظم فيه التهديدات وتتسارع فيه التحركات المعادية، كان لا بد من استدعاء رجل الميدان، الخبير بخفايا الجغرافيا السياسية والأمنية، وصاحب التجربة الواسعة في تفكيك شبكات الإرهاب والاختراقات الخارجية.
إنها عودة تحمل رسائل حزم في الداخل، وإنذارًا صامتًا للخارج بأن الجزائر استعادت أحد أكثر عقولها الأمنية صلابة وحنكة، استعدادًا لمعركة دفاع جديدة عن السيادة والاستقرار.

رابط دائم : https://dzair.cc/k8b3 نسخ