حل أمسية اليوم، الوزير الأول سيفي غريب بولاية وهران، للإشراف على افتتاح الطبعة الأولى للأولمبياد الوطنية للمهن 2025، وذلك بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
و بالمناسبة، ألقى كلمة الوزير الأول، كلمة، في التالي نصها :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يُسعدني أن ألتقي بكم اليوم في مدينة وهران الباهية، هذه المدينة العريقة التي شَهِدَت على مَرِّ التاريخ محطاتٍ مُضيئةً من مسيرة وطننا الحبيب، والتي تُجَسِّدُ اليوم روحَ الجزائرِ الجديدة المنفتحةِ على العالم، والطموحةِ لبناء مستقبلٍ زاهرٍ لأبنائها.
إنّنا نجتمع اليوم في حدثٍ هام يُمَثِّلُ نُقطةَ تحوّلٍفي مسار التكوين المهني ببلادنا، ألا وهو: الدورة الأولى من الأولمبياد الوطنية للمهن(Worldskills Algeria) التي تُعقد تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية، وتأتي تتويجاً لانضمام الجزائر، هذا العام، إلى المنظمة الافريقية (WorldSkills Africa).
إنّ هذا الحدث ليس مجرّد منافسةٍ وطنية، بل هو رسالة تؤكد تصميم الجزائر القوي على الالتحاق بمصافّ الدول الرائدة في مجال المهارات والمهن، وإعلانٌ صريح عن عزمها تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال على المستويين الإفريقي والدولي، تجسيدا لالتزام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتحقيق تحول اقتصادي شامل بسواعد جزائرية ومهارات وطنية.
السيدات الفضليات، السادة الأفاضل
إن انضمام الجزائر إلى المبادرة الإقليمية WorldSkills Africa يندرج في سياق تنفيذ الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي وجَّهَ السيد رئيس الجمهورية بوضعها من أجل تطوير قطاع التكوين والتعليم المهنِيَيْن، وجَعْلِهِ مُحركاً حقيقيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبالفعل، لقد أصبح تطوير آليات ومؤسسات التكوين المهنيّ في صَميمِ أولويّات العمل الحكومي خلال السنوات الأخيرة، انطلاقا من القناعة الراسخة بأنّ معايير النجاح في عالم اليوم لم تعد قاصرةً على المعرفة النظرية، بل تَقُومُ أيضا على الكفاءة العمليّة، والقدرة على الإبداع والابتكار، ومسايرة التسارعِ التكنولوجي الهائل.
إن الغاية من هذا التوجه الاستراتيجي هو حشد كل القدرات المتاحة واستغلالها بشكل أفضل قصد بناء مهارات شبابنا وتأهيلهم، وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في قيادة الاقتصاد الوطني مستقبلاً.
السيدات الفضليات، السادة الأفاضل
إنّ هذه الأولمبياد التي تُنظّمُها بلادنا لأول مرة، تُعَدُّ مَيْدانًا للتميّزِ والإتقان، وورشةً لصناعة الأبطال، وفضاءً رحِبًا لتبادُلِ الخبرات والمعارفِ بين أبناءِ الوطنِ الواحد.
هذه التظاهرة التي تجمع أبنائنا من كل ولايات الوطن والذين تجاوز عددهم الـ 500 متنافس، تحمل رسالة قوية للمجتمع بأنّ المهارة المهنية هي مصدر فخرٍ وعزّة، وأنّ اليَدَ التي تُتقِنُ صَنْعَتَها هي يدٌتبني الأوطان وتُؤمِّن السيادة الاقتصادية.
فكما نفتخر بمهندسينا وأطبائنا، فإنّنا نفتخر أيضاً بحرفيّينا وتقنيّينا، وبكل من يَصنعُ بِيَدَيهِما يعزّزُ استقلالنا الوطني ويخدم تنمِيَتنا المستدامة.
أيها الشباب الأفاضل، بناتي وأبنائي الأعزاء،
أنتم اليومَ رُوّادُ الجيلِ الأوّل من الجزائريين الذين يرفعون راية المهارة والإتقان تحت مِظلّة المبادرة العالمية WorldSkills.
كلُّ واحدٍ منكم يحملُ على عاتقهِ مسؤوليةَ تمثيلِ الجزائر في هذا المحفل، وكلُّ منافسةٍ تخوضونها هي رسالة للعالم مفادها أنّ الجزائر تملك طاقاتٍ شابة، قادرة على التفوّق والإبداع والمنافسة، كما أكدته كفاءاتنا الوطنية المتميزة في العديد من المجالات العلمية والتكنولوجية.
إن رسالتكم اليوم أكبر من مجرد المساهمة في مسابقة، لأنكم أنتم من سيُعيدُ للعملِ اليدويِّ والمهنةِ الحرفيةِ قيمتَهما، تلك المهنِ التي تتطلّبُ ذكاءً، ودِقَّةً، وصبرًا، ومهارةً وإبداعًا. أنتم من يُثبت أنّ النجاح الحقيقيّ يُقاس بقيمة ما يقدّم الإنسان لمجتمعه، وبالأثر الذي يتركه في مسار بناء وطنه.
وإنّني حين أرى فيكم اليومَ هذهِ الوجوهَ المُشرقة، وهذه الإرادة الصلبة، والعزم على النجاح، أزداد يقينًا بأنّ الجزائر بخير، وأنّ أحلامنا الكبيرة ببناء مستقبل مزدهر ليست بعيدةَ المنال.
أيها الحضور الكريم،
إنّ الجزائر تراهن اليوم على شبابها، وتُؤْمِنُ بطاقاتهم الهائلة، وهدفها الأسمى أن يكون كل خريجٍ من التكوينِ المهني قادرًا على المنافسة في سوق العمل، وأن يتحوّل إلى رائدِ أعمالٍ ومُبدعٍ قادرٍ على خلق القيمة المضافة، لا مُجرّدَ باحثٍ عن العمل.
إنّ الجزائر التي نبنيها هي جزائر العمل والإتقان، جزائر تصنع مصيرها بسواعد أبناءها وبناتها، جزائر تتطلّع إلى المستقبل بثقة وطموح.
في الأخير، وقبل أن أختم كلمتي، لا يفوتني في هذا المقام أن أوجّه تحية إكبارٍ وتقديرٍ إلى كافة الأساتذة والمؤطرين والمدرِّبين الذين جعلوا من التكوين المهني رسالةً ومدرسةً للحياة، وزرعوا في شبابنا حُبَّ المهنة واحترام العمل.
كما أتقدّمُ بخالصِ الشكرِ إلى القائمين على تنظيم هذا الحدث الوطني الكبير، من مختلف القطاعات والمؤسسات، وإلى كل من آمن بهذا المشروع الطموح وساهم في تجسيده، والشكر موصول أيضا إلى مختلف الشركاء من مبادَرَتَيْ WorldSkills AfricaوWorldSkills International الذين حرصوا على مرافقة جهود بلادنا ورحبوا بمساهمتها في إثراء وتعزيز نشاط الأُسرةِ الدولية للمهارات.
ختاما، وإذ أجدد لكم التعبير عن ثقتي التامة بأن تشكل هذه التظاهرة مناسبة متجدِّدةً لتجسيدِ قِيَمِ التنافس والابتكارِ والابداع المهني، أدعو الله العلي القدير أن يُلهِمَ بناتنا وأبناءنا بالتوفيق والنجاح لتحقيق طموحاتهم على درب بناء عصر جديد من التميّز المهاري الجزائريّ.
وأعلن رسميا عن انطلاق نهائيات أولمبياد المهن 2025
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
