10 سبتمبر، 2025
ANEP الأربعاء 10 سبتمبر 2025
×
Publicité ANEP
ANEP PN2500010

Annonce Algérie Poste
ANEP PN2500010

اغتيال السيادة في الدوحة: بين فشل العدو وصمت الخونة… مساهمة للحقوقية لطيفة ديب

نُشر في:
بقلم: الحقوقية لطيفة ديب
اغتيال السيادة في الدوحة: بين فشل العدو وصمت الخونة… مساهمة للحقوقية لطيفة ديب

إنّ محاولة اغتيال وفد المقاومة الفلسطينية المفاوض في قلب العاصمة القطرية لم تكن مجرد عملية فاشلة، بل جريمة سياسية وأمنية سافرة، تكشف إلى أي مدى بلغ اليأس الصهيوني الأمريكي من كسر إرادة حماس والمقاومة.

لقد اعتقدوا أن بإمكانهم إنهاء الصوت الفلسطيني المقاوم عبر استهداف قياداته حتى داخل عاصمة عربية ذات سيادة، لكنّ ذكاء المقاومة في التضليل الأمني قلب الطاولة، وأفشل المخطط.

الدرس الأمني: السيادة ليست شعارات

استهداف الوفد الفلسطيني بعلم ومشاركة الولايات المتحدة يثبت أن كل “الضمانات الأمريكية” ليست سوى أكاذيب مكشوفة. فلا ترامب ولا مبعوثوه يُمكن الوثوق بهم؛ إنهم يمارسون الحقارة علنًا، واعتادوا على أن يُملى على العرب والفلسطينيين شروطٌا بلا نقاش. وما جرى في الدوحة يفتح العيون على حقيقة جوهرية: السيادة لا تُصان بالبيانات، ولا تُحمى بالدبلوماسية وحدها، بل بالوعي الأمني، والردع الصارم.

الجزائر تعرف ذلك جيدًا؛ فقد علّمنا الاستعمار الفرنسي أنّ السيادة لا تُمنح بل تُنتزع، وأن الأرض بلا أمن تبقى بلا سيادة، مهما رُفعت فيها من شعارات.

التطبيع: من ورقة سياسية إلى خيانة مكشوفة

الاعتداء في الدوحة أحرق ورقة التطبيع التي كان الكيان يعوّل عليها. كيف يمكن الحديث عن اتفاقيات سلام مع عدو يقتل في غزة، ويقصف في سوريا، ويغتال في لبنان، وينتهك سيادة قطر في وضح النهار؟! أي تطبيع هذا الذي يشرعن الاعتداءات؟

الحقيقة أن التطبيع لم يكن يومًا خيارًا سياديًا، بل كان دومًا خيانة صريحة. ومن يتذرع بالحياد أو المصالح، شريك في الجريمة، بصمته أو بوقوفه على الحياد بينما الأمة تُهان.

الموقف الجزائري: وضوح لا يقبل المساومة

الجزائر، التي قدمت مليون ونصف المليون شهيد، لن تعترف يومًا بالاحتلال، ولن تساوم على فلسطين. نحن نرى أن ما جرى في الدوحة ليس اعتداءً على قطر وحدها، بل على السيادة العربية برمتها. ومن يظن أن الصمت يحميه فهو واهم؛ فالصمت في لحظات الإهانة شراكة في الجريمة.

لقد أثبتت التجربة أن العدو لا يفهم إلا لغة الردع، وأن واشنطن ليست إلا راعيًا رسمياً للهيمنة الصهيو–أمريكية، تسعى لإطالة أمد السيطرة على حساب كرامة شعوبنا.

الخاتمة: السيادة لا تُستعار والكرامة لا تُباع

الاعتداء الصهيوني في الدوحة كشف الحقيقة العارية: نحن أمام مشروع استعماري قديم يتجدد، يغيّر أدواته لكنه لا يتغيّر في جوهره. فكما قاوم الجزائريون الاستعمار بالوعي والإرادة قبل البندقية، كذلك يقاوم الفلسطينيون اليوم بذكاء العقول وصلابة الإرادة قبل الصواريخ.

إننا نقولها بوضوح: السيادة لا تتجزأ، والكرامة لا تُباع، والتطبيع خيانة لا تغتفر. ومن لا يرد على الإهانة، فهو شريك فيها ولو بصمته.

الدكتورة المحامية لطيفة ديب
رئيسة المنظمة الوطنية للكفاءات والنخب النسوية الجزائرية

رابط دائم : https://dzair.cc/nx8e نسخ