بقلم: بوبكر عبيد
السيّدات والسادة،
حين تظهر الجزائر اليوم على قناة أمريكية كبرى، فالأمر لا يتعلق بصورة جميلة على الشاشة فحسب، بل هو أكثر من ذلك بكثير. إنه مؤشر على زمن جديد.
إنه دليل على أن بلداً ظلّ طويلاً مجهولاً أو مُهمَّشاً، بدأ يستعيد مكانته الطبيعية في نظرة العالم إليه.
نعم، الجزائر تجذب.
لا بما هو استعراضي أو مفتعل، بل بقوة الحقيقة، وعمق المعنى، وجمال الصمت والضوء.
من أزقّتنا البيضاء إلى كثبان الصحراء الذهبية،
من جبالنا الشامخة إلى مدننا الأثرية،
الجزائر ليست “وجهة سياحية”… بل تجربة حضارية كاملة.
غير أن هذا الاعتراف الآتي من بعيد يحمّلنا مسؤولية.
فهو يذكّرنا بأن السياحة ليست مجرد أرقام،
ولا تقاس بعدد الليالي أو الوافدين،
بل بقدرة شعب على مشاركة روحه مع الآخرين.
ولهذا، فإن المطلوب اليوم:
☆ تكوين جيل جديد من سفراء السياحة.
☆ تثمين أقاليمنا بذكاء واحترام.
☆ تبسيط الاستقبال، تشجيع الاستثمار، التحديث دون تشويه.
☆ وقبل كل شيء… رواية الجزائر كما هي، بصدق وبتنوعها الواسع.
فالسياحة ليست قطاعاً ثانوياً، بل رافعة للاستقرار والإشعاع وتعزيز الثقة الوطنية.
الجزائر لا تحتاج لمن يحلم بها، بل لمن يعيشها.
وكل زائر تطأ قدماه هذه الأرض، يغادرها مختلفاً…
لأنه يكتشف فيها أكثر من بلد: شعباً… وروحاً… وتاريخاً.
اليوم، العالم ينظر إلينا.
وغداً… سيأتي ليلتقينا.
وواجبنا أن نستقبل هذا العالم بفخر، وبجدية، وبرؤية واضحة.
الجزائر لا تدخل عالم السياحة العالمية اليوم…
بل تعود إليه، بكرامة ماضيها، ووعد مستقبلها.
