السبت 13 ديسمبر 2025

الجزائر في مواجهة رهانات الذكاء الاصطناعي.. بقلم: بو بكر عبيد

نُشر في:
بقلم: بوبكر عبيد
الجزائر في مواجهة رهانات الذكاء الاصطناعي.. بقلم: بو بكر عبيد

نحن أمام منعطف تاريخي حاسم. فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تكنولوجية، بل تحوّل إلى وسيلة تأثير، ورافعة من روافع القوة الناعمة، وأداة لإعادة تشكيل السرديات. وفي هذا السياق العالمي الموسوم بتنافس الصور والتصورات والروايات، تعيد الجزائر التأكيد على موقف جيوسياسي واضح: صورة بلدنا لن تُصاغ ولن تُفرض عبر التكنولوجيا.

تلجأ بعض الدول إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج مناظر لا وجود لها، وابتكار هويات وهمية، وبناء واجهات مصطنعة موجّهة للسوق العالمية. غير أن الجزائر ترفض الدخول في سباق الوهم هذا، وتتبنّى خيارًا مغايرًا قوامه السيادة السردية، والأصالة، والانسجام الجيوسياسي.

1️⃣ معركة الصورة أصبحت رهانا جيوسياسيا
حروب الغد لا تُخاض فقط على الأرض أو في الاقتصاد، بل تُدار في السرديات والتصورات، وفي الطريقة التي يوجد بها بلد ما – أو يُغيَّب – داخل المخيال الدولي.
وعليه، فإن الجزائر مطالبة بالتحكم في صورتها كما تتحكم في إقليمها. فلا تكنولوجيا، ولا منصة، ولا خوارزمية ستقرّر كيف يظهر بلدنا أمام العالم.

2️⃣ رفض قاطع لكل تزييف رقمي يشوّه هويتنا
مناظرنا الطبيعية لن تُضخَّم، ومدننا لن يُعاد اختراعها، وتقاليدنا لن تُرقمن لإرضاء نزعات سوق عالمية عابرة. ما يجب عرضه هو الواقع، لأن واقعنا بحد ذاته رصيد استراتيجي.

3️⃣ الصورة السياحية أداة من أدوات الدبلوماسية الاقتصادية
الدولة التي تزوّر تمثيلها تفقد مصداقيتها.
والدولة التي تُجمّل واقعها تفقد احترامها الدولي.
أما الدولة التي تستسلم للأوهام الرقمية، فتصبح تابعة، هشّة، وقابلة للتلاعب.
فالتحكم في السردية هو تحكم في المكانة داخل النظام الدولي.

4️⃣ الجزائر تدافع عن سيادة منسجمة مع دورها الإقليمي
في المغرب الكبير، وفي الساحل، وفي الحوض المتوسطي، وفي الجنوب العالمي، تمثّل الجزائر قوة توازن واستقرار وثبات.
لن ننساق وراء الصيحات المصطنعة،
ولن نتنكر لواقعنا لإرضاء منصات أو جماهير افتراضية.
سنُظهر حقيقتنا كما هي: بعمق، وبصدق، وبكرامة.
فالجزائر لا تُبنى على صور مُلفّقة، بل على عمقها التاريخي وسيادتها.

خلاصة
في عالم مشبع بالمُنتَج والمُصنَّع، يصبح الحفاظ على الصورة الحقيقية لبلدنا فعلا جيوسياسيا بامتياز. سنحمي صورتنا باعتبارها رصيدا استراتيجيا وطنيا، ونرفض كل انزلاق رقمي، ونؤكد حضورنا الدولي بقوة الأصالة.
الجزائر لا تحتاج إلى أن تُخترَع، بل إلى أن تُحترم… وستُحترم.

رابط دائم : https://dzair.cc/rj93 نسخ

اقرأ أيضًا