الجمعيات الخيرية مستقبل الجزائر للنهضة الاقتصادية و الفكرية بقلم/ الدكتور زين العابدين حامدي شريف

مروان الشيباني

الجمعيات الخيرية مستقبل الجزائر للنهضة الاقتصادية و الفكرية

بعد انتشار الوباء و استفحاله في معظم دول العالم ، كذا تعطيله لجميع المصالح و في جميع الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية و غيرها ، أثبت العمل التطوعي الخيري مكانته الرائدة و الهامة بالنسبة للدول و المجتمعات ، إذ كانت له الأهمية القصوى في مساندة الحكومات للخروج من الأزمة في كثير من مناطق العالم ، حيث ساهمت الجمعيات الخيرية في انفاق مبالغ ضخمة جدا لشراء المعدات الطبية ، كذا ساهمت بشكل كبير في نقل الوعي و الاحتكاك المباشر مع المواطن ، فكانت همزة وصل مهمة بين الحكومات و الشعوب .
و على غرار دول العالم المتضررة بالوباء، استنجدت الجزائر بالمنظمات و الجمعيات الخيرية و الإنسانية لدعم الدولة ماديا باعتبارها الواصل بين المحسن و القطاع العام ، فقامت بشراء و توفير كميات معتبرة من أجهزة التنفس الاصطناعي كذا الوسائل الطبية اللازمة لمجابهة المرض ، كما ساهمت الجمعيات بإنتاج عدد هائل من الكمامات التي وزعت على الناس و ذلك بالاستعانة بورشات خياطة جد بسيطة انتجت حديثا ، لتكون فكرة لمشروع انتاج مصغر يمكن أن يتطور مستقبلا.
تعددت أفكار المشاريع الشبابية الوقفية لتشمل ميادين عدة و كان معظمها تحت تأطير و تسيير الجمعيات ، فنجد ورشات الخياطة للكمامات و الألبسة الواقية ، صناعة أجهزة و أنفاق التعقيم ، صناعة المعدات الطبية البسيطة ، الصناعات الحديدية للأسرة و الوسائل الطبية و غيرها … و نجد أيضا عمليات تطوعية كبيرة كتعقيم الأحياء و المراكز و المستشفيات ، التشجير و استصلاح المساحات الخضراء ، دهن و طلاء الأحياء و العمارات ، الإطعام و تقديم الوجبات لعمال السلك الطبي و الأمني ، توزيع القفف على العائلات المتضررة كذا الحملات التوعوية عبر مكبرات الصوت في الأحياء و الشوارع الرئيسية و توزيع المطويات و الأوراق التحسيسية .
قد أثبتت الجمعيات الخيرية في الجزائر جدارتها و التزامها و مساندتها للدولة و الشعب ، و قد تحولت رؤيتها من رؤية سطحية إلى رؤية عميقية للعمل الخيري ، لذا قد حان الوقت لتجسيد مؤسسات خيرية وقفية ذات صلاحيات و شأن أكبر لتضيف إضافة كبيرة إلى عالم مؤسسات القطاع الثالث بالجزائر…

بقلم/ الدكتور زين العابدين حامدي

شارك المقال على :