أكّد الخبير القانوني في النزاعات الرياضية بوروبة حسين، أنّ كل النصوص القانونية تصب في صالح نادي اتحاد العاصمة في قضيته مع نادي نهضة بركان المغربي بسبب “مسرحية القميص” التي تمّ على إثرها إلغاء مواجهة ذهاب الدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وكشف بوروبة حسين لدى نزوله، ضيفا على برنامج “دزاير سبور” الذي يبث على قناة “دزاير توب” الإلكترونية، أنّ لوائح الاتحاديتين الدولية والإفريقية تصب في صالح ممثل الكرة الجزائرية الذي دافع عن سيادته الوطنية ضدّ تجاوزات المغربة التي قدموا إلى الجزائر بنية خبيثة.
واستهل عضو المحكمة الجزائرية لتسوية النزاعات الرياضية “التاس”، حديثه بقضية عدم دخول الحكم إلى أرضية الميدان لتدوين غياب المنافس، وأوضح “القوانين الحالية تغيرت، وحكم اللقاء سواء على المستوى الوطني أو الدولي، ليس ملزم بالنزول إلى أرضية الميدان لإعلان عدم إجراء المقابلة، حاليا هناك وثيقة رسمية تدون ويمضي عليها الحكم، تثبت كل واقعة حدثت على أرضية الميدان، وتدون الملاحظة بخصوص عدم إجراء اللقاء سواء بغياب الفريق أو رفضه النزول لأرضية الميدان، يتبع بتقرير تفصيلي إلى الهيئات المعنية”.
كما أضاف “في العادة يجب على الفريق أن يتقدم بالبدلة الرسمية، مثلا شاهدنا إتحاد العاصمة نزل لأرضية الميدان، لأنّ الهدف من المناداة هو التأكد من هوية اللاعبين، بينا الفرق الخصم رفض الدخول بالبدلة التي جهزّتها الفاف، وفقا للمادة الرابعة من قوانين الفيفا، وعليه في هذه الحالة مادام أنّ الخصم لم يرتد البدلة، فالحكم قام بالإجراءات مع اتحاد العاصمة فقط”.
“هذا ما دونّه الحكم على ورقة اللقاء”
وفي ردّه على سؤال بخصوص ما دونّه حكم مباراة اتحاد العاصمة ونهضة بركان، قال ذات المتحدث :” على الحكم سوى تدوين غياب الفريق أو رفضه اللعب، وتقديم التقرير إلى الهيئة المختصة هي التي تفصل في العقوبة، الحكم دوره إعداد تقرير وفقط، مثلما حدث في مباراة لشبيبة القبائل حينما لم يتنقل الفريق الإستوني لمواجهته، فالحكم دون غياب الفريق، وبعدها تدرس لجنة المنافسات إذا ما كانت الظروف قاهرة أم لا”، وواصل “الحكم يجب عليه التحلي بالدقة في الكلمات، لأني الغياب أمر والرفض أمر آخر، في كلتا الحالتين يتبعهما بتقرير مفصل بالإضافة إلى تقرير محافظ اللقاء ويرسله إلى الجهات المختصة”
“كل المنافسات ترضخ لقوانين الفيفا مهما كانت”
وفنّد بوروبة رئيس لجنة الانضباط في الرابطة الولائية لولاية تيبازة، الإشاعات التي يتم تداولها بخصوص أنّ كأس الكونفدرالية الإفريقية غير تابعة لـ “الفيفا” وبالتالي يمكن لـ “الكاف” سن قوانين خاصة بها وأبرز “مهما تكون المنافسة فإنها تخضع للإتحاد الدولية لكرة القدم، وخاصة قواعد اللعبة، حتى أنّ النزاع انطلق من المادة 4، الفقرة 5 التي تنص على أنّه وفي حال المشاركة في منافسة رسمية وحتى ودية، يجب تجنب الشعارات السياسية والدينية وغيرها، مادة صريحة تنص على أنّ البدلة تكون بطريقة قانونية”، وأردف “الأصل قانونيا هي الفيفا، ومجلس تشريع القوانين الذي تخضع له كل الاتحاديات، وكل منافسة تخضع للفيفا وقوانين سواء كانت معترف بها أم لا”، وتابع محدثنا: “من الجهة الثانية، قوانين اللعبة لا تتغير حتى ولو أراد الإتحاد الإفريقي تنظيم منافسة خاصة، فما بالك إذا كانت تمس بسيادة الدولية، فقوانين اللعبة تنص بشكل مباشر على احترام سيادة الدول”.
وكشف حسين بوروبة، أنّ الكاف قامت بتحويل ملف إتحاد العاصمة أمام نهضة بركان إلى لجنة المنافسات المخولة بدراسة مثل هذا النوع من القضايا، قائلا “اللجنة المختصة قانونيا في دراسة ملف اتحاد العاصمة هي لجنة المنافسة والتنظيم، لأن هناك هناك لجان عديدة من بينها الانضباط، لجنة الأخلاقيات، لكن لجنة المنافسة هي المسؤولية على مثل هذه القضايا”، وأضاف “تدرس الملف بوجود تقارير الرسميين، المراقبين والحكام، بالإضافة إلى الفرق، لأن كل فريق من حق أن يحتج”، قبل أن يواصل “الأمر الأول هو صدور القرار النهائي، ومن الممكن أن يكون اليوم أو حتى نهاية الأسبوع، المواد صريحة تتكلم عن البدلة من الحذاء إلى القميص ولا يجب أن تحتوي شعارات سياسية، عرقية دينية أو جنسية”، وأبدى بوروبة تفاؤله بأنّ يستيعد ممثل الكرة الجزائرية حقوقه، بما أنّه لا هناك فراغ قانوني والمادة 4 من لوائح الفيفا واضحة وحتى قوانين الكاف واضحة.
“نتمنى أن يكون قرار لجنة المنافسات في صالح الإتحاد”
وأوضح حسين بوروبة، أنّ إتحاد العاصمة سينتظر ردا من الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، قبل اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي “التاس” للدفاع عن حقوقه :”محكمة التحكيم تمنح 10 أيام لتقديم الطعن، وهناك فرق كبير بين الطعن والإرسالية، الطعن يكون بطريقة قانونية وفيه مصاريف بالعملة الصعبة إلى جانب عريضة توضيحية من جانب إتحاد العاصمة باللغة الأجنبية”، وأشار ذات المتحدث “الأمر الجيد بالنسبة لاتحاد العاصمة هو أنّ النصوص القانونية في صالحه، سواء على مستوى قوانين اللعبة الدولية أو الإتحاد الإفريقي، اللجنة التشريعية هي التي شرعت القوانين كما شرعت المخالفات والتسلل وغيرهما، كما أنّ هناك مادة مخصصة للبدلة”، وتابع “نتمنى أن يصدر القرار في صالح الاتحاد وإلا هناك طرق قانونية للدفاع عن حقوق الفريق”.
