فضحت الجامعة المغربية لكرة القدم، نفسها أمام الاتحادية الدولية لكرة القدم، بعدما تخلّت عن الخريطة الوهمية “صاغرة” خلال المباراة التي تجمع منتخبها النسوي أقل من 17 سنة، أمام نظيراتهن الجزائريات اليوم ، في إطار ذهاب الدور قبل الأخير لِتصفيات كأس العالم 2024، لِفئة أقلّ من 17 سنة.
ومثلما كان متوقعا، استظهر الطرف المغربي، خلال الاجتماع التقني الخاص بالمباراة قمصان المنتخب خالية من أية خريطة، خلافا لما حدث في مباراة الدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية الإفريقية بين اتحاد الجزائر ونادي نهضة بركان، تحت رعاية سامية من قبل الاتحادية الإفريقية التي منحت ترخيصا غير مستحق لاغتصاب أراضي الصحراء الغربية، رغم أنّها دولة قائمة بذاتها وفق ما تنص عليه لوائح الاتحاد الإفريقي. ويبدو أنّ لقجع كان يدرك جيّدا بأنّ الزج بالمغرب في معركة مع “الفيفا” ستكلّفه الكثير، فمباراة الأمس تدخل في إطار الدور ما قبل الأخير من تصفيات كأس العالم، ما يجعل من محاولة استغلال مسابقة الفيفا للدعاية المغرضة مغامرة قد تضرب المغرب رياضيا وسياسيا، على اعتبار أن الفيفا تتعامل بقوانينها ولا تخضع للسيطرة المغربية.
ازدواج موقف المغرب بشأن حقيقة حدوده تفضحه الرياضة، فالتواجد على طرفي نقيض بين مسابقة الكاف ومسابقة الفيفا يبرز للعالم نزعة المغرب الاستعمارية، وهي نزعة تروضها القوانين الدولية للرياضة وليس القارية، فيها تتلاشى آثار “التخدير” الذي يفعل بالمغرب فعلته في الحدود الإفريقية دون سواها. وجدير بالذكر، أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وإدارة اتحاد الجزائر، تقدموا بشكوى رسمية لدى محكمة التحكيم الرياضي” التاس” بمدينة لوزان السويسرية من أجل استعادة حقوق ممثل الكرة الجزائرية من جهة، وفضح السياسية التي تنتهجها هيئة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي من جهة أخرى، خاصة وأنّ أظهرت ولاءها المطلق لبوق نظام المخزن فوزي لقجع الذي أصبح الآمر الناهي، بل وقامت بالدوس على كل لوائح وقوانين الاتحادية الدولية “الفيفا” فيما يخص قميص الخريطة الوهمية، بعدما أيدّت ما قام به نادي نهضة بركان، وقامت بالمقابل بمعاقبة أشبال كارلوس غاريدو بإقصائهم من المربع الذهبي لكأس “الكاف”.
