يستعد المنتخب الوطني الجزائري للمشاركة في كأس أمم إفريقيا المقرر إجراؤها خلال الفترة الممتدة من 21 ديسمبر إلى 18 جانفي 2026 ، وعينه على استعادة هيبته الضائعة بعد النكستين الأخيرتين في كل من الكاميرون وكوت ديفوار على التوالي، حينما خرج أشبال المدرب جمال بلماضي آنذاك من الدور الأول. ويستهل “الخضر” مشاركتهم الـ 21 في المحفل الإفريقي، يوم الأربعاء المقبل بمواجهة السودان، في الجولة الافتتاحية قبل ملاقاة بوركينافاسو يوم الأحد، ثم غينيا الاستوائية في ختام دور المجموعات يوم 31 ديسمبر الجاري.
1968 .. أول مشاركة جزائرية في المنافسة الإفريقية
وشهدت مشاركات المنتخب الوطني في المنافسة الأغلى بإفريقيا مراحل متباينة بين إنجازات تاريخية تارة وإخفاقات مخيبة تارة أخرى، وكانت أول مشاركة له في النسخة السادسة من كأس أمم إفريقيا عام 1968 بإثيوبيا، وخرجوا حينها من الدور الأول في مجموعة ضمت كوت ديفوار وأوغندا وإثيوبيا، بتلقيهم خسارتين مقابل فوز وحيد، وغابت الجزائر بعدها عن كل دورات “الكان” (1970 – 1972 – 1974 – 1976 – 1978) لفشلهم في التأهل عبر التصفيات، إلى غاية نسخة نيجيريا 1980 التي بلغوا فيها النهائي لأول مرّة في تاريخهم.
الفترة الذهبيـــة لـ “الخضر” في كأس إفريقيا
ويمكن اعتبار الفترة من بداية الثمانينيات حتى عام 1990 بمثابة حقبة ذهبية للمنتخب الوطني في كأس أفريقيا ويرجع ذلك إلى المنتخب القوي الذي حظيت به الجزائر، بقيادة ماجر وبلومي وعصاد ومناد، الجيل الذي تأهل إلى نسختَي كأس العالم 1982 و1986، وحقق نتائج طيبة للغاية، بعدها أسهم بعض اللاعبين من هذا الجيل إلى جانب مجموعة من اللاعبين الشباب في صورة عبد الحكيم سرار والطاهر شريف الوزاني وموسى صايب وآخرين، في تتويج “الخضر” بلقب كأس أمم أفريقيا عام 1990 لأول مرة في تاريخه، تحت قيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي. في هذه الفترة -من بداية الثمانينيات إلى بداية التسعينيات- حصدت الجزائر جائزة أفضل منتخب أفريقي 5 مرّات.
نتائج متذبـــــــــــذبة لـ “المحاربيــــن”
وبعد إقصاء المنتخب الجزائري عن دورة 1994 لأسباب إدارة، عاد للمشاركة بانتظام إلى غاية الإقصاء من نسختي 2006 و2008، وعاد المحاربون بقوة في 2010 وبلغوا نصف النهائي، لكنهم غابوا مرة أخرى عام 2012. ومنذ 2013، لم ينقطع الخُضر عن المشاركة، وخاضوا ست دورات متتالية، وهم على موعد مع السابعة، غير أن الانتظام في الحضور لم يُترجم دائمًا إلى استقرار في النتائج، إذ خرج المنتخب من الدور الأول أربع مرات، مقابل تتويج واحد وبلوغ ربع النهائي عام 2015.
إنجاز تاريخي غير مسبوق في أرض “الفراعنة”
ورغم النتائج المتذبذبة لـ “محاربي الصحراء” منذ 2013، إلا أنّ الجزائر استعادت بريقها مجددا سنة 2019، بفضل جيل موهوب بقيادة رياض محرز ورفقائه الذين تمكنوا من تحقيق إنجاز غير مسبوق ودخول التاريخ من أوسع الأبواب، بالتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا لأول مرّة خارج الديار.
أسوأ مشاركة في تاريخ الجزائر
وغابت الاستمرارية عن نتائج المنتخب الوطني في النسختين المواليتين، حيث بصم على أسوأ مشاركة له عامي 2022 و2024 باحتلال المركز الرابع والعجز عن تحقيق أي فوز، إذ تأهلت منتخبات أخرى بثلاث نقاط بالنظام الجديد (24 منتخب)، لكن تشكيلة بلماضي عجزت عن تأكيد ما تحقق في مصر، لتغادر من الدور الأول في مناسبتين متتاليتين. وستكون النسخة الـ 35 من كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق اليوم الأحد، بمثابة رد الاعتبار للمنتخب الجزائري،بقيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش وتشكيلة مزيج بين الخبرة والشباب، على أمل استعادة اللقب الضائع وترصيع قميص “الخضر” بالنجمة الثالثة.
