الذهب يقتحم حاجز 3700 دولار للأونصة: ما وراء القفزة التاريخية؟

سجل الذهب قفزة غير مسبوقة في الأسواق العالمية، حيث تجاوز لأول مرة في تاريخه عتبة 3700 دولار للأونصة، ليؤكد مجدداً مكانته كأهم ملاذ آمن في فترات الاضطراب الاقتصادي والسياسي. هذه القفزة لم تأتِ من فراغ، بل تعكس مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت الطلب على المعدن النفيس.

العوامل الاقتصادية وراء الارتفاع

يرتبط الارتفاع الأخير للذهب بتوقعات قوية بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة، ما يقلل من جاذبية السندات والدولار لصالح الذهب. كما ساهم التراجع الملحوظ في قيمة العملة الأمريكية في جعل المعدن الأصفر أكثر إغراءً للمستثمرين حول العالم، خصوصاً لحائزي العملات الأخرى.

الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات

إلى جانب العوامل المالية، لعبت الأزمات الجيوسياسية المستمرة دوراً محورياً في دفع المستثمرين نحو الذهب كخيار آمن يحافظ على قيمته. ومع تفاقم الصراعات الدولية وعدم اليقين في الأسواق، بات المعدن الأصفر يُنظر إليه على أنه درع يحمي الثروات من تقلبات السياسة والاقتصاد.

توقعات بمزيد من الارتفاع

يرى خبراء السوق أن ما تحقق حتى الآن قد يكون مجرد بداية لمسار تصاعدي جديد. فالتوقعات تشير إلى إمكانية اقتراب الذهب من 3800 دولار للأونصة في الأشهر المقبلة، خاصة في ظل استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية وتزايد الإقبال الاستثماري على المعدن.

القفزة التاريخية لسعر الذهب فوق 3700 دولار للأونصة تمثل نقطة تحول في مسار أسواق المعادن الثمينة، وتعيد إلى الواجهة النقاش حول الدور المحوري لهذا المعدن في موازين الاقتصاد العالمي. وبينما يترقب المستثمرون الخطوات المقبلة للبنوك المركزية، يبقى الذهب عنواناً للأمان وقيمة صامدة في مواجهة كل الأزمات.