الخميس 15 ماي 2025

الرئيس المدير العام لمؤسسة الدراسات الاقتصادية وتطوير الاستثمارات لـ “دزاير توب”: الاقتصاد الجزائري يدخل مرحلة الإقلاع الحقيقي

نُشر في:
بقلم: ربيعة خطاب
الرئيس المدير العام لمؤسسة الدراسات الاقتصادية وتطوير الاستثمارات لـ “دزاير توب”: الاقتصاد الجزائري يدخل مرحلة الإقلاع الحقيقي

أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة الدراسات الاقتصادية وتطوير الاستثمارات، هشام سعيدي، في تصريح خاص لـ”دزاير توب”، أن الاقتصاد الوطني الجزائري يشهد تحولات هيكلية عميقة، نقلته من وضعية الانكماش إلى مسار الإنعاش، وهو اليوم على أعتاب إقلاع اقتصادي حقيقي، مدفوع بإصلاحات استراتيجية أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منذ سنة 2020.

مؤشرات الناتج الداخلي تسجّل تطورًا لافتًا

وأشار سعيدي إلى أن الناتج الداخلي الخام عرف ارتفاعًا ملحوظًا، إذ انتقل من 195 مليار دولار سنة 2021 إلى 266 مليار دولار سنة 2024، مع توقعات ببلوغه 400 مليار دولار مع نهاية سنة 2026، معتبرًا أن هذا الهدف “واقعي وممكن التحقيق بفضل الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية والإصلاحات الكبرى المعتمدة”.

العهدة الأولى مرحلة تأسيس… والثانية لجني الثمار

وفي تقييمه لأداء الاقتصاد الوطني، أوضح سعيدي أن العهدة الأولى للرئيس تبون كانت مرحلة تأسيس وإرساء قواعد التحول الاقتصادي، في حين ستكون العهدة الثانية عهدة جني الثمار وتحقيق الأهداف التنموية، من خلال تنفيذ التزامات الرئيس الـ54، والتي تُترجم ميدانيًا عبر مشاريع استراتيجية قيد الإنجاز.

الجزائر تتجه لتثبيت مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية

وشدّد محدثنا على أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في ترسيخ مكانة الجزائر كقوة اقتصادية ناشئة في إفريقيا والعالم العربي، بفضل تنويع مصادر النمو وتعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.

الناتج الداخلي الخام يعكس تعافي الاقتصاد بعد الجائحة

وفي سياق متصل، لفت سعيدي إلى أن الناتج الداخلي الخام أصبح يمثل مؤشرًا دقيقًا لقياس حجم الاقتصاد ومستوى معيشة المواطن، مبرزًا أن استعادته لعافيته بعد أزمة كوفيد-19 دليل على فعالية الخطة الاقتصادية المنتهجة، خصوصًا في دعم الإنتاج الوطني، محاربة البيروقراطية، ورفع العراقيل عن الاستثمار.

نموذج اقتصادي جديد يرتكز على المعرفة والمؤسسات الناشئة

وفي حديثه عن استراتيجية تنويع الاقتصاد، أكد سعيدي أن الجزائر تخطو بثبات نحو الخروج من التبعية للمحروقات، عبر ترسيخ نموذج اقتصادي جديد يركز على اقتصاد المعرفة، دعم المؤسسات الناشئة، وتحفيز الصناعات التحويلية، موضحًا أن عدد المؤسسات المكونة للنسيج الاقتصادي بلغ 186 ألف مؤسسة، منها 400 مؤسسة عمومية كبرى.

مشاريع هيكلية كبرى لتعزيز السيادة الاقتصادية

وسلط المتحدث الضوء على ما وصفه بـ”المشاريع السيادية الكبرى”، مثل مشروع غارا جبيلات، منجم الزنك والرصاص، مشاريع الفوسفات، وتوسيع شبكة السكك الحديدية، معتبرًا إياها أدوات فعالة لتحقيق السيادة الاقتصادية وتقليص التبعية للخارج.

الفلاحة تتحول إلى دعامة أساسية في المنظومة الدفاعية الاقتصادية

كما أكد سعيدي أن القطاع الفلاحي أصبح يشكل ركيزة أساسية ضمن المنظومة الدفاعية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مساهمته في الناتج الداخلي الخام بلغت 13%، بما يفوق 35 مليار دولار، إلى جانب خلقه لـ2.6 مليون منصب شغل، مدعومًا بشراكات نوعية مع شركات عالمية في مجال التكنولوجيا الزراعية.

معركة اقتصادية تقودها الإرادة السياسية نحو آفاق 2026

واختتم هشام سعيدي تصريحه بالتأكيد على أن “المعركة الاقتصادية التي تخوضها الجزائر بقيادة الرئيس تبون، تعتمد على الإرادة السياسية، وحكامة التسيير، واستثمار المقدرات الوطنية”، معربًا عن ثقته في قدرة البلاد على تحقيق الأهداف المسطّرة في أفق 2026 بكل واقعية ونجاعة.

ربيعة خطاب

رابط دائم : https://dzair.cc/epfr نسخ