الرياضة الجزائرية في مواجهة الإستعمار… أمجاد وبطولات

أيوب بن مومن

لم يترك الجزائريون إبان حقبة الإستعمار الفرنسي ميدانا إلا وشغلوه من أجل تحرير هذا الوطن، وكان للرياضيين الجزائريين نصيب من البطولات والتضحيات الجسام التي قاموا بها

وتعد ألعاب القوى الرياضة الأولى التي اقتحمها الجزائريون، وفي هذا الجانب، فقد توج محمد المامن أربيدي بطلا لفرنسا في العام 1922 وبطل العالم في 1923، كما احتل المرتبة السادسة في الألعاب الدولية عام 1924، ما فسح المجال لرجل نحيف وصغير القامة من مواليد أولاد جلال لصنع التميز، وهو الوافي بوقرة (خريج نادي العاب القوى في الشركة العامة بباريس) الذي توج بلقب بطل العالم في الماراطون، وبعد سنة واحدة فقط من بداياته في هذا الاختصاص، ما جعل مشاركته في الألعاب الأولمبية أمرا بديهيا، وقد هيمن بوقرة الوافي بين 1924 و1928 على المسافات الفرنسية بشكل لافت، بدليل أنه صنع التميز في 11 أوت 1928، حين أحدث مفاجأة مدوية في ملعب أمستردام، بعدما تفوق على المرشح الشيلي مانوال بلازا، ونال الميدالية الذهبية الأولمبية للجزائر المستعمرة

حمود عامر ، بداري ، بومعزة وعميروش خلدوا بصماتهم

من جانب آخر، فقد برز عديد الرياضيين الجزائريين في عهد الاستعمار الفرنسي، مثل حمود عامر الذي نال ذهبية سباق 10 آلاف متر بلندن، كما حقق علي براكشي الرقم القياسي في القفز الطويل بـ7.91 متر الذي دام 26 سنة، أما الفتى بداري فقد كان بطل فرنسا في العدو لعام 1927 و1929، واحتل المراتب الثانية والثالثة والعاشرة في العدو الريفي نهاية العشرينيات، وكذلك باتريك المبروك الذي يعد رائد المسافات المتوسطة، حيث حل خامسا في أولمبياد هلسنكي 1952 ونال فضية البطولة العالمية عام 1950 وذهبية العاب البحر المتوسط بالإسكندرية عام 1951، كما توج بتسعة ألقاب كبطل فرنسا في المسافتين، ويمكن أيضا ذكر بومعزة وعميروش، ووحش المضامير علي ميمون عكاشة الذي كان بطل فرنسا 5 مرات في مسافة 800 متر ونال 5 ألقاب في مسافة 1500 متر، وخمسة أخرى في سباق 5 آلاف متر و10 آلاف متر، وحقق 6 انتصارات

في العدو الريفي، أما دوليا فقد فاز مرتين في العدو الدولي 49 و51 وفضيتان في أولمبياد هلسنكي في سباقي 5 آلاف و10 آلاف متر عام 1952، أما في الرياضات الأخرى فيمكن ذكر الملاكم شريف حامية بطل أوروبا لوزن الريشة وعبد القادر زعاف الذي كان أحد أفضل الدراجين الجزائريين رفقة أحمد قبايلي

منتخب الأفلان.. رمز الفداء والتضحيات

من جهة أخرى ، صنع منتخب جبهة التحرير الوطني لكرة القدم التميز، مباشرة بعد تأسيسه ربيع العام 1958، وتشكل من نجوم كروية تخلت عن مكاسب مغرية وفضلت تلبية نداء الوطن، على غرار مخلوفي وزيتوني وكرمالي ولعريبي وعمارة والقائمة طويلة، ما جعل هذا الفريق يحول الجلد المنفوخ إلى أداة هامة وحاسمة في خدمة الثورة، حدث ذلك بعدما طاف 32 لاعبا جزائريا العالم من 1958 إلى 1962، باسم جبهة التحرير الوطني، للتعريف بقضية الشعب الجزائر المكافح من أجل استقلاله، أما صاحب فكرة تأسيس الفريق فهو محمد بومزراق، فيما يعد المسؤول السياسي محمد علام ومسؤول العتاد سلامي زامري

وقد أجرت عناصر الفريق جولات حطت فيها الرحال بعدة دول أوروبية وإفريقية وآسيوية شرق أوسطية ما بين سنوات 1958 و1962، وقد حقق فيها 43 انتصارا و9 تعادلات ومني بـ5 هزائم فقط، وسجل خلالها فريق الأفلان 244 هدف وتلقى فيها 67 هدفا فقط (فارق الأهداف +177)، وقد لعب رفقاء الهداف رشيد مخلوفي مباريات كبيرة ضد منتخبات معروفة، مثل التشكيلات الوطنية للاتحاد السوفياتي (4 مقابلات) ويوغسلافيا (5 مقابلات) وتشيكوسلوفاكيا (4 مقابلات) ورومانيا (4

مقابلات) والمجر (4 مقابلات) وبلغاريا (6 مقابلات) والصين (5 مقابلات) والفيتنام (4 مقابلات) والمغرب (7 مقابلات) وتونس (4 مقابلات) وليبيا (مقابلتان) والعراق (6 مقابلات) والأردن (3 مقابلات) وغيرها. وفي هذا الجانب، فقد فاز فريق الأفلان بنتائج عريضة، أبرزها أمام يوغسلافيا (6-1) والمجر (5-2) وتشيكوسلوفاكيا (4-1) والصين (4-0) وتونس (9-0) والأردن (11-0) والعراق (11-0) والفيتنام (11-0)، فيما انهزم في مناسبات قليلة، على غرار ما حدث أمام بلغاريا (4-3) ويوغوسلافيا (2-0) وتشكيلة روستوف من الاتحاد السوفياتي ( 2-1)، وهي نتائج تعكس قوة فريق الأفلان من جهة ودوره الفعال في رفع الراية الوطنية عاليا وعالميا من بوابة رياضة كرة القدم

شارك المقال على :