الأحد 15 جوان 2025

“الشرق الأوسط على كف عفريت” اشتباك إيراني-إسرائيلي يغيّر قواعد اللعبة .. بقلم الصحفي كمال علاق

نُشر في:
بقلم: كمال علاق
“الشرق الأوسط على كف عفريت” اشتباك إيراني-إسرائيلي يغيّر قواعد اللعبة ..  بقلم الصحفي كمال علاق

دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة من التوتر والانفجار، بعد أن تجاوز الصراع بين إيران والكيان الصهيوني خطوطه التقليدية غير المعلنة، لينتقل إلى مواجهة عسكرية مباشرة، تُنذر بحرب إقليمية شاملة قد تعصف باستقرار المنطقة برمّتها.

تحوّل مفصلي في الصراع :

شكل الرد الإيراني على العدوان الصهيوني الأخير نقطة تحوّل نوعي في قواعد الاشتباك، بعدما طالت الضربات الإيرانية قلب تل أبيب في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مشاهد غير مسبوقة من الدمار والخوف.

وردًا على هذا التصعيد، هرع الكيان الصهيوني إلى طلب الدعم من الولايات المتحدة عبر قنوات الوساطة، في وقت تتكثف فيه المساعي الدولية لتفادي تدحرج الموقف نحو مواجهة شاملة.

ساعة الصفر : غارات فجر الجمعة و بداية الانفجار

في فجر الجمعة، شنّ الطيران الحربي الصهيوني سلسلة غارات على العاصمة الإيرانية طهران ومواقع استراتيجية في مدينة نطنز، حيث المنشأة النووية الرئيسية.

وأسفرت الهجمات عن دمار كبير وسقوط أكثر من 50 جريحًا، بينهم نساء وأطفال.

وأكدت وكالة “إرنا” الرسمية مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، من بينهم اللواء محمد باقري وحسين سلامي.

هذا التطور دفع طهران إلى إغلاق مجالها الجوي بالكامل، مع تحميل “إسرائيل” المسؤولية الكاملة عن هذا “العدوان السافر”، والتعهد برد قوي وحاسم.

الرد الإيراني: صواريخ في قلب تل أبيب

لم تنتظر إيران كثيرًا، إذ أعلنت عن إطلاق أكثر من 150 صاروخاً باليستياً باتجاه الأراضي المحتلة، في ما وصفته برد “ساحق”.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بوقوع قتلى وجرحى، إضافة إلى حرائق في سبع مناطق، سيما محيط مقر وزارة الدفاع في تل أبيب.

هذا الرد المباشر، الذي جاء لأول مرة من الأراضي الإيرانية باتجاه أهداف “إسرائيلية”، يمثل كسرًا لقواعد الاشتباك غير المعلنة التي سادت لسنوات، ويُدخل المنطقة في طور جديد من المخاطر.

تحالفات تتقاطع وخطوط حمراء تشتعل :

العوامل المؤدية إلى احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة متعددة، أبرزها التحالفات المتضادة: دعم غربي وأمريكي غير مشروط لـ”إسرائيل”، يقابله تقارب استراتيجي بين طهران وروسيا والصين، إلى جانب “محور المقاومة” النشط في لبنان، سوريا، العراق واليمن.

غياب الوساطة الدولية الفاعلة، وانسداد أفق التفاهم بشأن الملف النووي الإيراني، يزيدان من احتمالات التصعيد، رغم أن كلفة الحرب الباهظة تشكل عامل ردع لجميع الأطراف، خاصة في ظل انشغال الولايات المتحدة بجبهات أخرى، على رأسها الصين وأوكرانيا.

مستقبل غامض.. واحتمالات مفتوحة على كل الأصعدة :

السيناريو الأقرب هو استمرار الاشتباكات المحدودة على طريقة “الردع المتبادل”، دون انزلاق إلى حرب شاملة.

لكن خطر توسع المواجهة إلى لبنان أو العراق أو حتى البحر الأحمر يبقى واردًا، وقد يتحقق في أي لحظة إذا وقعت حادثة تخرج عن السيطرة.

المنطقة اليوم تقف على حافة الانفجار، والمشهد بات أكثر تعقيدًا وتشابكًا من أي وقت مضى، فهل يمكن للدبلوماسية أن تستعيد زمام المبادرة، أم أن الشرق الأوسط بات فعلاً على كف عفريت؟.

رابط دائم : https://dzair.cc/aaoi نسخ