12 أغسطس، 2025
ANEP الثلاثاء 12 أوت 2025

الصحافة الإلكترونية الجزائرية في عهد الرئيس تبون تشهد عصرها الذهبي وتبشّر بمستقبل إعلامي واعد

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
الصحافة الإلكترونية الجزائرية في عهد الرئيس تبون تشهد عصرها الذهبي وتبشّر بمستقبل إعلامي واعد

بعد معاناة كبيرة للصحافة الإلكترونية في العهد البائد من مشكلة وجودية رغم الانفجار الهائل الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي، والثورة الرّقمية الرهيبة التي حدثت في الوسائط السمعية البصرية، سرعان ما ظهرت علاقة منطقية وطبيعية بين الصحافة الإلكترونية الجزائرية، بوصفها إحدى أهم تقنيات الإعلام الجديد، وبين هذا التطور الهائل الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، نجم عنها استحداث صفحات لمنصات إخبارية على تلك المواقع، بغية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، كما سمحت الصحافة الإلكترونية بمستوى غير مسبوق من التفاعل، يبدأ بمجرد البحث في مجموعة النصوص والاختيار فيما بينها، وقد ينتهي بإمكانية توجيه الأسئلة المباشرة والفورية للصّحفي.

الرئيس تبون والصحافة الإلكترونية.. لقاء مع القدر بين رؤية ثاقبة وشباب رقميّ طموح

لقد تفطّن الرئيس تبّون مبكرا وقبل وصوله إلى سدّة الحكم في الجزائر، للطاقة الإعلامية الرّهيبة التي أنتجها الانفجار الرقمي وما يتيحه ذلك من إمكانية للارتقاء بقطاع الإعلام وتطوير أساليب الاتصال في الجزائر الجديدة، إلى القدر الذي أصرّ فيه على إدراج ذلك ضمن برنامجه الرئاسي خلال حملته الانتخابية، حينما كان مرشّحا لرئاسة الجمهورية، موجّها خطابه ووعوده إلى الإعلاميين الشباب.

ومنذ استلامه للسلطة سطّر رئيس الجمهورية خطة لوضع الصحافة الرقمية في قلب إصلاحات مسّت قطاع الإعلام بشكل عامّ، أخذت ملامحها بعد ذلك تتضح بداية بتعديل الترسانة القانونية وإخراجها من ممارسات الماضي البائس من أجل تحديثها وتحيينها، الأمر الذي نتج عنه قانون عضويّ للإعلام مثّل إضافة هامّة في سياسة الاتصال الوطني كان الهدف الأساسيّ منها تعزيز حقوق الإعلاميين ورسم آفاق جديدة لرسالة الصحافة في ظل الرقمنة وما يرافقها من حملات خارجية شعواء تستهدف الجزائر بشكل خطير وممنهج، تصدّى لها شباب الصحافة الإلكترونيّة بشكل خاص.

مكانة جديدة للصحافة الإلكترونية تفرض تعديلات جذرية وإعادة ترتيب بيت الإعلام الجزائري

من جانب آخر، تمكنت الجزائر الجديدة من سدّ فجوة الإعلام الكبرى التي تسببت فيها سياسات المنظومة السابقة المتجاهلة لتبعات وأهمية الثورة الرقمية في قطاع الاتصال والصحافة وتأثيرها في الجمهور وخاصة الشباب على وجه التحديد، وقد تجلى هذا الاهتمام في ما جاء به التعديل الدستوري لسنة 2020 الذي أكّد على ترقية حرية الإعلام وضرورة ضبطها حتى لا تخرج عن إطارها القانوني، مع تقديم ضمانات حقيقية تتيح ممارسة هذه الحرية، إضافة إلى قيامه بملء الفراغ القانوني الذي تميّزت به حرية الإعلام عبر الأنترنت من خلال المرسوم التنفيذي 20-232، مستحدثا بذلك أرضية قانونية جديدة للإعلام الإلكتروني.

وعلى ضوء المبادئ الأساسية المنصوص عليها في دستور 2020 تمّ الشروع في إعداد قانون عضوي للإعلام يستجيب لتطلعات المواطن ويلبي حاجة القطاع في تنظيم المهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات مهام الخدمة العمومية والصالح العام، كما أنّه يترجم رغبة السلطات العمومية في مواكبة التغيرات الناجمة عن التطور التكنولوجي، وكذلك يتماشى والمقاييس الدولية، إلى جانب أنّه يساهم في تعزيز حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية وبروز صحافة متجذرة في الواقع الوطني؛ واعية بالرهانات وملتزمة بالآداب وأخلاقيات المهنة.

إدراج الصحافة الإلكترونية كآلية جديدة لإشهار الصفقات العمومية: قرار مهمّ لرئيس الجمهورية

مثّلأ قرار الرئيس تبون, خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد 28 ماي 2023، بإدراج الصحافة الإلكترونية المعتمدة كآلية جديدة لإشهار الصفقات العمومية, خطوة مهمّة في “تعزيز معايير الشفافية ومحاربة الفساد والرشوة والتلاعبات في توزيع هذه الصفقات, الشيء الذي يضمن الحوكمة في تسيير المال العام”، وفق ما أكّده الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين.

لقد شكل هذا القرار متنفسا ماليا للصحافة الإلكترونية، حيث أنّه يمنحها حيزا أوسع للتكفل الأفضل باحتياجاتها اللوجستية والمادية مع تحسين ظروف منتسبيها، كما أنّ من شأ ن ذلك أن ينعكس إيجابا على جودة مضامينها الإعلامية وعلى مساهمتها في تقديم الصورة الحقيقية عن الجزائر ومواجهة التكالب الإعلامي الذي تتعرض له، إضافة لكونه يعكس الإرادة السياسية القوية لرئيس الجمهورية في التكفل بانشغالات مهنيي قطاع الإعلام وخاصة العاملين في مجال الصحافة الإلكترونية.

وبالفعل فقد أسهم الإجراء الذي أقرّه الرئيس تبون أيّما إسهام في حماية الصحافة الالكترونية الجزائرية عبر التمويل العمومي باستفادتها من الإشهار العمومي للصفقات العمومية، حيث كان بمثابة ضمانة قوية لإحاطة الإعلام بوسائل قانونية شفافة للتمويل وحماية المصالح الوطنية، إلى جانب قراره تنظيم ووضع حيز الخدمة لصندوق دعم الصحافة الذي سيكون دعما إضافيا للعمل الجبار الذي تقوم به الصحافة الوطنية في مواجهة التضليل والحرب الإعلامية الالكترونية التي دمرت بلدانا وشعوبا في السنوات الأخيرة.

مديرية الاتصال لرئاسة الجمهورية ووزارة الاتصال.. دعامتان أساسيتان لتحديث الإعلام الرقمي

لعبت مديرية الاتصال لرئاسة الجمهورية دورا محوريا في ترقية مكانة الصحافة الإلكترونية وتطوير أدائها، ما سمح لها بتحقيق طفرة هائلة شكّلت تحوّلا حقيقيا أسهم بشكل بارز في توسيع المشهد الإعلامي الجزائري، من خلال ضمانها لتغطية أكثر تنوعًا وشمولاً للأحداث في الجزائر، حيث يعود الفضل في ذلك وبصورة حاسمة إلى الموقع الاستراتيجي لها كأداة وصل بين أهمّ مؤسسة في الدولة الجزائرية؛ رئاسة الجمهورية، وبين وسائل الإعلام، وخاصة الصحافة الرقمية المنفتحة أكثر من غيرها على الشعب الجزائري بمختلف فئاته وشرائحه.

ومن هذا المنطلق، كانت أبواب المديرية مفتوحة على مصراعيها وباستمرار أمام وسائل الإعلام الوطنية والخاصة الجزائرية، وبالأخص بالنسبة لـ “دزاير توب” التي كانت بمثابة المرافق الدائم لها إلى جانب وزارة الاتصال، ممّا عزز روح التعاون والتفاهم المتبادل، كما ساهم نهجهما التواصلي هذا في إنشاء علاقة قوية ومتناغمة مع وسائل الإعلام، مكّن من تحقيق تأثير واسع وتفاعل إيجابي، خاصة في ما يتعلّق بالدفاع عن مصالح الجزائر وحماية مكتسبات الدولة الجزائرية وتوعية الشعب الجزائري بأهمّية الوقوف في جبهة واحدة من أجل التصدي للمخاطر المحدقة بالوطن وإفشال المخططات العدائية التي تستهدف أمنه واستقراره.

“دزاير توب” في قلب المعترك.. فريق إعلامي رقمي شّاب يدافع عن الوطن ويقدّم خدمة عموميّة

لقد واكب مجمّع “دزاير توب” كلّ هذه التحوّلات كونه من بين أبرز المؤسّسات الإعلامية غير التّقليدية، عبر قناته الرقمية الأولى في الجزائر، وموقعه الإخباري الذي أصرّت إدارته على نشر الأخبار المتنوعة والتحليلات الثرية فيه بلغاتٍ متعددة، فبالإضافة إلى العربية والفرنسية جاءت النسخة الإنجليزية لتتماشى مع إرادة رئيس الجمهورية في تعزيز استخدام اللغة الإنجليزية بوصفها لغة العصر والعلم والتقنيات الحديثة.

وفي خضم الحرب الإعلامية الضروس التي تشنّها مواقع ومنصات معادية للجزائر، برزت “دزاير توب” عبر إسهامها الكبير، من خلال طاقمها الشّاب والطموح المكون من 40 عاملا، في بناء قاعدة صلبة لصحافة رقمية جزائرية واعدة، تكون سلاحا إعلاميا للدفاع عن الوطن ومؤسّسات الجمهورية من مخاطر الحملات الدعائية المغرضة والاختراقات، التي تسعى من خلالها أطراف ودول معادية للنيل من بلاد الشهداء ولإخضاعها لأجندات مدمّرة.

واستطاعت دزاير توب أن تبرز كأهم منصة إعلامية رقمية، حيث أثبتت جدارتها واستحقاقها بافتكاكها لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف، وجائزة الريادة الإعلامية وجائزة هلال التلفزيون، نظير ما تقدمه من إسهامات كبيرة في إثراء المشهد الإعلامي الجزائري.

وقد تحقق هذا الإنجاز الناصع بفضل ما صلت إليه “دزاير توب” مع جمهورها الوفي، حيث أن موقعها بنسخه الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية يحقق يوميا نسب قراءة عالية يعكسها زيارة أكثر من 100 ألف زائر له، إلى جانب صفحاتها المليونية حيث يشترك في صفحتها الكبرى على الفيسبوك 5.7 مليون متابع، إلى جانب نصف مليون متابع على اليوتيوب.

رابط دائم : https://dzair.cc/qpun نسخ