الأربعاء 16 جويلية 2025

القصة الكاملة لتصاعد “العنصرية” ضد مغاربة إسبانيا وجمعيات حقوقية ونقابات محلية في مورسيا تدق ناقوس الخطر

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
القصة الكاملة لتصاعد “العنصرية” ضد مغاربة إسبانيا وجمعيات حقوقية ونقابات محلية في مورسيا تدق ناقوس الخطر

تشهد بلدة طوري باتشيكو بإقليم مورسيا الإسباني أجواء مشحونة بالتوتر في أعقاب سلسلة أحداث أثارت جدلًا واسعًا حول العلاقة بين المهاجرين والسكان المحليين. هذه التطورات جاءت مع تصاعد نشاط أحزاب اليمين المتطرف، التي استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لنشر تصريحات وخطابات تسلّط الضوء على وجود المهاجرين بشكل سلبي، وتحمّلهم مسؤولية ما وصفته بـ”الاختلالات الأمنية”، مما زاد من حدة التوتر في الشارع الإسباني.

القضية بدأت في 9 يوليو 2025، عندما تعرض رجل إسباني مسن، يبلغ من العمر 68 عامًا، لاعتداء من قبل ثلاثة شبان في البلدة المذكورة. وبحسب صحيفة “إل دياريو” الإسبانية، هاجمه المعتدون بالضرب وصوّروا الاعتداء، وهو ما اعتبرته التحقيقات الأولية على الأرجح جزءًا من “تحدٍ تداولي عبر منصات التواصل الاجتماعي”. نقل الرجل إلى المستشفى مصابًا بجروح في الرأس والوجه، وفقًا لتصريحات الشرطة.

انتشار الفيديو الذي وثّق الواقعة تسبب في غضب عارم بين المواطنين. هذا الغضب تحول سريعًا إلى حملة تحريض على الجالية المغربية عبر حسابات ومنشورات مرتبطة بأقصى اليمين، حسب ما أفاد موقع “أوكي دياريو” الإسباني. دعوات لـ”الثأر للمسن” اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، ومعها خرجت مجموعات غاضبة إلى شوارع البلدة، مُستهدفة المهاجرين ومتاجرهم، متهمة إياهم بـ”غزو الأحياء الإسبانية”، مما اضطر العديد من أصحاب المحلات إلى إغلاقها خوفًا من الهجمات.

استجابة لتصاعد الأحداث، انتشرت تعزيزات أمنية مكثفة من قبل قوات الحرس المدني الإسباني في البلدة. ووفقًا لما نشرته صحيفة “لابرِداد دي مورسيا”، أعلنت الشرطة أنها أوقفت 13 شخصًا بحلول مساء 11 يوليو، بينهم المشتبه به الرئيسي في حادثة الاعتداء، بالإضافة إلى السكان المحليين المتورطين في أعمال العنف والتحريض. كما فتحت السلطات ملفات جنائية ضد المعتقلين، وقدّم البعض منهم للنيابة بتهمة الكراهية والتمييز العنصري.

من جانب آخر، ذكرت صحيفة “20 مينوتوس” الإسبانية أن النيابة العامة فتحت تحقيقات واسعة النطاق تتناول المنشورات التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأفادت التحقيقات بأن بعض أعضاء حزب “فوكس” اليميني نشروا محتوى تحريضيًا ضد الجالية المغربية وحملوها مسؤولية الجريمة بشكل جماعي. ولم تستبعد النيابة تصنيف هذه المنشورات ضمن إطار “جرائم الكراهية المنظمة”.

النيابة العليا في إقليم مورسيا، عبر فرعها في قرطجنة، بدأت تحقيقًا أوليًا حول تصريحات منسوبة لرئيس حزب “فوكس” المحلي متعلقة بالأحداث. يأتي هذا الإجراء بناءً على شكاوى تقدمت بها أحزاب مثل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، اليسار الموحد، وحزب بوديموس. وجرت الإشارة إلى أن مندوب جرائم الكراهية يتولى متابعة تفاصيل الملف.

وفي إطار التدابير الأمنية والقضائية، أوقف الحرس المدني مساء الاثنين رجلاً يشتبه في قيادته لمجموعة على تطبيق تيليغرام تحمل اسم “اطردوهم الآن”، يُعتقد أنها حثّت على الهجوم ضد مهاجرين في المنطقة.

من جهتها، عبّرت جمعيات حقوق الإنسان والنقابات المحلية عن قلقها البالغ من تنامي العنف ذي الطابع العرقي في الإقليم، وفق ما نقلته إذاعة “كادينا سير” الإسبانية. ودعت إلى ضبط النفس ورفض خطابات التعميم التي تستهدف الجالية المغربية والتي أكدت أنها جزء لا يتجزأ من المجتمع المحلي منذ عقود. وطالبت الجمعيات السلطات بتوفير الحماية الكاملة لحقوق المهاجرين دون استثناء أو تمييز.

رابط دائم : https://dzair.cc/vo86 نسخ