الكرة الجزائرية: معركة شرف تُخاض بقلب الشعب / بقلم: علي حمد المري

في الجزائر، لا تُمارس كرة القدم للترفيه فقط، بل تُمارس بروح مقاتل يحمل في عروقه ذاكرة الثورة، وفي قلبه شوق إلى الانتصار. إنها ليست مجرد رياضة، بل هوية، ومقاومة، وتاريخ حيّ يركض على العشب، ويسجل أهدافًا في وجه التحديات.

في عام 2025، لا تزال الكرة الجزائرية تدهش المتابعين، لا بثراء ملاعبها، بل بثراء روحها. هي كرة تنبض بالعزة، وتلعب بكرامة، وتُشعل مدرجات الملاعب بقلوب جماهير تعيش كل مباراة وكأنها نزال من أجل الوطن. من فرق الأحياء الشعبية إلى نجوم المنتخب الوطني، الجميع يلعب من أجل اسم واحد: الجزائر.

اللاعب الجزائري لا يركض فقط خلف الكرة، بل يركض خلف الكرامة. يدخل أرض الملعب وكأنه يدخل معركة لا مجال فيها للتراجع. يتقدم، يسقط، ينهض، لكنه لا يتنازل أبدًا. وهذه الروح القتالية ليست مصطنعة، بل متجذّرة في وجدان الشعب، من زمن الشهداء حتى زمن النجوم.

وما يُبهرك في الكرة الجزائرية أنها تخرج من رحم البساطة، من الأزقة والملاعب الرملية، لكنها تصنع رجالًا يلعبون في أكبر الدوريات ويتركون أثرًا لا يُنسى. إنها قصة أمة تحوّل الشغف إلى إنجاز، والعشق إلى انتصار.

في الجزائر، الكرة ليست لعبة… بل عهد، وقسم، ورسالة. ومن يشاهد لاعبًا جزائريًا يضع يده على قلبه وهو ينشد النشيد الوطني، يفهم أن كل لمسة على الكرة هي جزء من حب هذا الوطن.