×
Publicité ANEP
ANEP PN2500006
11 أغسطس، 2025
ANEP الاثنين 11 أوت 2025
Publicité Djezzy
ANEP PN2500006

الكلمة الأخيرة قبل أن يصمت الميكروفون .. بقلم الصحفي كمال علاق

نُشر في:
بقلم: كمال علاق
الكلمة الأخيرة قبل أن يصمت الميكروفون .. بقلم الصحفي كمال علاق

في جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود للاحتلال الصهيوني، استشهد الصحفي مراسل قناة الجزيرة من قطاع غزة في فلسطين أنس الشريف إثر قصف مباشر استهدفه رفقة ثلة من زملائه، وهم في خيمتهم، ليلتحق بقافلة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لكلمة الحق.

هذه الجريمة ليست حادثًا عابرًا، بل هي حلقة في مسلسل استهدافٍ متعمّد يهدف إلى إسكات شهود العيان من الصحفيين، على جرائم الإبادة والتهجير التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني كل يوم ودقيقة.

الاحتلال الصهيوني لا يرى في الصحفيين مجرد ناقلين للخبر، بل خطرًا استراتيجيًا على روايته المزيّفة، فالكاميرا التي يحملها الصحفي أخطر على الاحتلال من كثير من الأسلحة، لأنها تكشف جرائمه للعالم، وتكسر الحصار الإعلامي الذي يحاول فرضه، ومن هنا يصبح الصحفي هدفًا مشروعًا في نظر آلة الحرب الصهيونية الغاشمة، التي لا تفرّق بين مقاتل أعزل أو مراسل يحمل الميكروفون.

ومما لا شك فيه، أن استهداف الصحفي أنس الشريف – رحمه الله وتقبله مع الشهداء – لم يكن مصادفة، فالأرقام تتحدث عن نفسها، حيث أن عشرات الصحفيين قُتلوا منذ بداية العدوان، بينهم أسماء بارزة كان لهم حضور ميداني قوي وتأثير على الرأي العام العالمي.

ويدرك الاحتلال أن هؤلاء الصحفيين يشكّلون نافذة فلسطين إلى العالم، ويرى بأن القضاء عليهم يقطع خيط الحقيقة، ولو مؤقتًا، عن المشاهد الدولي.

وباغتيال الصحفي، لا يقتل الاحتلال شخصًا واحدًا فقط، بل يحاول اغتيال الذاكرة الفلسطينية، وإطفاء الشهادات الحية التي توثّق المأساة لحظة بلحظة، لكنه يجهل أن الكلمة التي تُكتب بالدم سوف تبقى أصدق وأبقى، وأن صور الشهيد أنس الشريف وزملائه ستظل محفورة في وجدان الشعوب، مهما حاول الاحتلال محوها.

وما يجهله المحتل الصهيوني الجبان، أنه قد ينجح في إسكات ميكروفون، لكنه لن ينجح في إسكات القضية، فكل صحفي يسقط، يولد من بعده العشرات ممن يحملون الكاميرا والقلم ليكملوا الطريق.

وبالتأكيد فإن دم أنس الشريف اليوم صار رسالة للعالم، وكل من يقف مع فلسطين لا يقاتل بالسلاح فقط، بل يقاتل بالصورة والكلمة، والحقيقة أغلى من الروح عند من آمن بها.

وداعاً أنس الشريف، ومحمد قريقع وكل شهداء فلسطين الحبيبة من صحفيين ومدنيين عزل، ومقاتلين أشداء.

رابط دائم : https://dzair.cc/brw7 نسخ