الكونغرس الأمريكي يصفع المغرب ويجهض أحلامه في افتتاح قنصلية أمريكية في الصحراء الغربية

أحمد عاشور

أكد غالي الزبير، رئيس الهيئة الصحراوية للبترول والمعادن أن قرار الكونغرس الامريكي حظر تمويل أو بناء أو تشغيل قنصلية أمريكية في الصحراء الغربية المحتلة، قبر أحلام النظام المغربي بتحويل تغريدة الرئيس الامريكي السابق دونلد ترامب الى عمل ميداني.

وقال زبير، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، أنه “بمصادقة الكونغرس الامريكي على القانون المنتظم للاعتمادات المالية الموجهة للخارج والذي نص على حظر استعمال اي تمويلات امريكية في بناء او تشغيل قنصلية أمريكية في الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة يكون قد قبر بصورة نهائية احلام النظام المغربي في افتتاح قنصلية امريكية في الاجزاء المحتلة من الصحراء الغربية”.

كما اعتبر زبير، قرار اللجنة الفرعية للمستندات التابعة لمجلس الشيوخ بالكونغرس الامريكي، قد افقدت تغريدة ترامب حول الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية ، من أي محتوى” كما أنها ستدفع حسبه “بالدول التي زجت بها الرباط في مستنقع القنصليات الى مراجعة حساباتها والعدول عن افتتاح قنصليات لها في المدن المحتلة من الصحراء الغربية” .

وكانت اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ قد حضرت تخصيص أيا من أموال المساعدات الأمريكية الموجهة للمغرب في الصحراء الغربية، لسنة 2022 لدعم بناء او تشغيل قنصلية اميركية في مدينة الداخلة المحتلة.

وخصصت اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ بالكونغرس الامريكي في مشروع قانون المالية لسنة 2022، دعما ماليا للجهود الدبلوماسية لتيسير عملية تسوية النزاع في الصحراء الغربية، مؤكدة “رفضها تخصيص أيا من تلك الأموال بموجب القانون او القوانين السابقة له لدعم بناء او تشغيل قنصلية امريكية في مدينة الداخلة المحتلة”.

كما تزامن هذا الاجراء بعد بضعة أيام من الرسالة التي وجهها كبار أعضاء مجلس الشيوخ إلى كاتب الدولة يدعونه فيها بالعمل على فرض احترام حقوق الإنسان و الإلتزام بحق تقرير المصير في الصحراء الغربية بنفس الروح و في نفس التوجه الذي حملته الرسالة التاريخية من جميع قيادات مجلسي الشيوخ و النواب من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي الموجهة إلى الرئيس جو بايدن يطالبونه فيها بإلغاء صفقة ترامب المناقضة للقانون الدولي و لسياسة الولايات المتحدة الامريكية و مصالحها الاستراتيجية”.

ويذكر ن الكونغرس الأمريكي كان قد اكد قبل اشهر أنه لا يمكن إنفاق المساعدات الأمريكية المخصصة للمغرب والمنصوص عليها في الميزانية الفدرالية الامريكية لعام 2022 في الصحراء الغربية، دون موافقة كتابة الدولة، وفقا لمشروع الميزانية الذي أقرته لجنة النواب المكلفة بتخصيصات الموازنة.

و كانت كتابة الدولة الامريكية قد أبدت في السنوات الفارطة رفضها القطعي لتجسيد هذا الإجراء، معتبرة أن ذلك قد يفسر على انه تغيير في الموقف الامريكي تجاه مسألة الصحراء الغربية حيث أن عملية تطبيقه قد تقر بان المغرب هو السلطة القائمة بالإدارة في الأراضي المحتلة.

وتجدر الاشارة، أن هذا التدبير المالي قد تم إدراجه في قانون الميزانية الفيدرالية منذ سنة 2014 بإيحاء وضغط من اللوبي المغربي في مجلس النواب الامريكي في محاولة لمنح الرباط مركز السلطة القائمة بالإدارة في الصحراء الغربية.

و في 2017، كانت لجنة تابعة لمجلس الشيوخ المكلفة بمخصصات الميزانية قد حددت المساعدات الممنوحة للصحراء الغربية فصلا منفردا عن ذلك المخصص للمغرب باعتبار الصحراء الغربية إقليما منفصلا عن المغرب.

كما أكدت أن كل المساعدات الممنوحة لفائدة الصحراء الغربية المحتلة يتم تسييرها من خلال بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو) بالتشاور مع مجلس الشيوخ.

شارك المقال على :