22 أكتوبر، 2025
ANEP الأربعاء 22 أكتوبر 2025

المخزن يبيع السيادة ليشتري الموت: كيف يحوّل المغرب ثروات شعبه إلى طائرات فاسدة برعاية صهيونية وتمويل إماراتي؟

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
المخزن يبيع السيادة ليشتري الموت: كيف يحوّل المغرب ثروات شعبه إلى طائرات فاسدة برعاية صهيونية وتمويل إماراتي؟

في الوقت الذي يغرق فيه الشعب المغربي في الفقر، ويقف المواطن أمام رفوف فارغة وأسعار تحرق الجيوب، يواصل القصر المخزني لعبة الاستعراض العسكري، كطفلٍ يشتري سلاحًا بلا ذخيرة ليغطي عورته أمام الأمم.

آخر الفصول في هذه المسرحية الباهتة: مفاوضات سرّية بين الرباط وواشنطن لشراء طائرات F-35، تلك الطائرات التي حتى إسبانيا – حليفة الناتو – تخلّت عنها بسبب تكلفتها الجنونية وتعقيداتها التقنية.

لكن المخزن لا يهمه الشعب، ولا الاقتصاد، ولا التعليم، بل فقط أن يبقى الملك هو “الجنرال الأول” في مملكة الصمت والخضوع.

من “جبروت” إلى “جبروت”… القصر في خدمة لوبيات السلاح

هذه الصفقة ليست بريئة. فبحسب تقارير Africa Intelligence، جاءت بإيعاز من مقربين من ساركوزي ولوبيات فرنسية – أمريكية – صهيونية معروفة بعلاقاتها القذرة مع القصر المغربي.
من كان يظن أن “رشيدة داتي”، الوزيرة الفرنسية من أصول مغربية، التي كانت ذراع ساركوزي اليمنى، ستتحوّل اليوم إلى سمسارة سياسية تفتح أبواب أوروبا أمام مافيا المخزن مقابل مصالح مالية وشخصية؟
الصفقة ليست شراء طائرات، بل شراء صمتٍ دوليٍ جديد على القمع في الصحراء الغربية وعلى سجون القنيطرة وتيفلت وسلا، حيث يُعذَّب الصحراويون ويُمنعون من العلاج. مقابل ماذا؟ مقابل أن يكون المغرب “الابن المدلل” لترامب الجديد وللكيان الصهيوني في شمال إفريقيا.

المخزن يشتري السماء… ويفقد الأرض

أيّ دولة عاقلة تشتري طائرات بقيمة 17 مليار دولار بينما عجزها المالي يبتلع ميزانية التعليم والصحة معًا؟ أيّ منطق في أن تبني الرباط “مصنع صيانة” لطائرات لم تُنتج بعد في بلد يعيش نصف سكانه بأقل من دولارين في اليوم؟
المخزن لا يشتري الطائرات ليدافع عن الشعب، بل ليخيف الشعب. هو لا يريد حربًا مع الجزائر، لأن تلك الحرب ستكون نهايته، لكنه يريد سباقًا وهميًا للتسليح يغطي على فشله السياسي والاقتصادي، تمامًا كما فعلت أنظمة فاسدة قبله حين اشترت البنادق لتخويف المتظاهرين بدلًا من شراء الخبز لهم.

من يمول “الصفقة الخيالية”؟

الجواب واضح: الإمارات وإسرائيل. الخبراء يؤكدون أن المغرب لا يمتلك القدرة المالية لتحمّل صفقة بـ17 مليار دولار، لكن أبو ظبي – التي موّلت سابقًا عمليات التطبيع والمخابرات بين تل أبيب والرباط – دخلت على الخط لتغطي الفاتورة مقابل “خدمات استخباراتية” ومواقف معادية للجزائر في الاتحاد الإفريقي.
بهذا تصبح الرباط مجرد مخلب قطٍّ عربي في يد الإمارات، وذراعًا استخباراتية للصهاينة في الساحل والصحراء.

الولايات المتحدة لا ترى في المغرب “حليفًا” بل “عميلًا” مطيعًا ينفّذ أوامرها. فبعد أن خسر ترامب رهان التطبيع في العالم العربي، يحاول اليوم عبر مبعوثيه – مثل ستيف ويتكوف الذي تحدّث عن “سلام في 60 يومًا” بين الجزائر والمغرب – أن يحوّل المنطقة إلى سوق مفتوحة للسلاح الأمريكي.
والمخزن، كعادته، أول من يصفق ويوقّع.
منح واشنطن قاعدة استخباراتية في بنسليمان، واستضافة المغرب لمناورات “الأسد الإفريقي” لتبرير التوسع العسكري، والآن يسعى لامتلاك طائرات لا يملك حتى مطارات جاهزة لاستقبالها!

الجزائر تراقب… ولا تخاف

الجزائر تدرك أن هذا الاستعراض العسكري هو مجرد مسرحية سياسية موجهة للداخل المغربي وللدوائر الصهيونية. فالقوة لا تُقاس بعدد الطائرات، بل بقدرة الدولة على الدفاع عن سيادتها ومبادئها، وهو ما لم يمتلكه المخزن يومًا.
الجيش الجزائري لا يشتري الأسلحة من أجل الصور، بل من أجل الدفاع الحقيقي، والتاريخ يشهد أن الجزائر لا تُشترى، ولا تُساوم على أمنها ولا على قضية الصحراء الغربية.

المخزن… يدفن شعبه تحت جناح F-35

حين تشتري دولة السلاح من أمريكا، فإنها لا تشتري القوة بل الوصاية. وهذا ما يفعله المخزن اليوم: يشتري الطائرات الأمريكية، ويُدخل الصهاينة إلى قواعده الجوية، ويبيع سيادة المغرب كما باع كرامة الصحراويين.
الملك اليوم لا يحكم، بل يُحكم من واشنطن وتل أبيب. وكل F-35 ستحلّق في سماء الرباط، ستكون شاهدًا جديدًا على سقوط نظامٍ فقد كرامته وباع روحه بثمنٍ بخس.

رابط دائم : https://dzair.cc/ijg2 نسخ