الأربعاء 02 جويلية 2025

المخزن يتخلّى عن منكوبي زلزال الحوز ويجبرهم على حياة اللجوء بالخيام في موسم البرد القارس

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
المخزن يتخلّى عن منكوبي زلزال الحوز ويجبرهم على حياة اللجوء بالخيام في موسم البرد القارس

لا يزال منكوبو زلزال الحوز الذي ضرب مناطق في وسط المغرب متواجدين بالخيام كما كان حالهم بعيد الزلزال مباشرة، بعد أن تخلّت عنهم سلطات المخزن التي لم تفِ بوعودها لهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل حلول فصل الشتاء بأجوائه القاسية التي لا يحتملها البشر.

ويقبع منكوبو زلزال الحوز في خيام كان من المفترض أن تكون مؤقتة، غير أن حالهم الأشبه ما يكون باللاجئين الفارين من الحرب، جعلهم محرومون من أبسط ضروريات الحياة وظروفها، في بلد من المفترض أنّه يعيش في ظل الأمن والاستقرار اللذان يبدو أنّ الحظوة بهما تقتصران فقط على الملك وحاشيته وكل من له صلة بهم.

وقد أكدت مصادر مطلعة لـ “دزاير توب”، أنه ومع اشتداد البرد والجوع في المناطق المنكوبة بالمغرب بسبب الغياب التام للسلطات المحلية والمركزية عنها، فقد أكثر من 300 شخص حياتهم بعد أن لم يجدوا ما يأكلونه وما يحتمون به من شدّة البرد القارس.

وفي الوقت الذي هدّدت فيه السلطات الأمنية لنظام المخزن أيّ شخص قد تسول له نفسه الكشف عن هذه الحصيلة المروّعة، لا تزال حكومته تصرّ على المضي في سياسة اللامبالاة والإهمال والتخلي عن مسؤولياتها تجاه منكوبي الزلزال المهدّدين بالموت المحتّم.

يحدث ذلك وفصلُ الشتاء في بدايته ولا يزال أمام اعتدال الطقس أشهرٌ طويلة، وقد اضطر الآلافُ من المنكوبين إلى أن يبيتوا في العراء تقريباً، محرومين من المواد الغذائية ومن وسائل التدفئة في طقس متجمّد لا يحتمل.

ليس منكوبو زلزالِ الحوز وحدهم من يعانون في المغرب مرارة العيش، فجميعُ المغاربة يمرّون بأزمة اقتصادية خانقة أثقلت كواهلهم، حيث ضاعفت معاناتهم انهيار القدرة الشرائية والتهاب أسعار المواد الضرورية واسعة الاستهلاك، وما زاد الطين بلة قلة فرص العمل وانعدامها في كثير من الأحيان.

وفي هذا السياق، فقد أزيد من 500 ألف شخص مناصب عملهم ووظائفهم بينما يجد الآلاف من العمال في القطاعين العام والخاص أنفسهم مهدّدون بالمصير ذاته، حيث باتت البطالة الإجبارية تتربص بهم في كل وقت وحين.

ويعاني المغاربة من حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار الاجتماعي، بعد أن تخلّت عنهم حكومة المخزن التي غرقت في الفساد وسوء التسيير.

ويعيش المغرب على وقع شبح المظاهرات العارمة التي تتربص بنظام المخزن، في وقت يضرب التضخم البلاد، الأمر الذي عرض الحكومة لانتقادات النقابات والمعارضة البرلمانية ووسائل الإعلام المحلية، حيث تقف الأحداث الجارية في غزة وما يصاحبها من احتجاجات داعمة للقضية الفلسطينية ورافضة للتطبيع كاستراحة محارب فرضت واقع ضرورة تأجيل المطالب الاجتماعية إلى حين وقف إطلاق النار في غزة وطرد سفير الكيان الصهيوني من الرباط والاستجابة لمطلب وقف التطبيع.

رابط دائم : https://dzair.cc/z6ut نسخ