11 أكتوبر، 2025
ANEP السبت 11 أكتوبر 2025

المغرب أمام نِهاية عهد محمد السادس: هل يصحو المغاربة قبل فوات الأوان؟

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
المغرب أمام نِهاية عهد محمد السادس: هل يصحو المغاربة قبل فوات الأوان؟

منذ مدة، تتعالى الأصوات داخل مملكة المخزن تقول إن تجليّات عصر محمد السادس لم تعد تُقنع أحدًا. مقالة صحيفة “الإندبينينتي” الإسبانية التي نُشرت في 29 سبتمبر 2025 تحت عنوان “المغرب يواجه نهاية عهد محمد السادس: نحن لا نستعد للانتقال، بل لتغيير سياسي” لا تروّج لمجرد إشاعات أو هراء الشوارع، بل تُسجّل مؤشرات صادقة لخسارة النظام المغربي لشرعية حكمه، بفعل التراكمات: تدهور قطاع الصحة، سقوط التعليم، الفساد الذي أصبح مندمجًا في أجهزة الدولة، وتجاوزات “المخزن”.

رصيد الملك الذي تولى العرش قبل 26 عامًا بدأ يُظهر شروخه. غيابه المتكرر من الساحات الدولية، صحته التي تُستهجن الصور والصمت حولها، وتقلّص دوره العلني لصالح رئيس الحكومة، كلها علامات تفضح أن المسار إن لم يكن سيتغير، فإنه على الأقل يتمّ تزييفه.

لكنّ الخطر الأكبر ليس في ضعف الفرد، بل في كيف بنى المخزن سلطانه: على الولاءات، على إنتاج قصص الاستقرار، وعلى استدعاء قضايا “الاستعراض” الكبيرة (المشاريع الكبرى، الرياضة، السياسة الخارجية)، بينما تخذل القطاعات التي تُحقّق الإنسان: الصحة والتعليم والعدل.

النظام يبدو اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما:

التحوّل الحقيقي: إصلاح نحو ملكية دستورية وليس بمجرد شعارات جوفاء، إزالة المحسوبية، محاسبة الفاسدين، فتح المساحة السياسية، شفافية، وضمان حق التظاهر والانتقاد، وتفعيل مطالب جيل زد دون ذر الرماد في العيون.

التحوّل الصوري أو ما تُسميه المقالة “المكياج سياسي”: تغييرات هامشية تفرضها موازين القوى، تستهدف وجوهًا قليلة، تُخفي الاستمرارية الكاملة للسلطة المركزية والقرارات المترسّبة من “القصر”.

جيل زد، والشباب المغربي بصفة عامة، لا يريد الوعود المحفوظة في الخطب، بل يريد واقعًا ملموسًا: مستشفى يعالج، تعليم يحضّر لمستقبل، الحقوق تُمارس لا تُؤجَّل، المسؤول يتحمّل لا يُعوَّل عليه كممثل واجهة.

السؤال اليوم: هل سيستيقظ محمد السادس؟ هل سيُرَكّز على بناء الثقة بدل الشعارات؟ على المحاسبة بدل المراوغة؟ أم أن النهاية ستكون ببساطة نهاية وهم؟

إذا اختار الصمت أو الهروب من الواقع، فجيل زد لن ينسى، ولن يعود ليدّعي أن النظام يمكن إصلاحه من الداخل فقط. سيكون حينها الوقت ليس لمطالب، بل لفصلٍ جديد من المواجهة، مرحلة لا يرتضي فيها أحد أن يعيش تحت راية “العهد المنتهي”.

رابط دائم : https://dzair.cc/l8bs نسخ