الأربعاء 02 جويلية 2025

المغرب يقرّ بمخرجات اجتماع حركة عدم الانحياز الداعمة للشعب الصحراوي.. فهل سيلتزم هذه المرّة؟

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
المغرب يقرّ بمخرجات اجتماع حركة عدم الانحياز الداعمة للشعب الصحراوي.. فهل سيلتزم هذه المرّة؟

أعلنت حركة عدم الانحياز عن دعمها لقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، حيث أكّدت في مؤتمرها الوزاري على الحقّ الثابت والأصيل للشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وشدّدت الحركة في الوثيقة الختامية المعتمدة في نهاية أشغال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، المنعقد تحت رئاسة جمهورية أذربيجان، على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره وفقا لأحكام القرار 1514 للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة والذي يتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.

ويعدّ إدراج ملف الصحراء الغربية في جدول أعمال اجتماع حركة عدم الانحياز لوحده خطوة مهمّة، خاصة في هذا الظرف الملحّ من مسار قضيتها، وهذا لا يعني إطلاقا أن الحركة تسجّل قضية لا تستحق المناقشة، فالجميع يعلم أنّ من بين دوافع تأسيس حركة عدم الانحياز في منتصف خمسينيات القرن الماضي كان استكما مسار تحرّر الدول المستعمرة من الاستعمار الذي يسلب حرية شعوبها، وهو ما ينطبق تماما على الصحراء الغربية وشعبها الصحراوي.

وتضم حركة عدم الانحياز 120 دولة عضوا إلى جانب 17 دولة مراقبة بالإضافة إلى منظمات دولية وإقليمية، ما يؤكد أن الشعب الصحراوي يحظى بدعم دولي منقطع النظير في قضيته العادلة، كما أن هذا الموقف يتضمن تنديدا وإقرارا منها بأن الشعب الصحراوي يتعرض لاحتلال مكتمل الأركان من قبل المغرب.

وفي هذا السياق، وافق المغرب ممثلا في عمر هلال على ما ورد في الوثيقة الختامية للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز، المنعقد بباكو الأذرية، من مخرجات وتوصيات ومضامين لهذا البيان، ما يعني اعترافه بأن المغرب يمارس احتلالا بحق الصحراء الغربية.

لكن عمر هلال المتخصص في التهجم على الجزائر وعلى عادته في مثل هذه الفعاليات الدولية، يترك لبّ الموضوع وينساق في إثارة قضايا جانبية لا صلة لها بجدول أعمال أشغال الاجتماع، ويسمح لنفسه بالحديث في الشأن الداخلي الجزائري دون استئذان وبوقاحته المعهودة، متناسيا أنّ في المغرب من الأزمات والمشاكل ما يكفيه تناول الكلام عن أيّ بلد آخر.

خطاب البلطجة المستفز الذي استخدمه عمر هلال، إلى جانب أنه يسعى إلى المزيد من زرع الفتنة وخلق أجواء التوتر بين المغرب والجزائر وتعميق الأزمة بينهما، بدل السعي إلى تصحيح الأخطاء التي ارتكبها المخزن ولا يزال، يستخدمه عمر هلال من أجل التغطية على جرائم الاستعمار المخزني في الصحراء الغربية، مقحما الجزائر كما لو أنها طرف فيها وبشكل مستمر كما في السابق، ما يؤشّر عن الوضعية السيئة التي انحدر إليها الخطاب الدبلوماسي للمغرب تحت حكم نظام المخزن الذي يسير بالمملكة في وجهة مجهولة يرهن بها مستقبل الشعب المغربي، بسبب تعنته في حلّ المشاكل التي افتعلها طوال عقود مع جيرانه.

ما يفسر هذا السلوك الغريب والمستهجن من ممثل المغرب حقّا هو أنّه مصاب بالشيزوفرينيا الممزوجة بشيء من الشوفينية، فعمر هلال الذي أثار مسائل هامشية من قبيل ما زعم أنه دعم للجزائر لجبهة البوليساريو في حربها ضدّ المغرب، هو نفسه عمر هلال الذي وافق على وثيقة الاجتماع التي تؤكّد دعم حركة عدم الانحياز للشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي حقه في نيل حريته من مستعمره، المغرب، الذي حثّته ذات الوثيقة على إنهاء احتلاله للأراضي الصحراوية، فكيف لهذا الغريب الأطوار أن يعترض هنا ويوافق هناك؟

لقد سبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأن صرح موضحا أسباب الجمود الذي يطبع مسار حلّ قضية الصحراء الغربية بأن هنالك طرفا يعرقل التوصل إلى أيّ حل، ورغم أنه لم يسمِّ هذا الطرف إلا أن تصرفات عمر هلال خلال أشغال اجتماع حركة عدم الانحياز كفيلة بمعرفة اسمه، إنّه المغرب الذي لا يلتزم بتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، ويضربها عرض الحائط، رافضا منح الشعب الصحراوي حقه الطبيعي والمشروع في تقرير مصيره.

أحمد عاشور

رابط دائم : https://dzair.cc/mz9y نسخ