الثلاثاء 01 جويلية 2025

المغرب يهاجم حياة ماكرون الخاصة عبر الصحيفة الأقرب للقصر الملكي

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
المغرب يهاجم حياة ماكرون الخاصة عبر الصحيفة الأقرب للقصر الملكي

من سيء إلى أسوأ، تسجّل العلاقات بين فرنسا والمغرب انتكاسة أخرى. إحدى وسائل الإعلام التي يستخدمها القصر الملكي المغربي كبوق لتكبير صوته نشرت مقالا يلقي ظلالا من الشك على التوجه الجنسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خضم أزمة دبلوماسية استخدم فيها النظام العلوي قبل أسبوعين فقط حق النقض ضد عرض مساعدة أطلقته باريس بعد الزلزال الذي خلف 3000 قتيل.

“يذكر أنه لا يستطيع تحمل الأكاذيب والازدواجية، ويذكر أيّ شخص يريد الاستماع إلى صلابة زواجه من بريجيت ترونيو، لكن بعض أخطائه وحاشيته المباشرة، المفاجئة والتي تتكون بشكل شبه حصري من “الأولاد الجميلين”، تثير تساؤلات حول هوية رئيس الدولة الفرنسية”. هكذا يبدأ مقال نُشر نهاية هذا الأسبوع في موقع Le 360، وهو موقع إلكتروني مغربي مرتبط بالقصر الملكي.

وكما يذكر علي المرابط، الصحفي المغربي المنفي بإسبانيا، فإن Le 360 مملوكة لمحمد منير مجيدي، السكرتير الخاص للملك محمد السادس ورجل أعماله، مؤكّدا بقوله: “إنه بوق القصر”. ويضيف: “بعض ما يسمى بالمقالات “الحساسة” على هذا الموقع مكتوبة بحضور الملك”.

المقال الذي يحمل عنوان “أحيانا رجل وأحيانا من المرأة، لكنه لا يتحمّل شيئا: من هو إيمانويل ماكرون حقا؟”، يشكك في زواجه من بريجيت ويبثّ حياته الخاصة المفترضة، لقد كان التجسس المغربي عبر شركة بيغاسوس على هاتف ماكرون ووزرائه هو الذي تسبب في فتور العلاقات مع المملكة، في يوليو 2021، كشف تحقيق أن ماكرون ورئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب و14 من وزرائه العشرين قد تم اختيارهم من قبل المخابرات المغربية كأهداف محتملة لمراقبة شركة بيغاسوس.

ومنذ ذلك الحين، لم يستقبل ماكرون محمد السادس في الإليزيه رغم أن ملك المغرب يقيم معظم أيام السنة في قصره الباريسي ويستمتع بملذات في متناول واحدة من أكبر الثروات الملكية على هذا الكوكب، وكان محمد السادس في باريس في إجازة قبل أسبوعين فقط عندما أجبره الزلزال على العودة إلى وطنه.

محاط بـ “اللطيفات”

تتجنب المقالة أي ممارسة احتواء، وتضيف الصحيفة المخزنية: “إن حياة إيمانويل ماكرون الخاصة مخفية بعناية، ولكن هناك علامات واضحة، بادئ ذي بدء، بيئتك المباشرة وحارسك القريب. “لطيفاتهم”، كما قالها مصدر فرنسي مطلع على الموضوع بسخرية، ومن بينهم ستيفان سيجورني، المستشار السابق (ولا يزال قريبًا جدًا) من إيمانويل ماكرون، وهو مثلي الجنس بشكل علني، وهو الأمين العام لحزب رونيسانس منذ عام 2022، وعضو البرلمان الأوروبي ورئيس مجموعة رينوفار، إننا ندين له قبل كل شيء بالعصابة المدبرة داخل البرلمان الأوروبي ضد المغرب، وكانت النتيجة في الفترة ما بين 19 يناير و16 فبراير 2023، قرارين غير ملزمين معاديين بشكل واضح للمغرب”.

يعود تاريخ القطعة إلى عام 2016، عندما – وفقًا للمقال – “كان كل سكان باريس مقتنعين” بأن ماكرون كان يحافظ آنذاك على “علاقة مع رئيس إذاعة فرنسا الشاب آنذاك، ماتيو غاليه، الذي كان مرة أخرى شخصًا محترفًا”. “لن يكون المرشح ماكرون “مثليًا مخزيًا” فحسب، بل سيحتفظ أيضًا بعلاقة خارج نطاق الزواج، نظرًا لأنه كان متزوجًا بالفعل من بريجيت ماكرون، التي تكبره بـ 24 عامًا، والتي لم تفلت من الشكوك على طول الطريق حول ميله الجنسي، لدرجة أن البعض شكك في عمق الزواج بين إيمانويل ماكرون وبريجيت ترونيو، مدعيا أنه غطاء لحياتهما المزدوجة.”

لكن حتى في فرنسا، هل كان إيمانويل ماكرون سيُنتخب لو أنّه ترشّح؟ إنّه لغز”، تتساءل وسائل الإعلام الرسمية المغربية، ويرى محرّر المقال أن “هذا الافتقار إلى الشجاعة للإقرار بالميل الجنسي كان من الممكن أن يكون مجرد رواية إذا لم يكشف عن سمة شخصية متكررة في عمل ماكرون السياسي: عدم القدرة على تحمل المسؤولية عن أفعاله، والخوف من المواجهة، والحسابات، والمماطلة، وحقيقة تجاوز المؤسسات مثل البرلمان بقوانين تمت الموافقة عليها دون مناقشة، دون المخاطرة بخوض معركة لإقناع السكان بمزايا الإصلاح. ”

“الافتقار إلى الرجولة السياسية”

موقع 360 المخزني لا يبخل بتوجيه النعوت والصفات بحقّ الرئيس الفرنسي؛ “مثل حياته الخاصة، فإن إيمانويل ماكرون رئيس يتجنب المخاطرة، إذا لم تخاطر في السياسة، فمن المؤكد أنك لن تعالج مشاكل المجتمع”. ويخلص إلى القول: “إنّ كونك “رجلاً صغيراً، امرأة صغيرة” في الحياة الخاصة قد يكون له متعة، ولكن كرئيس لدولة، فإن ذلك يدلّ على الافتقار إلى الرجولة السياسية … وهو ما يضر بفرنسا”.

وفي الصيف الماضي، كشف الكاتب المغربي الطاهر بن جلون عن المكالمة التي جرت بين ماكرون ومحمد السادس، والتي شكلت سنة 2021 القطيعة بين الاثنين ودهرا من الهواجس التي لا تزال قائمة، وأوضح بن جلون في تصريحات لقناة تلفزيونية إسرائيلية: “اشتكى ماكرون بعد قضية بيغاسوس، لكن الملك أعطاه كلمة شرف بأن هذا ليس أسلوبه، ورد ماكرون بطريقة خرقاء للغاية؛ لا أستطيع أن أقول ما قاله. (…) لم يحترم ملك المغرب وانهارت العلاقة بينهما”.

ولم يتم استئناف العلاقة منذ ذلك الحين، وظلت سفارة المغرب في فرنسا بدون رئيس بعثة منذ فبراير، وتم تخفيض عدد التأشيرات للمواطنين المغاربة، وفي يوليو 2022، سلّم مكتب المدعي العام في باريس التحقيق في استخدام المغرب برنامج بيغاسوس على الأراضي الفرنسية إلى قاضي التحقيق، الذي ضم أيضا صحفيين فرنسيين.

رابط دائم : https://dzair.cc/hnpy نسخ