الاثنين 14 جويلية 2025

الناخب الوطني السابق ناصر سنجـــــاق في حوار حصـــــري لـ “دزاير توب”: “بيتكوفيــــــتش لا يمتلك العصـــــا السحرية والمنتخب بحاجة إلى محرز”

نُشر في:
بقلم: دزاير توب
الناخب الوطني السابق ناصر سنجـــــاق في حوار حصـــــري لـ “دزاير توب”:  “بيتكوفيــــــتش لا يمتلك العصـــــا السحرية والمنتخب بحاجة إلى محرز”

شدد الناخب الوطني السابق نصار سنجاق، على ضرورة الاهتمام بالتكوين في كرة القدم الجزائرية، متحدثا عن العديد من الأمور التي تتعلق بالمنتخب الوطني ولاعبيه، لاسيما فيما يخص غياب القائد رياض محرز ويوسف بلايلي، كما تطرق إلى فريقيه السابقين شبيبة القبائل ومولودية بجاية.

“مسألة عودتي إلى شبيبة القبائل بيد المسريين الجدد”

وأكد ناصر سنجاق بأن أمر عودته إلى شبيبة القبائل ليس بيده، وإنها راجع لمسؤولي الفريق الجدد، مشيرا إلى أنه متفائل بمستقبل النادي، غير أن ذلك يمر عبر عدة أشياء، أهمها التخطيط ومشروع واضح، وأردف: “ليس أنا من يقرر أو يطلب ذلك، على الأشخاص المعنيين والمسيرين القيام بذلك، عندما ترى ملعب مثل ملعب تيزي وزو الجديدة، وهذا يجسد حقا الجزائر الجديدة وأقول أحسنتم، إنه حقا جوهرة وأداة يجب استغلالها لتطوير المستوى، معناه أن شبيبة القبائل يجب أن تمر للاحتراف الحقيقي، وأشار: “اليوم يجب أن يتغير كل شيء بعدما كان ناديا عاديا، مثل أكبر الأندية الإفريقية في ملعب كبير، ومع مشروع حقيقي للفريق على مدى سنة أو ثلاث سنوات، حتى تقفز الشبيبة وتصل للمستوى المطلوب، بالنسبة لي سيكون ميلاد ثاني للنادي بعدما فعله محي الدين خالف”.

“متفائل بمستقبل النادي ولكن..”

وتابع معبرا عن تفاؤله: “أنا حقا متفائل بمستقبل النادي، خاصة مع الطاقم الإداري الجديد، ولد علي يعتبر وزير رياضة سابق، وليس أي شخص قاموا بوضعه، حيث يعرف جيدا معنى المسؤولية ويعرف ماذا يريد، والآن يجب أن نقول للجماهير يجب الهدوء، ولا يمكن استباق الأحداث من خلال جلب لاعبين كبار، في البداية يجب استغلال البنى التحتية وكيف يتم بناء الفريق، وأهم شيء بالنسبة لي هو التكوين، أعلم أن الأنصار يريدون الألقاب بشكل فوري، لكن لا يمكن حرق المراحل والتفكير مباشرة في حصد الألقاب، الأهم أن يكون هناك استقرار في سنتين أو ثلاث سنوات نلعب فيها على المراتب الثلاثة الأولى”، وبخصوص إمكانية تعيين عبد الحق بن شيخة مدربا لشبيبة القبائل: “لا أعلم ماذا تريد الإدارة وأي سيرة مدرب تستهدف وماذا ينتظرون منه وهل يقتنع بالمشروع المعروض عليه والتحديات التي تنتظر الفريق على المديين القصير والطويل وكذلك الأهداف المسطرة، كل هذه العناصر يجب التطرق إليها قبل تعيين أي مدرب.

“هذه رسالتي للإدارة وللأنصار”..

وفي الأخير وجه سنجاق الفائز بكأس “الكاف” مع الشبيبة، رسالة إلى الجماهير والإدارة الحالية، حيث قال: “أتمنى لهم مستقبلا كبيرا وأدعو الأنصار أن يلتفوا على الفريق وتوفير الهدوء للتشكيلة، الشبيبة فريق كبير ويسعى الجميع أن يعيدها إلى مكانتها، وبملعب جديد يليق بسمعة الفريق وطموحه للعب على الألقاب المحلية والقارية كما في السابق وينافس كبار القارة على غرار الأهلي والزمالك والترجي وغيرهم، وهذا بتطبيق مشروع الفريق والاهتمام بالتكوين، لتكون فاتحة لبناء فريق كبير بمعنى الكلمة.

“أهملنا التكوين الذي أصبح ضروريا في كرة القدم الحديثة”

وأبرز ناصر سنجاق أهمية التكوين في كرة القدم الحديثة، موجها انتقاداته لعدم اهتمام المسؤولين وتأخرهم في هذه النقطة، حيث أشار: “في كرة القدم الحديثة تتطلب التكوين، أنا أعمل في مجال التكوين في فرنسا، للحصول على “يويفا آ”، وكونت العديد من اللاعبين الجزائريين، على غرار خالد لموشية، وعنتر يحيى وحسان يبدة وعلي بن عربية ورحو سليمان، وقضوا معي حوالي سنة، وتيقنوا أنه بدون ذلك لا يمكن فهم مهنة المدرب”، وأضاف: “لدينا في الجزائر مديرية فنية تعمل بإمكانيات معينة، لكنها ليست في ذلك المستوى، نحن في زمن العلم وكرة القدم جزء منه، صحيح أنها ليست علوما دقيقة لكنها تبقى علما يتطور باستمرار، لذلك التكوين عامل مهم جدا، لدينا ثروة اسمها الشباب، لا يوجد بلد إفريقي مثلنا يملك ذلك، وأيضا المادة الخام والمواهب الرائعة، لا في المقابل لا يوجد تكوين ولا توجد بنى تحتية خاصة بالأندية”.

“مولودية الجزائر تستحق اللقب لكن على الفريق الإثبات قاريا”

وعرّج سنجاق للحديث عن البطولة الوطنية واللقب الذي فاز به مولودية الجزائر، مؤكدا استحقاق “العميد”، لكنه استغرب في نفس الوقت لعدم قدرة أي فريق جزائري التألق قاريا أو توفير لاعبين للمنتخب الوطني، وأضاف: “مولودية الجزائر قدموا موسما رائعا من حيث طريقة اللعب والإصرار، تحلوا بالجدية الكبيرة ولديهم خبرة كبيرة ويعرفون جيدا البطولة الوطنية، وكانوا متماسكين في أصعب الظروف، ليتمكنوا من ضمان اللقب قبل أربع جولات عن الختام وبفارق 12 نقطة كاملة، بالتأكيد يستحقون هذا اللقب”، وأبرز: “لكن بكل صراحة يبقى مستوى الكرة الجزائرية (الأندية) بعيدا عن المنافسة القارية، ولهذا كيف نفسر أننا لم نتمكن من منح المنتخب الوطني بعض اللاعبين وفي مراكز محددة، حيث نعاني نقصا فيهم على غرار قلب الدفاع، المدرب بيتكوفيتش قام بمعانية العديد من الأندية لكنه لم يجد لاعب ينشط في قلب الدفاع يستطيع الاعتماد عليه، وهنا يقع الدور أيضا على المديرية الفنية التي يجب أن تضع إستراتيجية من أجل تكوين لاعبين وتقديم للمنتخب ما ينقصه من مناصب”.

“الكرة الإفريقية في تطور مستمر ونعاني من عدم الاستمرارية”

وأكد سنجاق على التطور التي شهدته كرة القدم الإفريقية، مشيرا أن الأندية الجزائرية لم يتمكنوا من مجاراة ذلك المستوى وعلى أكثر من صعيد، وتابع: “الأمور تغيرت في الأندية الإفريقية، أين أصبحوا يصدرون الكثير من اللاعبين لأوروبا، ولهذا هناك العديد من الفريق الكبيرة تراجعت مستوياتها بشكل حاد، على غرار أسيك أبيدجان وغيره في البلدان الإفريقية، لكن الأندية الجزائرية ظهرت بعيدة على المستوى القاري، شاهدت مباراة اتحاد الجزائر أمام يونغ أفريكانز التنزاني في نهائي كأس الكاف ولم يكن هناك مستوى كبير رغم تتويج الاتحاد باللقب، وأيضا فاز على الأهلي المصري في كأس السوبر، لكن في مباريات مماثلة نستطيع تحقيق نتيجة إيجابية، لكن ليس هناك استمرارية، فضلا على شباب بلوزداد الذين كانت لديهم الفرصة للذهاب بعيدا بما أن المستوى الفني للأندية الإفريقية تراجع كثيرا، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك”.

“بلعيد يريد استنساخ تجربة عمورة في بلجيكا”

وأدلى سنجاق برأيه حول احتراف لاعب اتحاد الجزائر زين الدين بلعيد في البطولة البلجيكية، مؤكدا بأنه أحسن الاختيار وعليه أن يثبت إمكانياته، وقال: “أعتقد أن بلعيد يريد استنساخ تجربة عمورة الذي يلعب في الدوري البلجيكي وقد ينتقل هذا الصيف لفريق لدوري أوروبي كبير، حيث تبقى البطولة البلجيكية محطة هامة لبروز اللاعبين ومن ثم الانتقال إلى إنجلترا مثل محمد صلاح وعدلان قديورة أيضا، بلعيد سيتأقلم مع الأجواء الأوروبية وعليه أن يثبت مستوياته، ولو يكن جيدا على المستوى الذهني والتقني، أرى أنه سيذهب بعيدا في مشواره الاحترافي”.

“لهذه السبب فشل بلماضي في الحفاظ على قمة الخضر”

وشرح المدرب الأسبق لشبيبة القبائل، أسباب تراجع نتائج المنتخب الوطني ما أدى إلى إقالة جمال بلماضي، مشيرا إلى الأخطاء التي ارتكبها هذا الأخير، وأبرز: “منذ 2019 كنا جيدين، لكن أعتقد أن الاهتمام بعد الخسارة لـ35 مباراة متتالية كان خطأ من المدرب جمال بلماضي، في مقابل نسينا تدارك العديد من النقائص وكذلك البحث عن لاعبين آخرين وتدعيم مناصب معينة وكذلك البحث عن عناصر جديدة من أجل خلق المنافسة بين اللاعبين للحفاظ على مستويات المنتخب”، وأردف: “وأيضا التركيز على عدة أهداف على غرار لعب كأس العرب 2021 ثم بعدها ببضعة أسابيع كأس إفريقيا 2022 بالكاميرون، في حين كان ينتظرنا أيضا موعد اللقاء الفاصل المؤهل لكأس العالم بقطر، أعتقد أنه كان الأجدر التركيز على التأهل إلى المونديال، الجميع كان يريد تواجد الجزائر في العرس العالمي”.

“كان على بلماضي الاستقالة بعد لقاء الكاميرون”

وأكد سنجاق أن إقالة بلماضي كانت منطقية، مبرزا بأنه كان من الأفضل أن يستقيل بعد مباراة الكاميرون الفاصلة، وقال: “مغادرة جمال بلماضي كان منطقيا بعد سلسلة من الإخفاقات، لكن أعتقد أنه كان من الأفضل أن يرحل بعد مباراة الكاميرون وعدم التأهل إلى كأس العالم، ويترك المجال لمدرب آخر حتى يتمكن من إعادة بناء تشكيلة جديدة ويكون لديه الوقت الكافي تحسبا للتحديات القادمة”.

“لست متفائلا كثيرا فيما يتعلق بالتأهل إلى المونديال”

وأشار سنجاق بأن الأمور أصبحت صعبة على “الخضر” للتأهل إلى مونديال 2026، مشيرا بأنه غير متفائل بالنظر لعدة عوامل وقال: “بيتكوفيتش لا يعرف جيدا كرة القدم الإفريقية، وحتى الجزائرية، المدرب لا يملك العصا السحرية، لن يكون لديه الوقت الكافي لأن العديد من الرهانات تنتظره وأبرزها التأهل إلى مونديال 2026، وبصراحة لست متفائلا بقدرتنا على التأهل إلى المونديال بناء على ما شاهدته في اللقاءات السابقة، لأنه أصبح صعبا خاصة بعد الانهزام أمام غينيا ويجب الحذر، الأمور صعبة جدا لكن ليست مستحيلة”.

“المنتخب بحاجة لمحرز ولا يمكن إبعاده بتلك الطريقة”

وانتقد التقني الجزائري طريقة استبعاد القائد رياض محرز وطريقة التعامل مع قضيته، مشددا على أنه لا يزال لاعبا مهما في صفوف المنتخب، وقال: “لاعب مثل محرز فاز بجميع الألقاب الممكنة مع مانشستر سيتي، ثم ننتقده بتلك الطريقة لأنه يلعب في الدوري السعودي الذي يلعب فيه أيضا كريستيانو رونالدو، لا يمكن أن نزيحه بتلك الطريقة من المنتخب، في اعتقادي أنه كان من الممكن أن يصل المدرب معه لاتفاق ويؤكد حاجة التشكيلة لخدماته، محرز لاعب استثنائي ويجب أن يكون ضمن مشروع الفريق، وإذا كان بيتكوفيتش لا تريده فعليه أن يعلن ذلك صراحة”، وتابع: “المنتخب لا يزال بحاجة إليه، تنتظرنا تحديات كبيرة في تصفيات المونديال خاصة بعد الهزيمة أمام غينيا، الجماهير الجزائرية كانت قاسية جدا معه وانتقدته كثيرا بسبب تراجع مستوياته، في وقت الفرنسيون يتمنون أن يلعب معهم في منتخب بلادهم، وحتى في مانشستر سيتي يقولون أنه كان ينقصنا رياض محرز للفوز مجددا برابطة الأبطال”.

“أحترم بيتكوفيتش لكني ضد تعيين مدرب أجنبي للمنتخب الوطني”

وصرح سنجاق بأنه ضد تعيين مدرب وطني أجنبي، معتبرا أن الحل كان في تعيين مدرب محلي بعد مغادرة بلماضي، وأشار: “في البداية لدي كل الاحترام لبيتكوفيتش لكن أقولها وأعيدها أنا ضد تعيين مدرب أجنبي في المنتخب، الجزائر لا ينقصها مدربين، كل المدربين الذين حققوا نتائج باهرة مع المنتخب كانوا جزائريين على غرار خالف وسعدان وكرمالي وبلماضي، أعتقد أن المدربين الجزائريين راضون بما يحدث ولا يبينون عن أنفسهم وإمكانياتهم، يجب عليهم أن يظهروا ذلك من خلال النتائج وأيضا للقائمين على الكرة، أنظروا إلى المنتخبات الإفريقية كلها لديها مدربين محليين، إيمرس فاي الذي فاز بالكأس مع كوت ديفوار، نحن من كوناه وحتى مساعده درس لدينا في معهد التكوين”.

“لا أحد يختلف عن إمكانيات بلايلي، لكن هل يستطيع تقديم الإضافة مع المنتخب؟”

وفيما يتعلق بعدم استدعاء يوسف بلايلي، قال سنجاق: “لا يمكن مقارنة لاعب ينشط في البطولة الوطنية وآخر يلعب في أوروبا، بلايلي اختار العودة إلى البطولة الوطنية والالتحاق بمولودية الجزائر، وقد استعاد مستوياته وحقق أرقاما باهرة وتوج باللقب، لكن يبقى السؤال حول مستوى البطولة الوطنية، هل يمكنك العودة للعب في المستوى العالي من الناحية البدنية والذهنية، لا أحد يمكنه مناقشة إمكانيات بلايلي، لكن في رأيي لا يمكنه مجاراة المستوى العالي، ربما يمكنه المشاركة لبعض دقائق لمنح الإضافة وتوظيف خبرته، وختم: “في منتخبات أخرى هناك معايير للعب وهذا مرتبط بالنادي الذي تلعب له، صحيح أن بلايلي كان في أفضل مستوياته في 2019، لكن الأمور تغيرت، لا نقول أنه انتهى، لكن يجب التفكير في اللاعب الذي سيخلفه في المستقبل، وأيضا بالنسبة لسليماني وبونجاح، لا أحد يشك في إمكانيات الثنائي وما قدمه مع الخضر لكن يجب أن نفكر في مرحلة ما بعدهما وهذا يمر عبر التكوين”.

“متأسف على مولودية بجاية وهذه نتيجة سوء التسيير”

وعبّر سنجاق عن أسفه الشديد للوضعية التي يتواجد فيها فريقه السابق مولودية بجاية، مؤكدا أن سوء التسيير كان السبب في هذا، وقال: “بقيت 8 أشهر في الفريق ولم أر جماهير رائعة كجماهير الموب، وأنا متأسف جدا على الوضعية التي وصل إليها الفريق الذي يقبع في القسم الثالث، هو النادي الثاني في منطقة القبائل بعد شبيبة القبائل، لا يستحق أبدا ما يحصل له، لعبنا نهائي كأس الكاف وخسرنا بطرق ملتوية وبالكواليس أمام تي بي مازيمبي، فضلا على البرمجة التي أضرتنا كثيرا آنذاك”.

رابط دائم : https://dzair.cc/xoe7 نسخ