تنطلق النسخة 35 من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، اليوم، وإلى غاية 18 جانفي المقبل، بمشاركة 24 منتخبا تم تقسيمهم إلى 6 مجموعات، أين يستعد المنتخب الوطني الجزائري لدخول غمار المنافسة القارية بداية من الأربعاء المقبل، عندما يلاقي منتخب السودان ضمن المجموعة الخامسة التي تضم أيضا بوركينافاسو وغينيا الاستوائية، وهي المحطة الهامة التي يسعى من خلالها “الخضر” العودة إلى الواجهة الإفريقية بعد إخفاق في آخر نسختين، بكوكبة من اللاعبين ذوي الخبرة وكذا الشباب الذين يريدون تدوين اسمهم بأحرف من ذهب وتكرار إنجازي 1990 و 2019، لترصيع القميص بالنجمة الثالثة.
ويعيش المنتخب الوطني فترة زاهية تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي يقود العارضة الفنية منذ مارس 2024، أين خلف الناخب الوطني السابق جمال بلماضي بعد سلسلة من الإخفاقات أبرزها الخروج من الدور الأول بكأس إفريقيا في نسختي 2021 و2023، فقد حقق التقني البوسني التأهل إلى هذا الموعد عن جدارة وبأريحية، قبل ضمان التواجد في كأس العالم 2026 المقررة الصيف المقبل، بعد الغياب لثلاث دوارات متتالية، وهي كلها معطيات وشواهد، تجعل التفاؤل متزايد لدى المختصين وكذا الشارع الرياضي الجزائري، إذ سيكون “الخضر” من أبرز المرشحين لخلافة منتخب كوت ديفوار على عرش الكرة الإفريقية.
وتحت قيادة بيتكوفيتش، يدرك المنتخب الوطني أن الجميع يترقبه، ولن يشارك من أجل المشاركة فقط، حيث تمثل هذه الدورة اختبارا حقيقيا، يتعين خلاله على “الخضر” إبراز شخصية المنتخب في الميدان، وكذا الاستمرارية والنجاعة، من أجل استعادة “نشوة” التتويج، والبداية بمباراة السودان في الجولة الأولى يوم الأربعاء، التي ستكون مهمة جدا لتأكيد الطموح، قبل ملاقاة بوركينافاسو في الجولة الثانية يوم 28 من الشهر الحالي، وهو المنتخب المرشح لمزاحمة “الخضر” على صدارة المجموعة الخامسة، ثم ختام دور المجموعات بمواجهة غينيا الاستوائية يوم 31 ديسمبر.
إخفاق آخر نسختين لا يزال في الأذهان
ويدخل المنتخب الوطني كأس إفريقيا بذكريات سيئة، بعد الإخفاق المسجل في آخر نسختين والعجز عن عبور الدور الأول، وهو ما مثل صدمة حقيقية للجماهير، ووجب إحداث تغيير في العارضة الفنية على إثره، وبجانب الضغط المفروض على رفقاء المتألق إبراهيم مازة من أجل محو آثار آخر مشاركتين، يدخل “الخضر” هذه الدور بعزيمة كبيرة وتحويل ذلك الإخفاق إلى حافز إضافي لتشكيلة عازمة على تدارك ما فات وإثبات أن تلك النتائج لا تعكس حقيقة إمكاناتها، ليكون الموعد القاري الحالي فرصة من أجل بعث مشوارهم الإفريقي مجددا وتأكيد طموحهم من أجل إسعاد الجماهير الجزائرية التي تؤمن بقدرتهم على الذهاب بعيدا في “الكان”.
بيتكوفيتش يراهن على مزيج بين الخبرة والشباب
وكان الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قد وجه الدعوة لـ28 لاعبا للمشاركة في “كان 2025″، وقد امتزجت بشكل مدروس، بين عناصر ذات خبرة على غرار القائد رياض محرز وبغداد بونجاح وغيرهما، أين سيكونون مطالبين بتوظيف خبرتهم وتفادي الأخطاء السابقة، ولاعبين شبان يسعون لمواصلة التألق وترك بصمتهم مع “الخضر”، في شاكلة إبراهيم مازة وأنيس حاج موسى، وعادل بولبية ورضوان بركان، الثنائي الأخير الذي سيحمل لأول مرة ألوان المنتخب الأول، بالنظر إلى المستوى الثابت والأداء المقنع الذي قدماه في كأس العرب 2025 بقطر، حيث يعكس هذا الإدماج التدريجي، رغبة الطاقم الفني في توسيع دائرة الخيارات وبث نفس جديد داخل المجموعة، علما بأن حسام عوار سيضيع “الكان” بسبب تعرضه للإصابة، ليخلفه حيماد عبدلي في القائمة.
