19 أغسطس، 2025
ANEP الثلاثاء 19 أوت 2025

الهند تحتفل بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلالها في الجزائر بمضامين استراتيجية وأبعاد ثقافية…  بقلم: د. هناء سعادة

تم التحديث في:
بقلم: د. هناء سعادة
الهند تحتفل بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلالها في الجزائر بمضامين استراتيجية وأبعاد ثقافية…  بقلم: د. هناء سعادة

«شراكة راسخة تتجه نحو آفاق أرحب»

الهند تحتفل بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلالها في الجزائر بمضامين استراتيجية وأبعاد ثقافية

 بقلم: د. هناء سعادة

الجزائر – في مشهد جمع بين الوقار الدبلوماسي والألق الثقافي، نظّمت سفارة الهند بالجزائر، مساء 17 أوت 2025، حفل استقبال بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال الهند، حضره طيف واسع من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والإعلامية والأكاديمية، فضلًا عن أعضاء الجالية الهندية المقيمة في الجزائر. وقد عكس هذا الحضور المكثف عمق العلاقات الثنائية واتساع قاعدتها المجتمعية والسياسية على حد سواء.

لم يكن الاحتفال الذي جاء عقب مراسم رفع العلم يوم 15 أوت مناسبة بروتوكولية فحسب، بل جسّد بُعداً استراتيجياً ورسالة سياسية واضحة بأن العلاقات بين الجزائر ونيودلهي لم تعد مجرد علاقات تقليدية، بل أصبحت شراكة “متينة، بنّاءة، واستشرافية” كما وصفها الطرفان.

خطاب دبلوماسي بثقل استراتيجي

وفي كلمة افتتاحية بالغة الدلالة، أكدت سفيرة الهند بالجزائر، الدكتورة سواتي فيجاي كولكارني، أن يوم 15 أوت 1947 يمثل لحظة التأسيس الكبرى للديمقراطية الهندية، التي وصفتها بأنها “متجذّرة في التاريخ والتقاليد والمؤسسات، وراسخة في روح الأمة”. وأضافت أن الهند، باعتبارها الدولة الأكثر سكانًا في العالم بأكثر من 1.4 مليار نسمة، ورابع أكبر قوة اقتصادية عالميًا، تمضي بسرعة غير مسبوقة نحو آفاق أوسع، مما يجعلها أرضًا للفرص الواعدة ومركزًا متناميًا للاقتصاد العالمي.

الجزائر.. شريك محوري لا غنى عنه

وفي سياق العلاقات الثنائية، شددت السفيرة على أن “الجزائر تظل شريكًا رئيسيًا لا غنى عنه بالنسبة للهند”، مبرزة الأبعاد المتعددة لهذه العلاقة التي تشمل التجارة والثقافة والدفاع، ومؤكدة أن العلاقات الإنسانية والشعبية بين الشعبين تمثل رافعة حقيقية لتوطيد التعاون في مختلف المجالات.

وقد استُحضرت خلال الأمسية محطة بارزة تمثلت في الزيارة التاريخية الأولى لرئيسة الهند، دروپادي مورمو، إلى الجزائر في أكتوبر 2024، والتي اعتُبرت نقطة تحول دشّنت “مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي”، ممهّدة الطريق نحو شراكات عملية ومشاريع ملموسة.

ولم يخلُ البرنامج من أبعاد رمزية عميقة، حيث عُرض فيلمان قصيران: أحدهما حول الديناميكية الاقتصادية للهند، والآخر حول آفاق التعاون الجزائري–الهندي. كما ألهبت الفنانة الجزائرية إميليا عبدلي مشاعر الحضور بأغانٍ وطنية من الريبرتوارين الجزائري والهندي، في تجسيد مؤثر لتلاقي القيم والوجدان بين الشعبين.

إلى جانب ذلك، لقي الركن المخصص للصناعات التقليدية الهندية ضمن مبادرة “منتج واحد من كل ولاية” اهتمامًا واسعًا، حيث توقف الزوار مطولًا أمام الحرف اليدوية التي تعكس أصالة الهوية الهندية وإبداعها الفني المتوارث عبر الأجيال.

آفاق واعدة ورسالة ختامية

واختُتم الحفل بوليمة هندية تقليدية جمعت بين عبق المذاقات وروح التلاقي، حيث تبادل المسؤولون الجزائريون ونظراؤهم الهنود نقاشات معمقة حول مستقبل العلاقات الثنائية، وسبل الارتقاء بها إلى مستوى الشراكات الاستراتيجية المهيكلة.
وفي ختام كلمتها، جددت السفيرة كولكارني التأكيد على التزام بلادها بـ “تعزيز شراكة قوية وبنّاءة وإيجابية، من أجل مستقبل أكثر إشراقًا وصلابة”. وهي رسالة قُرئت باعتبارها مؤشرًا على أن التحالف الجزائري–الهندي يتجه بخطى ثابتة نحو أفق أرحب، قوامه الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة والتكامل بين التاريخ والمستقبل.

رابط دائم : https://dzair.cc/k2dk نسخ