السبت 19 جويلية 2025

باريس تتآمر مع المخزن ضدّ الجزائر.. مجلة “جون أفريك” الموالية للقصر العلوي تتحدّث عن تسليم فرنسا للمغرب أرشيفاً استعمارياً “قد يدعم بعض المطالب الترابية للرباط”!!

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
باريس تتآمر مع المخزن ضدّ الجزائر.. مجلة “جون أفريك” الموالية للقصر العلوي تتحدّث عن تسليم فرنسا للمغرب أرشيفاً استعمارياً “قد يدعم بعض المطالب الترابية للرباط”!!

أخيراً تكشّفت حقيقة التقارب الفرنسي- المغربي والغرض من ورائها، وبدا أنّ المستهدف من وراء هذا التحالف المعلن هو الجزائر، وقد بدأ الثنائي، فعلاً، في التحضير لمخطط شيطاني ضدّ الجزائر بعد أن فشل استفزاز الاعتراف في تحقيق الغرض منه وأبانت الجزائر عن دبلوماسية احترافية في التعامل معه وردّه إلى حجمه الطبيعي الصغير جدّا.

ماكرون وبعد اعترافه الخطير بسيادة المغرب المزعومة، والذي خابت مساعيه، شرع من خلال زيارته الأخيرة للرباط في تحريض المخزن ضدّ الجزائر عبر استحضار الماضي الاستعماري وتوظيفه في بشكل رسمي ومعلن في استفزاز الجزائر من خلال تقديم أرشيف استعماري مضلل.

وفي هذا السياق، كشفت مجلة “جون أفريك”، البوق المخزني الذي يبثّ سمومه انطلاقا من باريس، أنّ الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب شهدت إعلانًا هامًا تمثل في تعهد باريس بإعادة 2.5 مليون وثيقة مُرتبطة بالفترة الاستعمارية إلى المملكة، وقالت إن “هذا الأرشيف قد يدعم بعض المطالب الترابية للرباط”.

إنّ هذا الكشف غير البريء الذي جاء في شكل خبر صحفي على صفحات مجلة موالية للقصر العلوي، ليس مجرّد سبق صحفي قد يقتصر على وظيفته الإعلامية، بل إنّ الإيليزيه حرص على تسريبه للرأي العام عبر بوق المخزن الوفي في سياق المؤامرة التي تمّ الاتفاق عليها خلال زيارة ماكرون بين باريس والرباط.

مجلة القصر المخزني ولكي تعطي لهذا “الخبر التحريضي” مسوغات تجعل من حكاية الأرشيف الاستعماري مبرّرة ومشروعة، زعمت أن مثل هذه “الإعادة” ليست سابقة بين البلدين، ففي سبتمبر 2022 سبق لباريس أن نقلت إلى أرشيف المغرب في الرباط كمية كبيرة من الوثائق المستمدة من إدارة الشؤون الداخلية للإقامة العامة.

غير أنّ المجلة الباريسية تغافلت عن كونها قفزت بعيد إلى الأمام، في سبيل تشغيل المؤامرة الفرنسية المغربية، فمن غير المنطقي أن يكون هناك أدنى علاقة بين أرشيف يتحدث عن “مطالب ترابية للرباط” وآخر أقصى ما يحتويه “ملفات إدارية”.

يبدو أن ماكرون قد استهوته كثيرا لعبة الماضي الاستعماري، فكلما أفلس يحرّك مياهه الراكدة من أجل إثارة الفتنة، غير أنّه ومع كل تحريكة لهذا المستنقع الموحل تغيب عنه حقائق عديدة.

حينما تقول الجزائر أنها متمسكة بمبدأ الحدود المتوارثة عن الاستعمار، فإنّ هذه الجملة واردة في ميثاق الأمم المتحدة التي ينبغي على ماكرون العودة إليه قبل أن يزعم أيّ سيادة للمغرب على الصحراء الغربية.

على ماكرون أن يدرك أيضا أنّ الجزائر تتمسك بهذه العبارة ليس لأنها تقرّ لفرنسا بماضي استعماري مشرق، بل لأنّها تلتزم بقرارات ومواثيق الشرعية الدولية، ومن الأدب الدبلوماسي أن تستخدم الجزائر توصيفات الأمم المتحدة القانونية لحالة الدول ما بعد الاستعمارية، وهي دول تختلف اختلافات جذرية في طريقة تشكّلها.

فإذا كان المغرب قد ورث حدوده عن فرنسا فإن الجزائر رسمت حدودها بدماء شهدائها ومجاهديها، وهنا تختلف إلى درجة التناقض حقائق أرشيف “الماضي الاستعماري” مع ميراث الثورات التحرّرية ضدّ المستعمر، والجزائر تستمد وجودها من ثورتها وليس من مجموعة أوراق رثّة كانت مقبورة في قبو إلى حين أن يأتي الوقت الذي توظفها باريس لعلها تساوم أو تبتز بها مستعمراتها القديمة.

رابط دائم : https://dzair.cc/al6j نسخ