الأحد 29 جوان 2025

باعتراف الصحف الصهيونية: إيران تنتصر بثباتها – النظام باقٍ، النووي مستمر، والصواريخ تُملي المعادلات … بقلم: د. هناء سعادة 

نُشر في:
بقلم: د. هناء سعادة
باعتراف الصحف الصهيونية: إيران تنتصر بثباتها – النظام باقٍ، النووي مستمر، والصواريخ تُملي المعادلات … بقلم: د. هناء سعادة 

بعد اثني عشر يومًا من عدوان دموي شنّه الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تكشف الغبار عن هزيمة صريحة لا لبس فيها، هزيمة فادحة لآلة الحرب والدعاية الصهيونية التي روّجت لحرب “خاطفة” و”حاسمة”، فإذا بها تنقلب إلى فضيحة عسكرية واستراتيجية مدوية.
لم تسقط طهران، ولم يُمسّ نظامها، ولم تُطفأ أنوار منشآتها النووية. بالعكس، خرجت إيران أكثر صلابة، أكثر حضورًا، وأكثر اقتدارًا في فرض المعادلة. كل هدف صهيوني من هذه الحرب، من إسقاط القيادة الإيرانية، إلى إنهاء برنامجها النووي، إلى تحجيم ترسانتها الصاروخية، سقط واحدًا تلو الآخر تحت وطأة الفشل والتضليل الداخلي في كيان الاحتلال.
في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار، تسارعت التحليلات داخل الصحافة الصهيونية لتقرّ بما عجزت الحكومة عن إخفائه. صحيفة يديعوت أحرونوت لم تجد سوى الاعتراف المذل بقولها إن “إسرائيل تخلّت عن أهداف حملتها”، في إشارة واضحة إلى الانهيار المعنوي والسياسي داخل كيان الاحتلال، وعجزه عن تبرير المغامرة الفاشلة.
أما صحيفة هآرتس، فقد ذهبت أبعد من ذلك حين أكدت أن “البرنامج النووي الإيراني ما يزال قائمًا”، وأن “إيران ما تزال تملك المعرفة التقنية لتخصيب اليورانيوم”، وهو ما يعني أن كل مزاعم “إسرائيل” عن وقف أو إبطاء المشروع النووي الإيراني كانت مجرد استعراضات إعلامية لا سند لها.
والأدهى من ذلك، أن طهران على ما يبدو، وفق تقارير دولية، تملك إمكانات تخزين ونقل مواد نووية في حاويات صغيرة دون الحاجة لبنية تحتية تقليدية، ما يجعل أي هجوم مادي على المنشآت غير ذي جدوى. أي أن المعرفة انتصرت على القصف، والعقل الإيراني سبق صاروخ “إسرائيل”، والأمة الإيرانية خرجت من العدوان أكثر استعدادًا للمرحلة المقبلة.
وعلى صعيد القدرة الصاروخية، تهاوت الرواية الصهيونية سقوطًا مدويًا. لم يتمكن الاحتلال من تدمير صاروخ واحد من العمق، بل تلقّى رشقات دقيقة أربكت القواعد العسكرية وشلّت المراكز الاستراتيجية. الإعلام الصهيوني نفسه سخر من وعود نتنياهو، إذ تساءل أحد المعلقين: “حين نخرج من الملاجئ، ونرى الدمار الذي خلّفته الصواريخ الإيرانية، كيف نصدّق بعد اليوم أن نتنياهو دمّر قدرات إيران؟”
إنها لحظة انهيار لمشروع قائم على الكذب والتهويل. لحظة سُحقت فيها الهالة المزيّفة لقوة “لا تُقهر”، وسقطت فيها القبة الحديدية أمام عزيمة فولاذية من طهران. لم تكن صواريخ إيران أدوات قتال فحسب، بل رسائل استراتيجية كتبتها الجمهورية الإسلامية بلغة جديدة، تقول فيها للعالم: نحن من نملك المفاتيح الآن، ونحن من نُحدّد قواعد اللعبة.
لم تحقق “إسرائيل” شيئًا سوى كشف هشاشتها، ولم تخرج من هذه الحرب إلا بخسائر نفسية وعسكرية وسياسية تراكمت فوق بعضها البعض. أما إيران، فقد خرجت بنصر لا يُقاس بعدد الصواريخ بل بمدى الرسالة: النظام باقٍ، والنووي باقٍ، والكرامة فوق كل اعتبار.
الدرس واضح: من يملك الإرادة والعقيدة والعمق الشعبي، لا تسقطه القنابل، بل يصنع التاريخ. إيران صنعت التاريخ… أما العدو، فما زال يُعاني صدمة الحقيقة.

رابط دائم : https://dzair.cc/mq3t نسخ