27 سبتمبر، 2025
ANEP السبت 27 سبتمبر 2025

بالأرقام….”محرز” بين “مانشستر سيتي” و”المنتخب الوطني” .. من الأفضل!

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
بالأرقام….”محرز” بين “مانشستر سيتي” و”المنتخب الوطني” .. من الأفضل!

يعد الدولي الجزائري رياض محرز، جناح مانشستر سيتي الإنجليزي، أحد أبرز نجوم كرة القدم الجزائرية عبر التاريخ.

ونجح رياض محرز في تحقيق العديد من الإنجازات مع الأندية التي لعب لها، لا سيما مانشستر سيتي الذي فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين، بالإضافة إلى التتويج بالبطولة ذاتها مع فريق ليستر سيتي.

ولم تتوقف بطولات رياض محرز عند مانشستر سيتي وليستر سيتي، حيث لعب دورا بارزا في تتويج المنتخب الوطني ببطولة كأس أمم أفريقيا 2019، للمرة الثانية في تاريخه لكنه فشل في قيادة الخضر لتحقيق أفضل النتائج في كأس إفريقيا 2021 والحفاظ على التاج الأفريقي خلال دورة الكاميرون إضافة إلى عدم التأهل إلى كأس العالم ولم يظهر رياض محرز بالمستوى المنتظر خلال المباريات الكبيرة التي لعبها المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة وهو ما انعكس على نتائج الخضر مقارنة عما يفعله في قلعة “الإتحاد”.

محرز والرّباعية في أوّل موسم له مع مانشستر سيتي عام 2019

بعدما كتب محرز التاريخ مع ليستر عندما ساهم بشكل كبير في تتويج الثعالب بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة الإنجليزية، ليكون أحد أبرز الركائز التي منحت اللقب للفريق، ويصبح أحد رموز مدينة ليستر فيما بعد، كان من الضروري أن يخوض محرز تجربة أخرى أكثر قوة، فانتقل إلى مانشستر سيتي بطلب من مدربه غوارديولا، بداية موسم 2019/2018 وهناك واصل محرز كتابة التاريخ حين توج بلقب الدوري للمرة الثانية في مسيرته، في موسم استثنائي حقق فيه مع الفريق الرباعية المحلية (البطولة، الكأس، الرابطة والدرع الخيرية).

هدف للتاريخ في كان 2019 وتتويج باللقب الأفريقي

على صعيد المنتخب الجزائري، فقد تم استدعاء محرز لارتداء القميص الوطني للمرة الأولى عام 2014 وشاركه في الظهور في كأس العالم البرازيل 2014، ثم خاض معه حملة التأهل لنهائيات كأس إفريقيا 2015 ثم 2017 اللتين لم يتمكن فيهما “محاربو الصحراء” من تحقيق النتائج المنتظرة، لكن شهدت نسخة مصر 2019 كتابة تاريخ جديد لمحرز ورفاقه ، فخلال الكان التي أقمت بمصر صيف 2019، قاد رياض محرز الفريق الوطني إلى النهائي بعد أن سجل هدفاً قاتلاً ضد نيجيريا في نصف النهائي بطريقة رائعة، رافقها تعليق مميز من حفيظ الدراجي عندما ردد باستمرار: “حطّها في الغول يا رياض”، ذلك أن الهدف توافرت فيه كل صفات الهدف التاريخي، وخاصة قيمته الكبيرة التي مكنت الجزائر من الوصول إلى النهائي الذي طال انتظاره.

تألق محرز بتسجيل 3 أهداف، منها هدف الفوز الرائع على نيجيريا في الوقت القاتل من مباراة الدور نصف النهائي، وكان القائد محرز من أبرز اللاعبين خلال مشوار البطولة، التي انتهت برفعه للكأس الذهبية.

أوّل لاعب في المنتخب الوطني يسجل في 7 مباريات تواليًا

ونصب رياض محرز نفسه كأول لاعب في المنتخب الوطني يسجل في 7 مباريات على التوالي، بعد أن كسر في مباراة تونس الماضية الرقم السابق، الذي كان بحوزة المهاجم إسلام سليماني بـ5 مباريات على التوالي، ليؤكد نجم مانشستر سيتي الإنجليزي أنه بصدد تحطيم كل الأرقام متأثرا بتحفيزات الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي حوّله من لاعب عادي في المنتخب إلى لاعب مؤثر بامتياز.

وبدأ رقم رياض محزر المميز وغير المسبوق مع المنتخب الوطني منذ مباراة المكسيك الودية في أكتوبر عام 2020، عندما سجل هدفا في اللقاء الذي انتهى بالتعادل بهدفين لمثلهما، ليتبعها بستة أهداف أخرى في المباريات الست التي شارك فيها على التوالي، أمام زيمبابوي ذهابا وإيابا وبوتسوانا ومالي وتونس وجيبوتي.

محرز لم يتوقف عند هذا الحد بل ساهم أيضا في صناعة ثلاثة أهداف أخرى، وجاءت في مباريات زيمبابوي وبوتسوانا وجيبوتي، أي أنه أسهم في تسجيل 10 أهداف كاملة خلال

7 مباريات، وكانت حصيلة قائد الخضر لتكون أكبر لو لم يتخل عن تنفيذ ضربة جزاء في مباراة جيبوتي، عندما تركها لسليماني من أجل دعم رقمه القياسي في عدد الأهداف المسجلة مع الأفناك.

موسم 2021/2022 هو الأفضل لـ”محرز” وهداف “السّماوي” حاليًا

يعتبر موسم 2021/2022 مميزاً بالنسبة إلى رياض محرز، بعد أن ظهر في ثوب الهداف، وقاد فريقه إلى العديد من الانتصارات في كل المسابقات التي ينافس فيها الفريق.

وسجل محرز هذا الموسم 22 هدفاً في كل المسابقات، ليتصدر ترتيب هدافي “السيتي” قبل أسابيع قليلة من نهاية المسابقات الرسمية في إنجلترا وأوروبا، وهو قادر على تحسين رقمه، باعتبار أنّه مرشح لخوض العديد من المباريات، كذلك فإنه متألق في تنفيذ ركلات الجزاء، ولكنه في الأثناء، فشل منذ فترة طويلة في تسجيل أهداف في الدقائق الحاسمة من كل مباراة، وذلك منذ هدفه التاريخي ضد نيجيريا.

غياب لمسة وتأثير رياض في كان 2021 وتصفيات مونديال قطر

فشل المنتخب الوطني في بلوغ هدفه المنشود والمتمثل في بلوغ مونديال قطر 2022 ومن بين العوامل التي ساهمت في عدم التأهل إلى كأس العالم وحتى إخفاقه في كأس أمم أفريقيا الماضية بالكاميرون، وهو غياب لمسة وتأثير رياض محرز، نجم نادي مانشستر سيتي الانجليزي، مع “محاربي الصحراء”، وهذا منذ مخالفته الشهيرة في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر أمام نيجيريا، عندما أسهم في التأهل إلى النهائي.

ولم يظهر رياض محرز بالمستوى المنتظر خلال المباريات الكبيرة التي لعبها المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة، على غرار مواجهتي بوركينا فاسو في دور المجموعات لتصفيات كأس العالم، ثم خلال كأس أمم إفريقيا 2021 وختمها بمستواه المتواضع في فاصلة المونديال أمام الكاميرون، ما جعل الجزائريين يتساءلون عن سر اختلاف مستوى محرز بين المان سيتي و”الخضر”.

القائد الجزائري يكسر حاجز الصّمت ويعتذر

بعد النّكسة التّي ضربت المنتخب الوطني وفشله في عدم التأهل إلى كأس العالم 2022 بقطر، كان على قائد “الخضر” تقديم توضيحات حول ما حصل وهو ما حدث فعلا، إذ خرج رياض محرز عن صمته وتقدم باعتذاره للشعب الجزائري بعد الإقصاء الصادم والمفاجئ عقب الفشل في بلوغ العرس الكروي العالمي بعد الخسارة إيابا ضد منتخب الكاميرون بنتيجة هدفين مقابل واحد، علما أن لقاء الذهاب إنتهى بهدف دون رد لصالح الخضر هناك في دوالا لكن الافضلية كانت لصالح الكاميرونيين الذين تأهلوا للمونديال بقاعدة الهدف خارج الأرض.

وجاء في نص الرسالة التي كتبها للمشجعين الجزائريين :”قلبي ممزق ولا أعرف حقًا كيف يمكنني التعافي من هذا الفشل باختيار البلد الذي أحبه كثيرًا. عندما أفكر في ما حدث، كان شعوري الأول هو الحزن العميق، الحزن، أعلم كم كنتم ورائنا لتشجيعنا في الملعب”.

وشدد محرز على أنه أراد تحمل مسؤولياته كقائد لمنتخب الجزائر، ولهذا قرر التوجه بهذه الرسالة للجزائريين، لكنه عبر من جهة أخرى عن حسرته واستيائه من الانتقادات المشككة في التزامه مع منتخب الجزائر، وقال: “لطالما كنت صادقا خلال مشواري الكروي وفي حياتي الخاصة، ولهذا علي أن أوجه لكم هذا الكلام”

وأردف المتحدث: “آلمتني قراءة التعليقات التي شككت في حبي وتعلقي بمنتخب الجزائر. أنتم تقارنون ناديي مع المنتخب، وهذا غير قابل للمقارنة تماما”، في إشارة إلى الجماهير الجزائرية التي انتقدت المستويات التي يقدمها مع الجزائر مقارنة بما يظهره مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.

أهداف حاسمة ضاعت من المحارب بعد النكسة وما حدث ضد “ليفربول” ليس ببعيد

حسم التعادل مواجهة مانشستر سيتي وليفربول في آخر مواجهة لهما بالبطولة الإنجليزية ، وكان “السّيتي” قريباً من رفع الفارق إلى أربع نقاط عن منافسه، غير أنّه أضاع فرصاً سهلة في الدقائق الأخيرة من المباراة، كانت ستعطيه أسبقية كبيرة عن منافسه.

ولم يكن محرز موفقاً في اخر الدقائق، عندما عانده الحظ، فقد اصطدمت مخالفته المباشرة بالقائم، قبل أن تتوافر له فرصة التسجيل في الوقت البديل بعد هجوم معاكس، غير أنّه لم يقدر على التسجيل، رغم أنه كان في موقف مناسب وضاعت منه فرصة حسم البريمرليغ.

وخلال نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي، تقدم تشلسي في النتيجة، واجتهد السيتي كثيراً من أجل التعديل، لكنه لم ينجح في ذلك، قبل أن تتوافر له أبرز فرصة في المواجهة، عندما صوّب الجزائري محرز من داخل منطقة الجزاء كرة كانت تبدو في طريقها إلى المرمى، لتصيب كل المشاهدين بما يُشبه الصدمة القوية، ولكن الكرة مرّت جانبية بقليل، وضاعت فرصة قلب الطاولة في آخر ثانية عن رياض محرز.

الجزائريون يتساءلون عن سر اختلاف مستوى محرز بين المان سيتي و”الخضر”

وسجل محرز حاليا أفضل حصيلة رقمية له منذ بداية مشواره الكروي، بدليل وصوله إلى 22 هدفا وتقديم 7 تمريرات حاسمة في مجموع 40 مباراة بمختلف المسابقات لحد الآن، بينما خاض 11 مباراة رفقة الخضر خلال موسم 2021-2022 سجل خلالها 5 أهداف وتمريرتين حاسمتين وأمام هذه الأرقام والإحصائيات يتساءل البعض حول سر إختلاف مستوى رياض محرز مع المنتخب الوطني مقارنة عما يقوم به في مانشستر سيتي الإنجليزي.

رابط دائم : https://dzair.cc/anqy نسخ