بعد أن توعّد “خاين الدار”.. الرئيس تبون يواصل معركة الدولة الجزائرية ضد أذناب العصابة.. بقلم: معمر قاني

في لقائه الدوري مع وسائل الإعلام الوطنية، قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كلامًا أثار الانتباه: “نتعاونوا على خاين الدار”، في إشارة إلى بقايا العصابة التي ما تزال تحاول تخريب استقرار البلاد والعبث بقوت الشعب واحتياجاته اليومية.

كلمة “خاين الدار” واضحة وبسيطة: مثل شخص يعيش وسط العائلة، يأكل معهم ويسكن معهم، لكنه يسرق ممتلكاتهم ويؤذيهم من الداخل. الرئيس شبّه هؤلاء الخونة بأولئك الذين لا يأتون من الخارج بغرض إيذائنا بل هم أصلا يعيشون بيننا، ينهبون خيرات البلاد ويضرّون المواطن في حياته اليومية.

منذ وصوله إلى الحكم في 2019، وضع الرئيس تبون محاربة العصابة في صلب أولوياته. فقد أُطلقت تحقيقات واسعة ضد رموز الفساد الذين كانوا ينهبون المال العام، وتمت محاكمة عدد كبير منهم، مع استرجاع أملاك وأموال منهوبة. كما اتخذت الدولة إجراءات صارمة ضد شبكات تهريب الوقود والمواد الأساسية التي كانت تضرب القدرة الشرائية للمواطن.

رئيس الجمهورية أيضًا أكد على إصلاحات في القوانين لتشديد الرقابة على الصفقات العمومية، وإعطاء أجهزة الرقابة والعدالة صلاحيات أكبر حتى لا يفلت المفسدون من العقاب. هذه الإجراءات، رغم صعوبتها، بعثت رسالة قوية أن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى.

لكن الرئيس تبون نفسه اعترف أن المعركة ضد “خاين الدار” صعبة، لأنها تأتي من الداخل، أي من أشخاص يستغلون مناصبهم وثقة الشعب لمصالحهم الخاصة. ولهذا شدّد على أن الشعب والدولة يجب أن يقفوا معًا في هذه المعركة.

اليوم، الجزائري البسيط ينتظر أن تتحول هذه الحرب ضد أذناب العصابة إلى نتائج ملموسة: حماية القدرة الشرائية، ضمان توزيع عادل للثروات، وخلق مناخ يسوده القانون والشفافية.

رسالة الرئيس تبون واضحة: الخارج مهما ضغط وهاجم، يمكن التعامل معه، لكن الخطر الأكبر هو الداخل، حين يتحول بعض الأبناء إلى “خونة للدار”. لذلك، فإن الرهان الآن هو الاستمرار في تجفيف منابع الفساد، وتثبيت الثقة بين المواطن والدولة.

المعركة لم تنته بعد، لكن خطواتها واضحة: لا مكان للعصابة ولا لأذنابها في الجزائر الجديدة.