بعد مرور 8 أشهر عن تعليق صلاة الجمعة منذ 19 مارس الماضي : أعناق الجزائريين مشرئبة نحو صلاة الجمعة اليوم

كحلوش محمد

الجزائريون يتلهفون لعودة صلاة الجمعة رغم ارتفاع عدد الإصابات بالجائحة

يؤدي اليوم الجزائريون أول صلاة جمعة منذ 8 أشهر من توقفها عبر مساجد الجمهورية بسبب فيروس كورونا،و اللافت أن عودة صلاة الجمعة تأتي في ظروف مشابهة تمامًا أثناء حظرها في 19 مارس الماضي،بسبب عودة الإصابات بالفيروس إلى الارتفاع مجددًا،حيث بلغت أمس الخميس 649 حالة إصابة.

فقد أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أن الوضعية الوبائية المتعلقة بفيروس كوفيد-19 ستكون خطيرة مستقبلا، مرجعا تزايد عدد الإصابات اليومية إلى التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية.

وأوضح الوزير بن بوزيد خلال تنشيطه لندوة صحفية أمس، أن عدد الإصابات المسجلة مبني على عدد الكشوفات التي يتم إجراؤها على الأشخاص الحاملين لأعراض الوباء.

وفي ذات السياق، شدد وزير الصحة على الالتزام بارتداء الكمامة باعتبارها أنجع طريقة للوقاية، مشيرا إلى أن العديد من التجارب الأجنبية أثبتت فعالية الكمامة في تقليص الإصابات بفيروس كوفيد-19.

وبخصوص لقاح فيروس كورونا، أشار إلى أن الوزير الأول عبد العزيز جراد شدد على ضرورة توفير اللقاح للجزائريين في حالة توفره مھما كان سعره.

وكشف الرجل الأول في القطاع بأن الجزائر وقعت اتفاقا مع 170 دولة لاقتناء لقاح فيروس كورونا بع توفيره وبأقل سعر، مبرزًا أن الجزائر تعمل على خلق منافذ مع مراعاة كل الجوانب لتجاوز هذه الأزمة.

الحكومة تدعو المواطنون التحلي بروح الـمسؤولية والتقيد بنفس الإجراءات منذ الفتح التدريجي لبيوت الله

وبناءً على ذلك قررت الحكومة وضع مخطط عمل استعجالي فوري، مع تدابير دقيقة وتدريجية من أجل احتواء انتشار الوباء مع توفير كل الظروف البشرية واللوجستية لضمان أفضل تكفل ممكن بالمرضى.

وأوضح بيان للوزارة الأولى توج الاجتماع التقييمي للوضعية الوبائية الذي ترأسه الوزير الأول اليوم، أن المخطط يرتكز على ثلاثة محاور، من بينها تعزيز تدابير الوقاية في جوانبها الـمتعلقة بالصحة والسلامة، وضع إستراتيجية اتصال أكثر فعالية وتحسيس أقوى للـمواطنين والتطبيق الصارم للتدابير القانونية القسرية.

ولم يستبعد المصدر ذاته اللجوء إلى اتخاذ مزيد من تدابير الحجر الاستهدافية إذا استمر الوضع الوبائي في التدهور، حيث كُلّفت الدوائر الوزارية بمنع تنظيم الـملتقيات أو الندوات أو الاجتماعات أو أي تجمع آخر يشكل عوامل لانتشار الوباء إلى غاية إشعار آخر.

وفيما يخص استئناف صلاة الجمعة بالمساجد، دعا البيان المواطنون التحلي بروح الـمسؤولية والتقيد بنفس الإجراءات منذ الفتح التدريجي لبيوت الله.

ومع تزايد المطالب بعودة صلاة الجمعة، تبذل الجهات المختصة قصارى جهودها من أجل تلبية رغبة المواطنين لإقامة صلاة الجمعة اليوم من خلال وضع الضوابط والإجراءات الخاصة بالعودة التدريجية لأداء صلاة الجمعة بالمساجد.

في 15 أوت الماضي،أي منذ حوالي شهر تقريبًا قررت الحكومة إعادة فتح المساجد، ضمن إجراءات التعايش مع فيروس “كورونا” وذلك بعد أكثر من 5 أشهر من الإغلاق بسبب جائحة “كوفيد-19”.واستثنت السلطات صلاة الجمعة من الصلوات المسموح بإقامتها في المساجد في المرحلة الأولى منعًا للتزاحم، لاعتبارات تتعلق بالمخاوف من انتشار فيروس كورونا، باعتبار صلاة الجمعة تعرف إقبالاً كبيراً، ما يصعب من عملية احترام تدابير التباعد، ولاشتمالها على الدروس والخطب، ما يطيل من فترة بقاء المصلين في المسجد، وقالت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف إن صلاة الجمعة ستتم تأديتها كصلاة الظهر في البيوت مؤقتًا.

وينبغي على المصلين، وفق التدابير الوقائية، حمل السجادات الخاصة بهم للصلاة عليها، والالتزام بالتباعد الجسدي، ووضع الكمامة، واحترام تعليمات السلامة الصحية، كما قام المشرفون على المساجد بنزع السجاد، ورسم أمكنة خاصة لوضع السجادات الخاصة بالمصلين تضمن تباعدهم. وحرص القائمون على المساجد على إبقاء أماكن الوضوء مغلقة لإلزام المصلين بالوضوء في بيوتهم، توقياً من انتشار الفيروس، كما تم منع استخدام أجهزة التكييف، في حين تكفل عدد من المتطوعين وفرق الكشافة بتحضير المساجد وقاعات الصلاة لاستقبال المصلين.

وشمل قرار الفتح أربعة آلاف مسجد فقط من بين أكثر من 15 ألف مسجد ومصلى في البلاد، إذ اشترطت السلطات فتح المساجد التي تتسع لأكثر من ألف مصل فقط، لضمان إمكانية التباعد، وقررت أن يتم فتح المساجد قبل ربع ساعة فقط من موعد الصلاة، على أن تقام الصلاة مباشرة بعد الأذان، وتغلق المساجد بعد الصلاة بعشر دقائق، منعاً لبقاء المصلين داخلها.

ورغم إعلان معظم الدول الإسلامية عن عودة فتح المساجد لصلاة الجمعة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس “كورونا”، الا ان السلطات الجزائرية استمرت في منع هذه الصلاة رغم عودة كافة التجمعات تقريبًا، وسادت حالة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاه وزارة الشؤون الدينية،، ونشر رواد منصات “السوشيال ميديا” إن مواصلة إغلاق المساجد غير مفهوم وغير مبرر، خاصة مع عودة الحياة لطبيعتها والزحام في كل الأماكن العامة و طالبوا  بعودة صلاة الجمعة ،لا سيما بعد نجاح تجربة صلاة الجماعة بالمساجد وتحقيق الإجراءات الاحترازية كاملة، ولم تنجم عن ذلك أي سلبيات تذكر و إعلان الحكومة اليومي عن تراجع عدد المصابين بفيروس كورونا.

اليوم وبعد مرور حوالي 3 أشهر على إعادة فتح المساجد وتسجيل احترام كبير للمصلين للتدابير الوقائية وعدم تسجيل أية إصابات بالجائحة في أوساط مرتادي المساجد،رخصت السلطات العليا لإقامة صلاة الجمعة في المساجد،و ذلك على ضوء تقييم اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف احترام إجراءات الوقاية من كورونا على مستوى المساجد و الذي خلُص بعد عدة أسابيع من عودة صلاة الجماعة إلى نتيجة تؤكد احترام المصلين شروط النظافة والتباعد، في وقت وصفت اللجنة الوزارية الأسبوع الأول لعودة الصلاة في بيوت الله بالنظامي والآمن على الجزائريين، مؤكدة “بشائر بعودة الجمعة قريبًا والأسبوع مر بردًا وسلامًا على المصلين”.

الجزائريون يتلهفون على أداء فريضة صلاة الجمعة بالمساجد

يأمل الجزائريون ويُمنون النفس لأداء صلاة الجمعة في المساجد، بلهفة وشوق، وهم ينتظرون رفع السلطات الحظر عن صلاة الجمعة بعد إعلان الحكومة عن تعليقها منذ بدء انتشار جائحة “كورونا”، كإجراء احترازي لعدم انتشار الفيروس المستجد.

وباتت عودة صلاة الجمعة في المساجد تعني الكثير لدى المواطن، لأنها تشعره بالأمان وراحة النفس بتأدية فريضة الله.و يعتقد بعض المواطنون في حديثهم لــ”دزاير توب” أن “الجزائر في هذا الوقت في أمسّ الحاجة إلى تكثيف دعوات أبنائها وبناتها إلى الله، ليرفع البلاء عن هذا الوطن الغالي، ويزيل الغمة عن الجميع “،معتبرين إن الالتزام بالإجراءات الوقائية التي فرضتها وزارة الشؤون الدينية في أداء الصلاة هي أيضا عبادة لأن حماية النفس والآخرين وعدم تعريضها للأذى أيضا عبادة، ولا تقل أجرًا عن صلاة الجماعة.

وبين شوق المصلين لزيارة بيوت الله وأداء الصلاة والاستماع لخطبة الجمعة، يبدو حرص المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد في الصلاة شديدًا. مؤكدين أن المصلين شركاء في المسؤولية بالحفاظ على صحة الجميع وعدم المساهمة بنشر الوباء بأي شكل من الأشكال. ويأمل المواطنين أن تصدح أصوات الأئمة في سماعات المساجد ورؤيتهم وهم يعلون المنابر مجددًا إيذانًا بعودة الحياة الطبيعية بداية من اليوم.

مخطط أمني لتأمين أول صلاة جمعة في جامع الجزائر

أعلنت المديربة العامة للأمن الوطني، عن وضع خطة عمل خاصة، لضمان الأمن وتنظيم المرور بالمسالك المؤدية لمرافق “جامع الجزائر” بالمحمدية بالجزائر العاصمة، الذي سيحتضن أول صلاة جمعة.

وأوضحت مديرية الأمن الوطني في بيان لها، أمس الخميس، بأنه تم تجنيد فرق متحركة على متن سيارات ودراجات نارية بالإضافة إلى أعوان راجلين، لتسهيل الحركة المرورية بالمسالك المؤدية إلى الجامع، مع الوقوف الصارم على تطبيق السواق لقواعد البروتوكول الصحي الخاص بالحد من انتشار فيروس كورونا ومكافحته.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه سيتم تطبيق تدابير أمنية ومرورية خاصة بمحيط الجامع، كونه يقع على مساحة تقدر بـ200 ألف متر مربع، كما ستقوم العناصر العاملة بالمحيط على تسهيل حركة المرور بالطرق المحاذية للجامع لتسهيل توافد المصلين والزوار من المواطنين للجامع.

عمّـــــار الجزائري

شارك المقال على :