بن زية: “خضت تحديا شخصيا لأعود للمنتخب بعدما تجاهلني البعض”

أيوب بن مومن

عبّر الدولي الجزائري ياسين بن زية، عن سعادته الكبيرة بعودته إلى صفوف المنتخب الوطني، مؤكدا بأنه خاض تحديا شخصيا من أجل تقمص ألوان “الخضر” مجددا ومساعدة التشكيلة على تحقيق نتائج جيدة، كما عاد لأصعب الأوقات التي مرت عليه في مشواره، لاسيما حادثة السير التي تعرض لها قبل حوالي أربعة سنوات.

“شعرت بسعادة غامرة بعد عودتي للخضر”

ونصب ياسين بن زية، نجم نادي كاراباخ أغدام الأذربيجاني، نفسه نجما خلال وديتي المنتخب الوطني أمام بوليفيا وجنوب إفريقيا، ضمن تربص مارس الماضي، حيث سجل ثلاثة أهداف أحدهم بطريقة خرافية ضد “بافانا بافانا”، بالإضافة إلى تمريرة حاسمة، محققا عودة موقفة إلى “الخضر” بعد غياب طويل، وتحدث اللاعب المتألق في حوار مع الموقع الرسمي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حول عدة نقاط، وقال: “يسرني كثيرا تلقي دعوة المنتخب الوطني مجددا، فقد مرت قرابة 6 سنوات منذ آخر تم استدعائي، لقد بذلت جهدا كبيرا ومررت بتحديات عديدة، ولكنني لم أفقد الأمل أبدا. كان هدفي الأول هو العودة للمنتخب وتسجيل الأهداف، وشعرت بسعادة بالغة بعد أن تحقق ذلك”.

“رفعت التحدي للعودة هنا بعد طول غياب”

وعن لحظاته الأولى بعد عودته إلى الجزائر وبالتحديد إلى مركز سيدي موسى، قال خريج مدرسة أولمبيك ليون الفرنسي: “كانت لحظات مليئة بالحنين بسبب طول الغياب، لكن سرعان ما شعرت بالانتماء بسبب معرفتي بالمكان وبعض الأشخاص. لقد أثلج ذلك صدري وشعرت بالراحة للعودة، لقد كانت عودتي تحديا شخصيا، البعض تجاهلني لكنني كنت أعمل بجد وأتدرب يوميا ورؤية نتائج عملي تحفزني لأبذل جهدا أكبر”.

“أشعر أنني أكثر نضجا وأحرص على توظيف خبرتي”

وفي سؤال حول النضج الذي بدا عليه، سواء في مشواره الرياضي أو في جوانب أخرى، أكد بن زية بأنه يشعر بالفعل بالنضج وهو في سن 29، معتبرا بأنه عمر مثالي لاكتساب الخبرة، وأضاف: “لقد خضت العديد من المباريات، ومن ثمّ أتفهم وضعي بشكل أفضل، أشعر بأنني أكثر نضجا الآن، سواء في أسلوب لعبي أو حياتي اليومية، لذلك سأحرص على إضافة هذه الخبرة إلى زملائي بأفضل ما يمكن”.

“مررت بأوضاع صعبة وحياتي تغيرت بعد حادث المرور”

وعاد لاعب ليل الفرنسي سابقا، إلى الحادث المروري الخطير الذي تعرض له في 2020، ونجاته من موت حقيقي، حيث أكد بأنه مر بأوقات صعبة للغاية، وقال: “لقد كانت فترة حزينة للغاية، لكننا مؤمنون، ونعلم بأنها أقدار المولى عزّ وجل، نحن نرتكب أخطاء في الحياة، لكننا نحاول دائما تداركها، نحمده أنني كنت محاطا بسند عائلي قوي، من زوجتي وأصدقائي المقربين ووكيل أعمالي، كلهم ساهموا في دعمي، مما ساعدني كثيرا في تجاوز تلك المحنة”، وشدد مجددا على أن هدفه كان دائما العودة إلى “الخضر” قائلا: “كما قلت سابقا، لقد وضعت دائما العودة للمنتخب الجزائري هدفا، وكان عليّ فقط المشاركة باستمرار في المباريات مع الأندية، وتحسين أرقامي، واستعادة أفضل مستوياتي لأتمكن من الانضمام مجددا، لقد قدمت الكثير من التضحيات وفعلت العديد من الأشياء، وأنا فخور لأن ذلك تحقق، وكما يقال، العمل الشاق يؤتي بثماره وهذا ما عشته بالفعل”.

“خضت معارك كثيرة للعب مجددا في المستوى العالي”

وبخصوص عودته لممارسة كرة القدم بعد ذلك الحادث، واصل بن زية: “لم يساورني شك، فقط الأطباء في البداية لم يكونوا متفائلين، أخبروني بأن مسيرتي لم تنته، إلا أن العودة للمستوى العالي أمر صعب، لكن طالما هناك فرصة، قررت تقديم كل ما يلزم لأصل إلى ذلك المستوى، لكن لم يكن يكفيني اللعب فقط، أردت أن أكون في القمة، لذا بمجرد علمي بإمكانية العودة، بذلت جهدي لتحقيق الأفضل، وآمل أن تكون هذه بداية مرحلة عظيمة، لديّ الكثير لأقدمه للمنتخب الجزائري، وأرغب في إظهار قدراتي ومساعدة الفريق”.

“هذه رسالتي لجماهير الخضر وبمساعدتهم سنعيد الجزائر في قمة إفريقيا”

وختم ياسين بن زية حديثه برسالة للجماهير الجزائرية، قال فيها: “أطالب جماهيرنا بالصبر، أدرك تماما أن الأمر ليس سهلا، نحن شعب يعشق كرة القدم، ومن الطبيعي أن الكل يريد نتائج فورية، ونحن اللاعبين أول من يتمنى ذلك، ولدينا جهاز فني جديد ومدرب متمكن، نحن في مرحلة تعارف وتأقلم، وأثق أن الأمور ستتحسن تدريجيا، لقد مرّ المنتخب بإخفاقات كبيرة، الكل يعي ذلك ولكن لا يمكن التعافي خلال شهرين أو ثلاثة، أعتقد أن الجميع يدرك أن لدينا أهدافا كبيرة، ونحن بلد ذو قيمة وتاريخ في الكرة، وآمل أن نعيد الجزائر قريبا إلى قمة إفريقيا وآفاق أعلى من ذلك”.

شارك المقال على :