السبت 21 جوان 2025

تجمع شعبي بالمدية… كلمة رئيس حركة البناء الوطني كاملة

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
تجمع شعبي بالمدية… كلمة رئيس حركة البناء الوطني كاملة

نشط اليوم، رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، تجمعاً شعبياً بولاية المدية، تحت شعار ( الأمن الإجتماعي حصن للكرامة الوطنية ).

وفي التالي نص الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أيها الحضور الكرام:
الاخوة الافاضل والأخوات الفضليات أحييكم جميعا،
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،
وأحيي من خلالكم هذه المنطقة وسكانها الذين نتعلم منهم دائما قيم العلم ، والدين ، والمقاومة ، والثورة ، والصبر، والوطنية
• هذه الربوع التي أخرجت أول دكتور جزائري ألا وهو الدكتور والعالم محمد ابن أبي شنب الذي ولد عام 1869 وتوفي رحمه الله سنة 1929.
• هذه الربوع التي احتضنت الامير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومقاومته وجاهدت معه طويلا من أجل تحرير الجزائر.
• هذه الربوع التي انتجت شهداء كُثر من أمثال الشهيد محمد بوقرة، ومجاهدين كُثر من أمثال عمي لخضر بورقعة رحمة الله تعالى عليه.
• هذه الربوع التي انتهى إليها العلماء والصلحاء والحكماء وشهدت على مر حقب التاريخ شواهد هذا الوطن، وتضمخت جبالُها وسهولُها وهضابُها ومياهُها وترابُها..بدماء الشهداء عليهم رحمه الله تعالى.
• هذه الولاية هي من منطقة وهبت للجزائر أحد الرجالات الذي كان له الفضل عليّ أنا شخصيا وأحب أن أقف قليلا أمام ذكراه ألا وهو شيخنا واستاذنا الشيخ محفوظ نحناح ابن هذه الربوع والذي دفعته
أصالته
وعلمه
ودينه
ليكون رمزا للوطنية
والتسامح
والاعتدال
والنضال
والتنازل
من أجل الوطن عليه رحمه الله تعالى، وأسأل الله عز وجل أن يثبتنا على نهجه في الوطنية والاعتدال والحكمة.
• ومن هنا اسمحوا لي أن ألتمس من خلالكم من أخي الكبير السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية أن يطلق اسم الشيخ محفوظ نحناح على معلم من المعالم الوطنية أو مؤسسات الدولة الجزائرية التي:
جاهد من أجلها
وحرص على وحدتها
وتنازل لصالحها
ومات وهو يحمل الحب لكل ابنائها،
وجاب دول العالم يحسن في صورتها
ورفع شعار(الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع ) واليوم نقول قياسا على قوله (ينبغي أن يبنيها الجميع ويحميها الجميع.)
فالمأمول من السيد رئيس الجمهورية التفاتة منه تُخلد مآثر الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله

أيها الحضور الكرام:
• إن ولاية المدية ولاية تاريخية مليونية عزيزة على قلوب الجزائريين لأنها ولاية جسدت تاريخيا النموذج الفذ في التحضر المجتمعي،
• وهي ولاية واسعة الجغرافيا تحتاج إلى أن تشملها مشاريع التقسيم الإداري لعدة ولايات، ومشاريع الانصاف التنموي أو التوازن التنموي التي أطلقها رئيس الجمهورية للقضاء على مناطق الظل.
• وهي ولاية أكرمت حركة البناء الوطني بتمثيلها في المجلس الشعبي الوطني وفي مجلس الأمة، وهي أكبر ولاية تترأس فيها الحركة المجالس الشعبية البلدية، فيا أهلنا في المدية لكم منا كل التحية وكل الشكر.

أيها الحضور الكرام:
اسمحوا لي بمناسبة تواجدنا في ولاية المدية أن نخصص خطابنا معكم حول موضوع مرتبط (بالتعبئة المجتمعية) بعد أن خصصنا تجمع وهران الأخير حول موضوع (التعبئة الاقتصادية) وموضوع تجمع عنابة (للتعبئة الشبانية).
إن هذا السلسلة من التجمعات التي نتحرك فيها هذه الأيام عبر أرجاء وطننا المفدى، تأتي في سياق تجديد التواصل مع مواطنينا خارج سياقات التدافعات الانتخابية والتنافسية والحزبية، وهي سياقات مشروعة، ولكننا اليوم:
نلتقي بالمواطنين في سياق تبادل الحس والوعي الوطنيين.
ونحن نتحرك لنستلهم من شعبنا الإرادة ومعالم المستقبل،
ونلتقي كي نتقاسم مع المواطنين همومهم الوطن
ونلتقي مع أبناء وطننا لنستلهم منهم قيم التشبث بأرضنا ووطننا والدفاع عن ترابنا
ونلتقي معهم للإنصات لانشغالاتهم والوقوف على مشاكلهم
ونلتقي معهم ونحن كحزب تمثيلي نرى بأنفسنا مدى صدق الوعود من طرف الجهاز التنفيذي وتطبيقها

ولذلك اسمحوا لي أن أقف أمامكم اليوم
ليس كخطيب حزبي
ولا كخبير سياسي يحلل الاوضاع فقط،
ولا كمحاضر يتحدث عن الفكر والثقافة،
بل أريد أن أقف أمامكم كواحد من أبناء هذا الشعب العزيز الذي
يعيش معه
يتألم لهمومه،
ويحمل تطلعاته،
ويقاسمه الاحساس حلوه ومره.
وأريد أن أتحدث معكم اليوم عن همّ وطني، نابع من وعي اللحظة عنوانه الكبير:
” الأمن الاجتماعي حصن للكرامة أمام التحديات والمخاطر الواقعة والمتوقعة”
وقد شاء الله تعالى أن يأتي هذا الاجتماع في ظل حروب وتوترات تعصف بأمتنا، وآخرها هذه الحرب الدائرة على أشقائنا بالجمهورية الاسلامية الايرانية
هذه الحرب التي يتواطأ فيها الصهاينة مع حلفائهم الغربيين بظلم وعربدة وتعسف لحرمان دولة سيدة من حقها في العلم وفي التكنولوجيا واكتساب المعرفة.
ولكن نقول إنهم يمكرون، وإن الله تعالى هو القوي المتين وهو خير الماكرين،
صحيح إنها حرب غادرة ومؤلمة ، ولكنها ولأول مرة تجعل كل دولنا العربية والاسلامية تصطف لإدانة هذا الظلم على الشقيقة إيران إلا من بعض الأنظمة القليلة.
وهو موقف يراه بعض الناس بسيطا وغير مؤثر، ولكننا في الحركة نراه مبشرا بالخير، لأننا نعتبر أول أسباب هزيمة الأمة انهيار روابطها الاجتماعية في الأخوة والتضامن.

أيها الحضور الكرام:
يجب علينا أن نأخذ العبرة من الحرب على إيران ، فهي استكمال لمسلسل الحرب على العراق والحرب على اليمن والحرب على سوريا وعلى الحرب على السودان وعلى ليبيا وعلى فلسطين ومخطط الاستهداف مستمر.
ومن بركات معركة طوفان الأقصى أن جرفت حُجب الوهم
وجددت في الأمة الوعي بأن من أراد السلام فعليه أن يستعد للحرب.
وعليه يجب علينا أن نعتبر بأن أحد عوامل الصمود في غزة وفي إيران والباكستان بالأمس القريب إنما مرجعه إلى عوامل أساسية
منها الارتباط بالقيم ،
ومنها اليقظة المجتمعية المستمرة ،
ومنها الوطنية الصادقة ،
ومنها تماسك المجتمع،
ومنها التسامي فوق الخلافات

وفي الحقيقة إن
التشبع بقيم أمتنا الجزائرية
والتماسك المجتمعي
وقوة روابط الجبهة الداخلية
وإشاعة قيم
الحرية
والديمقراطية
وتحقيق مقومات الدولة العادلة
هي الحصون التي تتحطم على جدرانها كل المؤامرات،
أيها الحضور الكرام:
في هذا المنعطف الحاسم من تاريخ بلادنا حيث تتعاظم التحديات الداخلية والخارجية،
وتتعاظم معها آمال الشعب الجزائري في بناء مستقبل آمن، عادل، ومزدهر، تبرز ضرورة ملحّة لإعادة الاعتبار لمفهوم التعبئة الاجتماعية، ليس كاستجابة ظرفية وإنما كخيار استراتيجي يكرّس:
وحدة الشعب الجزائري
ومتانة الجبهة الداخلية،
ويحصّن النسيج الوطني من محاولات التمزيق والتفكك.
يجب ألا يغيب علينا بأن:
(التعبئة الاجتماعية) التي نحرص اليوم على نشر الوعي بأهميتها لا تصنع بالقرارات، وانما ينتجها الإيمان والقناعات.
وينبغي أن نقتنع جميعا أننا اليوم بسبب
تمسكنا بقيم السيادة الوطنية
ومناصرة القضايا العادلة
أصبحنا في قلب دائرة الاستهداف
فأعداء الجزائر بدأوا منذ مدة يتربصون ويتآمرون، ولكن مؤامراتهم ستتحطم على صخرة
الجدار الوطني،
والتلاحم الوطني،
والوعي الوطني،
والتضحية الوطنية،
الذي عملنا على نشر الوعي بأهميتها مرارا بمناسبات متتالية
وهو ما يدفعني اليوم لأن نؤكد أمامكم على ضرورات بناء الأمن الاجتماعي كجزء هام من حصون الوطن وصورة متقدمة من صور المقاومة النوعية المستمرة.

أيها الحضور الكرام:
لكم أن تتساءلوا عن ماهية الأمن الاجتماعي الذي نقصده وننشده؟
فهو ليس شرطيا يحرس أمن المجتمع في الشارع،
وليس إجراء قانونيا يُفرض كسيف على المواطنين،
ولا هو عواطف حماسيةً تقال هنا أو هناك،
بل إن الأمن الاجتماعي يتجسد:
• بروح وطنية تفتقد إليها الكثير من الدول،
• وبمنظومة عمل وتعاون تليق بكرامة المواطنين وتحقق رفاههم وإسعادهم
• وبمدرسة وطنية تصنع أجيالاً واعية،
• وبمستشفيات تُعالج المرضى بلا إذلال ولا مَنٍّ،
• وبقضاء عادل لا يُفرق بين ابن المسؤول والغني وابن الفقير،
• وبإعلام حر ومسؤول صادق، لا يُحرّض ولا يُضلّل،
• وببنوك ترافق التنمية وتحميها،
• وبإدارة سلسة قريبة وعصرية من احتياجات المواطن،
• وبإرادة سياسية صادقة في الاولويات المجتمعية،
• وبتكريس لثقافة الدولة في قيادة وتسيير المؤسسات،
• وبمحاصرة للتوترات ونشر للطمأنينة والسكينة المجتمعية،
• وبتوسيع دائرة التراحم والثقة والاخوة كقاعدة للمواطنة،
• وبإحياء قيم الشعب الاصيلة النابعة من الدين والموروث العميق،
• وبالحرب المجتمعية على الفساد بكل أصنافه،
• وبالنظر الى الاختراق المجتمعي كسلاح خطير يهدد وحدة الجزائر،
• وبتمكين للشباب والنخب رجالا ونساءً.
هذه هي بعض العوامل المحققة للتعبئة الاجتماعية التي هي مسؤولية الجميع
يقودها السيد رئيس الجمهورية
– وتتلاحم فيها معه كل القوى الوطنية
– وتنسجم حولها كل مؤسسات الدولة
– ويحتضنها شعبنا، وتتفاعل معها نخبنا
– ويحميها جيشنا ومختلف أجهزتنا الأمنية
– ونقويها بتنويع شراكتنا وعلاقاتنا وتمتين تحالفاتنا الدولية

أيها الحضور الكرام:
تعلمون جيدا بأن النعم إنما تدوم بالشكر
ونعمة العافية والاستقرار والسكينة والطمأنينة التي نحن فيها اليوم تتطلب منا شكرا عمليا نجسده بتطوير دعائم أمننا الاجتماعي من خلال:
• أولا:
تعزيز معاني الامل في مستقبل الجزائر القوية والمنتصرة على البطالة بتوفير مناصب الشغل لشبابها،
والمنتصرة على التنمية بدعم المقاولاتية،
والمنتصرة على الاتكالية بالتأكيد على قيم العمل،
والمنتصرة على اقتصاد الريع بالتوازن والتنويع
• ثانيا:
ترقية التنمية والحماية الاجتماعية، بإصلاح منظومتها وتطوير مؤسساتها وفعالية الرقابة فيها والحرص على توسيع استفادة كل المواطنين منها،

• ثالثا:
تطوير اجتماعية الدولة من خلال الاستمرارية في مكسبها من خلال خيارات مجانية التعليم مع ضرورة تحسين مشاريع السكن، ومنظومة الصحية التي تستجيب لاحتياجات الشعب المتزايدة، لأننا لا زلنا في حاجة ماسة لتأطير المرفق الصحي بالإطار البشري الذي ما زلنا ندعو إلى تحسين وضعية الطبيب، لأن الطبيب ليس موظفا وفقط.

• رابعا:
تعجيل الحوار الوطني لتطوير الديمقراطية المحلية إلى (ديمقراطية حقة) وتفعيل التكامل بين الأحزاب السياسية وبين المؤسسات المنتخبة والادارة لتكون المجالس مجالس حقيقية تعبّر عن الشعب، وتتخندق مع المواطن بعيدا عن الاصطفافات الحزبية، فنحن نُؤمن أن الأمن الاجتماعي لا يتحقق إلا بوجود أحزاب قوية، ومسؤولة تقول للمحسن أحسنت إذا أحسن، وتمنع المسيء عن الاساءة.

• خامسا:
تفعيل المجتمع المدني حتى يكون رئةً للمجتمع ولابد من انهاء حالة الديكور التي وضعته فيه عصابات الفساد السياسي والاداري، لان المجتمع المدني سيظل جزءًا مهما من أمننا المجتمعي،
وندعو بهذه المناسبة إلى ضرورة دعم الجمعيات النزيهة التي تشتغل في الأحياء، وفي المدن، وندعم توسيع حضورها في المدارس والجامعات، والمُشاركة في صياغة ومراقبة السياسات، بدلا من الانحباس في المهرجانات والمناسبات.

أيها الحضور الكرام:
إن دعوتنا اليوم هي إلى إطلاق ميثاق تعبئة وطنية ومجتمعية جديدة، يستند إلى إرث نوفمبر،
-ولقد شكلت ثورة التحرير المجيدة أرقي مستوى من التعبئة المجتمعية حين التفت مختلف شرائح المجتمع حول قيادة الثورة من اجل هدف واحد وهو تحرير البلاد واسترجاع السيادة الوطنية وطرد المستعمر الغاشم.

أيها الحضور الكرام:
إن هذا الميثاق يتقاطع فيه:
المشروع الوطني الجامع مع
تعزيز مكاسب اجتماعية الدولة (التي يجب ترشيدها بما يضمن تحقيق اهدافها السامية وهي تحقيق العدالة الاجتماعية)،
وتتكامل فيه جهود الدولة مع ديناميكية المجتمع.
فالتعبئة المجتمعية هي خيار سيادي واستراتيجي لبناء
دولة قوية،
عادلة،
ومتماسكة.
إنها الحصن المنيع لمكاسبنا،
والسند القوي لمناعة دولتنا.
لا أريد أن أطيل عليكم كثيرا في هذا الركن الأساسي من أمننا القومي والذي عنوناه بـ”الأمن الاجتماعي”، وحسبي أن أختمه بقوله صلى الله عليه وسلم:
« مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»
وفي هذا الحديث يظهر ارتباط الأمن الاجتماعي بإصلاح منظومتنا الصحية، ومنظومتنا الاقتصادية وغيرها
وهي مسؤولية مشتركة بين الدولة وبين فواعل المجتمع السياسية والاقتصادية والثقافية للخروج من عقلية البايلك إلى تفعيل الروح الوطنية الصادقة عند المسؤول وعند المواطن والفاهم يفهم.

أيها الحضور الكرام:
يجب الاّ يغيب علينا في كل تحركاتنا وسكناتنا، في نومنا وفي يقظتنا، في أفراحنا وفي أقراحنا، في رخائنا وفي شدتنا، أنّ لنا إخوة أشقاء يبكون ويتألمون ويجوعون ويستشهدون في غزة المحاصرة وفي فلسطين الشاهد وفي قدس اقداسنا وواجب لزاما علينا بدعمهم وإغاثتهم ومناصرتهم بالدعاء وبالقلم وبالتدوينات وبالكلام وبالإنتاج السنيمائي وبالتيك توك وبالفاسبوك وبالتحرك الدبلوماسي وبالفن وبالثقافة وبالتهجد وبكل ما نملك، فكل ذلك قليل في حقهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط دائم : https://dzair.cc/51x7 نسخ