الثلاثاء 13 ماي 2025

تحوّلت إلى منبر إعلامي لخونة الوطن.. المخابرات الفرنسية توظّف جريدة “لو جورنال دي ديمونش ” اليمينية المتطرفة في نشر تقاريرها المضلّلة ضدّ الجزائر

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
تحوّلت إلى منبر إعلامي لخونة الوطن.. المخابرات الفرنسية توظّف جريدة “لو جورنال دي ديمونش ” اليمينية المتطرفة في نشر تقاريرها المضلّلة ضدّ الجزائر

تشنّ جريدة “لو جورنال دي ديمونش ” الفرنسية حملة شعواء ومضلّلة ضد الجزائر ومؤسساتها الاستراتيجية، ضاربة عرض الحائط جميع أخلاقيات وضوابط مهنة الصحافة، بانزلاقها في منحدر إمبراطور الإعلام الفرنسي “فانسان بولوريه” الذي طوّع جميع المنابر الإعلامية في فرنسا.

وفي هذا السياق، كشفت بوابة الجزائر الإخبارية، أن انتقال صحيفة “لو جورنال دي ديمونش ” في 2023، في رجل أعمال آخر مهتم كثيرا بوسائل الإعلام بدوره، وهو أرنو لاغاردير، الذي يمتلك حصة كبيرة في “لاغاردير” عبر مجموعته “Vivendi“، ساهم في أن تنتهج خطا تحريريا مواليا لليمين المتطرف الفرنسي، على إثر سلسلة من التغيرات الهيكلية على مجموعة “لاغاردير” التي يمتلك فيها بولوريه حصة كبيرة عبر مجموعته “Vivendi“، وبعد أن أصبحت الصحيفة تحت قبضة هذا الأخير عمل على توظيفها في نشر مواقفه المعادية للجزائر، فأضحت بذلك بوقا في خدمة مخططات هذا التيار العنصري المأخوذ بحنين متعصب لزمن الاستعمار.

ومن يومها تحولت صحيفة ” لو جورنال دو ديمانش ” إلى غرفة عمليات تابعة لمديرية الأمن الداخلي الفرنسية « DGSI »، حيث أضحت الناطق الرسمي باسم المخابرات الفرنسية DGSI / DGSE تحرّضانها على فبركة ونشر أخبار وتحليلات مغرضة ومضللة مؤلفوها وكتبتها هم خونة الوطن الجزائري من مرتزقة البايبال الذين باعوا شرفهم لفرنسا اليمينية بثمن بخس، على صفحات هذا البوق الإعلامي القذر، بعد أن يضيف على كلامهم النجس محرّروها بعض التوابل حتى تصبح سهلة الهضم لدى كلّ مغرّر به يتصيّد أيّ كلاما معادٍ للجزائر.

ولا غرابة أن يصبح خونة الوطن إلى مرتزقة وعملاء لأجهزة DGSE , DGSI الفرنسيتين ليرضوا لأنفسهم المريضة بأن يتحولوا إلى ذخيرة لأسلحتهم تستخدم في سياق حملات الإساءة الفرنسية للجزائر ورموزها، فدون أدنى دليل منطقي ومعقول قد يكون تحقيقات الشرطة الفرنسية والإسبانية أو إفادات رسمية أو محاضر سماع، انغمست صحيفة “لو جورنال دي ديمونش ” القذرة في عملية نشر افتراءات ومزاعم عارية عن الصحّة مهمتها الإضرار بمصالح الجزائر وتشويه صورتها لدى الرأي العام، ليس في الجزائر وفي فرنسا فحسب، بل في كل مكان في العالم.

لقد انساقت ”لوجورنال دو ديمونش” بطريقة فجّة ووقحة في فبركة القصص الخبرية المليئة بالأكاذيب حول أحداث لا أساس لها تسرد تفاصيل غير حقيقية حول محاولات اختطاف من وصفتهم بـ ” المعارضين والناشطين السياسيين الجزائريين”، لكن سرعان ما تبخرّت هذه الأضاليل المغرضة وانقلب السحر على الساحر بتحوّل ”لوجورنال دو ديمونش” إلى مصدر للتهكّم والسخرية في فرنسا والجزائر، بعد نشرها لكاريكاتور على صفحتها الأولى.

لقد أعاد عرّاب الإعلام الفرنسي اليميني المتطرّف, فينسنت بولوريه، منذ استحواذ “لاغاردير”، التي يديرها رجل الأعمال أرنو لاغاردير، على “لو جورنال دز ديمونش“، توجيه الخط التحريري للصحيفة نحو مواقف يمينية متطرفة، والتي تجرّدت من كلّ موضوعية وحياد، حتى أن الرأي العام الفرنسي تفطن لهذا الانحدار نحو هاوية التضليل الذي اتضح أنّه مسعىً واضح من بولوريه لخدمة أجندات سياسية وتحديدا السياسة الخارجية لفرنسا التي لم تعد تدار من قبل الإليزيه والكيدورسي. وبدت التقارير والمقالات والتحقيقات التي تتناول الشأن الجزائري، وكأنها تقارير استخباراتية مفبركة ومضللة وليست عملا صحفيا مهنيا.

وقد أودى هذا التوجه الخطير بالقيم الفرنسية وجعل رفعها من قبل المؤسسات الفرنسية مجرّدا عن أيّ جدوى وجدية، خاصة بعد استقالة عدد من الصحفيين البارزين في “لو جورنال دز ديمونش“في عام 2023، والتي كانت بمثابة جرس إنذار، احتجاجاً على تزايد التدخلات في عملهم من قبل جهات أمنية ومالية وسياسية، وهو ما أكدته تقارير نشرتها وسائل إعلام فرنسية مستقلة على غرار “ميديا بارت“، ورغم ذلك لم تفلح تلك الاستقالات في كبح الصحيفة عن الانحدار نحو القاع.

وفي حربها الممنهجة والمعلنة ضدّ الجزائر استخدمت هيئة تحرير “لو جورنال دز ديمونش“ تحت الإدارة الفعلية لبولوريه، أساليب لا تلتزم بأدنى شروط ومتطلبات وأخلاقيات وأدبيات المهنة, حيث نشرت تقارير تزعم تورط الجزائر في عمليات خارج القانون على الأراضي الفرنسية والإسبانية ، على غرار مزاعمها المتعلقة بما وصفته “محاولات اختطاف ناشطين ومعارضين جزائريين“ في عواصم أوروبية مثل باريس ولندن وبرشلونة، مستدلة في ذلك بفبركات مفضوحة لشهادات غير حقيقية تم صياغتها في غرف مديرية الأمن الداخلي الفرنسي، والتي لم يخفَ زيفها وكذبها على المصالح الجزائرية التي تتعامل مع مثل هذه الحملات المغرضة في جميع مؤسسات الجمهورية في الجزائر سواء المدنية أو العسكرية أو الأمنية والدبلوماسية.

رابط دائم : https://dzair.cc/j18u نسخ