تزامناً مع إعلان الرئيس تبون إطلاق صندوق إفريقي لتمويل الابتكار.. كوندور توقّع اتفاقية مع مؤسسة ناشئة كاميرونية لتصنيع أجهزة طبية

شهدت الجزائر اليوم حدثًا استثنائيًا يعكس طموحها في لعب دور ريادي داخل القارة الإفريقية. فقد وقّع مجمّع كوندور اتفاقية شراكة مع المؤسسة الناشئة الكاميرونية General Biotech، تخص تصنيع أجهزة متطورة في مجال التكنولوجيا الطبية داخل الجزائر، بما يفتح المجال أمام تبادل الخبرات وتعزيز الصناعات المبتكرة إفريقيًا.

وعلى هامش هذا التوقيع، أعلن وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، نور الدين واضح، عن قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإنشاء صندوق استثماري إفريقي لتمويل الشركات الناشئة، يوضع تحت إشراف الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية.

التزام جزائري بدعم الشباب الإفريقي

الرئيس تبون أكد من خلال هذه الخطوة التزامه بتمكين الشباب الإفريقي المبتكر، معتبرًا أن التنمية الحقيقية للقارة تمر عبر دعم المبادرات المحلية وتوفير أدوات النمو. هذا التوجّه ينسجم مع رؤية الجزائر التي تراهن على اقتصاد المعرفة كمدخل رئيسي لتغيير موازين التنمية في إفريقيا.

انطلاقة عملية مع 30 مؤسسة ناشئة

الصندوق لن يبقى حبيس الإعلان، بل سيباشر نشاطه فورًا بالتعاون مع 30 مؤسسة ناشئة إفريقية مشاركة في معرض التجارة الإفريقي البيني (IATF2025)، وهو ما يعكس جدية الجزائر في الانتقال مباشرة من التصريحات إلى التنفيذ الميداني.

دعم الطلبة الأفارقة في الجزائر

إلى جانب التمويل، يتضمن البرنامج جانبًا تكوينيًا مخصصًا للطلبة الأفارقة في الجامعات الجزائرية، بإشراف مشترك بين الوزارة والوكالة الجزائرية للتعاون الدولي. كما سيُخصّص لهم فضاء خاص خلال المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة المزمع انعقاده بالجزائر من 6 إلى 8 ديسمبر المقبل، حيث سيتمكنون من عرض ابتكاراتهم والتواصل مع المستثمرين والخبراء.

دلالات الاتفاقية والصندوق معًا

اتفاقية “كوندور” مع “General Biotech” تمثل نموذجًا عمليًا للتكامل الإفريقي، إذ تترجم كيف يمكن للشراكات البينية أن تقدّم حلولًا ملموسة لقطاعات حيوية مثل الصحة والتكنولوجيا. أما إطلاق الصندوق الاستثماري فيأتي ليمنح هذه المبادرات إطارًا مؤسساتيًا دائمًا، يعزّز قدرة القارة على تمويل مشاريعها بموارد ذاتية بدل الاعتماد على التمويل الخارجي المشروط.

الجزائر في موقع الريادة الإفريقية

هذا الحدث المزدوج يبرهن أن الجزائر تسعى لتجاوز الخطاب التقليدي حول التعاون جنوب–جنوب نحو ممارسة فعلية للقيادة القارية. فالجمع بين شراكات صناعية مبتكرة وآليات تمويل منظمة يضع البلاد في موقع قاطرة الابتكار وريادة الأعمال في إفريقيا. كما أن إنجاح هذه الاستراتيجية في خلق شبكات إفريقية متكاملة للابتكار، يؤدي إلى ترسيخ الجزائر صورتها كقوة صاعدة تمزج بين الاقتصاد والدبلوماسية والتنمية في مشروع إفريقي مشترك.