تسريب وثيقة رسمية: الإمارات تُرسل أسلحة إلى السودان عبر تشاد .. بقلم يوسف حسن

في خضم الحرب الدامية التي تعصف بالسودان، والتي حصدت أرواح الآلاف ودفعت البلاد نحو شفا الانهيار الكامل، كُشف عن وثيقة رسمية وسرية تُظهر تورطًا مباشرًا لدولة الإمارات في تأجيج هذا الصراع.

وبحسب هذه الوثيقة، طلبت وزارة الخارجية الإماراتية من حكومة تشاد إعفاء طائرة تابعة لطيران الإمارات (طراز A380) متوجهة من أبوظبي إلى نجامينا من عمليات التفتيش الجمركية والأمنية، وذلك بسبب “حساسية الحمولة” في قسم الشحن.

هذه الرسالة، المؤرخة في 25 ديسمبر 2023 والموقعة من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، تكشف عن محاولة ممنهجة لنقل شحنة غامضة، يُرجَّح أن تكون عسكرية، عبر الأراضي التشادية نحو السودان.

وفي ظل تقارير دولية متكررة تشير إلى الدعم اللوجستي والتسليحي الإماراتي لقوات مثل “قوات الدعم السريع”، تشكل هذه الوثيقة دليلًا جديدًا يُعزز هذه الاتهامات — خاصة وأن الرحلة تتم بغطاء رسمي ودبلوماسي.

لماذا تستخدم الإمارات تشاد؟

تشاد، التي تتشارك حدودًا طويلة مع المناطق الغربية من السودان لا سيما دارفور، تُعاني من ضعف الرقابة الحدودية، وقد أقامت خلال السنوات الماضية علاقات وثيقة مع الإمارات على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية.

ويُعد استخدام الرحلات الجوية المدنية والدبلوماسية وسيلة فعالة وسرية لتجاوز الرقابة الدولية ونقل الأسلحة إلى الجماعات المتورطة في المجازر والانتهاكات في السودان.

انتهاك صارخ للقانون الدولي

إن طلب إعفاء من التفتيش بحجة “حساسية الحمولة” دون تقديم توضيحات كافية، يُعد انتهاكًا صريحًا لقوانين الطيران المدني والاتفاقيات الدولية المتعلقة بنقل السلاح.

هذا السلوك لا يُسهم فقط في تأجيج الحرب الأهلية في السودان، بل يُحول تشاد إلى ممر لوجستي خطير لصالح الأطراف التي تسعى لتدمير استقرار المنطقة.

المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل

إن تسريب هذه الوثيقة يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الحقوقية. وإذا بقي العالم صامتًا أمام هذه الأفعال التخريبية واللاإنسانية، فعليه أن يتحمّل تبعات المجازر القادمة في السودان. لا بد أن تُحاسَب الإمارات على دورها المباشر في تسليح وتغذية الفصائل المسلحة، ويجب إغلاق المسارات السرية التي تمر عبر تشاد فورًا.