الثلاثاء 04 نوفمبر 2025

تصريحات مسعد بولس تدحض أوهام المخزن.. حين تعترف واشنطن أن خطة ترامب لـ “الحكم الذاتي” لن تكون بديلا عن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم

نُشر في:
تصريحات مسعد بولس تدحض أوهام المخزن.. حين تعترف واشنطن أن خطة ترامب لـ “الحكم الذاتي” لن تكون بديلا عن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم

في لحظة مشحونة بالتحولات الدولية والإقليمية، جاءت تصريحات بولوس مسعد، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، لتحدث صدى واسعاً داخل الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، حين أكد في حديثه لقناة فرانس 24 أن القرار الأممي الأخير حول الصحراء الغربية لم يحصر الحل في مقترح الحكم الذاتي المغربي، بل أبقى الباب مفتوحاً أمام “كل الأفكار والمقترحات الأخرى”.

بهذا الموقف، يوجه مسعد رسالة واضحة: مجلس الأمن لا يتبنى الرؤية الأمريكية بحرفيتها، بل يسير وفق منطق التوازن والشرعية الدولية، حيث تبقى المرجعية الأساسية هي حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، لا مجرد تصور أحادي الجانب.

إن ما كشفه المستشار الأمريكي يُعد بمثابة تصحيحٍ لمسارٍ سياسي طالما حاول المخزن احتكاره، عبر تسويق فكرة أن الحكم الذاتي “هو الحل الوحيد الواقعي”. فالمسودة الأممية الأخيرة، كما قال مسعد، تُقرّ بتعدد الخيارات، وتعترف بإمكانية العودة إلى أصل القضية: الاستفتاء الذي أنشئت من أجله بعثة المينورسو.

بل أكثر من ذلك، حين يؤكد مسعد أن الاستفتاء ليس مستبعداً، وإنما يظل خياراً تفاوضياً بين المغرب وجبهة البوليساريو، فإنه يعيد إحياء جوهر خطة التسوية الأممية التي حاولت الرباط وأطراف داعمة لها دفنها منذ عقود. فالاستفتاء، وإن اختلفت صيغته أو شكله، يبقى المعبّر الأصدق عن الإرادة الشعبية للصحراويين.

كما أشار المستشار إلى أن طرفي النزاع الحقيقيين هما المغرب والبوليساريو، بينما تبقى الجزائر وموريتانيا دولتين مرافقتين بحكم الجوار والتاريخ، وهو تصريح يعيد رسم الخريطة السياسية للنزاع، وينزع عن الخطاب المغربي ذريعة “تدويل الصراع” وتحميل الجزائر مسؤولية قضية ليست قضيتها المباشرة.

هذه التصريحات ليست مجرد رأي فردي، بل تعكس تحولاً في الخطاب الأمريكي غير الرسمي، الذي بدأ يبتعد تدريجياً عن دعم المقاربة الأحادية للمخزن، متقاطعاً مع موقف الأمم المتحدة القائم على الحوار الشامل وتقرير المصير. إنها إشارة إلى أن الزمن السياسي يتغير، وأن الواقعية الحقيقية لا تكمن في تجاهل حقوق الشعوب، بل في احترامها.

لقد آن الأوان لأن يدرك النظام المغربي أن لغة الإكراه الدبلوماسي لم تعد تجدي، وأن العالم بات أكثر استعداداً للاستماع إلى صوت العدالة، لا إلى صدى القوة. فحين تصدر من واشنطن إشارات كهذه، فذلك يعني أن ريح التوازن الدولي تهب من جديد نحو الصحراء الغربية… حيث لا حل إلا بما يرضي الشعب الصحراوي نفسه.

رابط دائم : https://dzair.cc/zckr نسخ

اقرأ أيضًا